مقدمة NBN :
مراحل المخاض الحكومي تتوالى لكن لا موعد دقيقاً لولادة تحوم حولها شائعات لطالما اعتاد اللبنانيون على مثلها في حالات مشابهة.
واذا كان المتفائلون لا يترددون في توقع ولادة الحكومة مطلع الأسبوع بعدما تنضج طبختها، فإن ثمة في المقابل من يتحدثون عن عقبات لا تزال تحتاج الى تذليل ويستبعدون حصول الولادة في اليومين المقبلين ويرجحونها بعد رأس السنة.
وبين هذا الرأي وذاك يبدو ثابتا أن الساعات المقبلة ستحدد سير اتجاهات سير التشكيل استنادا الى الإتصالات والمشاورات التي يستكملها رئيس الحكومة المكلف حسان دياب رغم كل التشويش الذي تتعرض له مهمته ولا سيما في الشارع من خلال التجمعات له والتي تتم أمام منزله في تلة الخياط.
وفيما تبلغ دياب تمسك القوات اللبنانية بعدم المشاركة في الحكومة أكد الحزب التقدمي الإشتراكي موقفا مماثلا، لكنه اشار الى انه اذا كانت الحكومة ستشكل من تنكوقراط فهناك كفاءات في الطائفة الدرذية يمكن الإختيار منها.
أما البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي فكان له اليوم موقف جديد دعا فيه الى حكومة مستقلة عن الأحزاب السياسية ، وقال ان لبنان لا يحكم لا بالغلبة ولا بالهيمنة ولا بحكومة اللون الواحد .
مقدمة المنار :
اسبوعٌ جديد تُفتح أبوابُه على استقبالِ العام 2020 فيما الموروثاتُ من قضايا و أزماتْ على حالها..
ملفُ التشكيلِ الحكومي على مسعاه مع تضاؤلِ أملِ الولادةِ قبلَ نهايةِ السنة، وأيُّ تأخير في الوصولِ الى حكومةِ انقاذٍ بات أمراً غير محتملٍ لأنَّ البلدَ بات منهكاً ويعاني من أزماتٍ أكبر و أهم وأخطر من الطموحاتِ والاطماعِ الخاصة وفق ما حذَّرَ اليوم رئيسُ المجلس التنفيذي في حزب الل السيد هاشم صفي الدين.. وبالتالي رمي البلد في حبائلِ الفوضى، التي يجبُ ان تكونَ موقعَ الخوفِ والخشية، كما قال رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد.. ولهذا فإنَّ الواجباتِ الملقاة على عاتقِ الجميعِ هي في السعي نحو إبعادِ المنطقِ الطائفي والمذهبي الذي قد يَعملُ له البعض لغاياتٍ سياسيةٍ على حسابِ ما تبقَّى من كيانٍ و دولةٍ تواجهُ تحدياتٍ تشتدُ يوماً بعد آخر.
وبانتظار رزنامةِ التعهداتِ التي أُطلِقَت على الصعيدِ المالي، فإنَّ مسارَ التحقيقِ في استعادةِ الاموالِ المرحَّلةِ الى خارجِ لبنان سيكونُ تحتَ مجهرِ المتابعةْ.. ذلك أنَّ كثيرينَ لا يرونَ في الامرِ عناءً لمعرفةِ كيفَ ولماذا ومن أَخرج أو هرَّبَ أموالَهُ وربَّما أموالَ المودعين الى خزائنَ .. يرى فيها آماناً أكثر من وطنٍ أَغنَى وأَعطَى.. وعندما طلبَ الحاجةَ من أبنائه تركُوه..
في الاقليم.. إنجازاتٌ تُرصدُ في اليمن لعامٍ مضى من مواجهةِ العدوانِ السعودي الاميركي ووعيدٌ بالمزيدِ ما لم يَرتدِعْ المعتدون عن ارتكابِ الجرائمِ بحقِ الشعبِ الصامد منذ خمس سنوات.. أمَّا في بحر عُمان والمحيط الهندي، فالرسائلُ التي يرصدُها الأميركي من مناوراتِ ايران وروسيا والصين تقولُ بواضحِ العبارة: إنَّ مآل الأجانبِ في هذه المنطقة هو الرحيل وإنَّ رسالةَ التعايشِ التي تَنشدُها ايران الاسلامية مع جيرانِها قائمةٌ رغمَ العقوباتِ والحصار.
مقدمة LBC:
تعترف كل القوى السياسية بدقة الوضع المالي والاقتصادي، وتجاهر، وهي المسؤولة عن ابتكار الحلول، بأن السنة المقبلة ستكون اصعب بكثير على اللبنانيين من السنة الحالية، ولكنها في المقابل تكتفي بالقول: “اذا لم تشكل حكومة توحي بالثقة للداخل والخارج، فلن يبقى هناك بلد.”
هذه القوى تعجز عن تشكيل هكذا حكومة، حتى ولو جاهرت بالعمل على تسهيل مهمة الرئيس المكلف حسان دياب، الا انها، وبحساباتها الداخلية الضيقة قادرة على التعطيل، من دون اي تدخل اجنبي تتهمه بالتآمر على لبنان.
تقول آخر المعطيات الحكومية، ان الخطوط العريضة للتأليف انتهت، وعلى اساسه انطلقت مرحلة تقديم اسماء وزراء مستقلين، من خارج القيد الحزبي الفاقع، ممن تصلح تسميتهم بالنظيفي الكف.
هذه المرحلة دونها عقدتان اساسيتان: الاولى تمسك اكثر من فريق بأحقية تسمية وزراء طائفته، والثانية تمسك اكثر من فريق ايضا، باعادة وزرائه الى نادي الحكومة، وهو الامر الذي يرفضه الرئيس حسان دياب، المصر حتى الساعة على ان لا يكون في الحكومة المقبلة اي وزير من الحكومة الحالية.
التفاوض في هذه المرحلة، وهو بحسب مصادر مطلعة، قيد الحلحلة، ومتى تم، يفتح الباب امام مرحلة اسقاط الاسماء على الوزارات، وكل ذلك يتم على قاعدة ان هذه الحكومة، لكي تنال ثقة مجلس النواب،لا بد ان تلبي متطلبات القوى السياسية.
وهنا يأتي السؤال: ماذا عن ثقة الشارع المنتفض منذ ١٧ تشر ين الاول، وماذا عن ثقة المجتمع الدولي، القادر وحده على انقاذ لبنان من الانهيار المالي والاقتصادي، عبر مده بأموال تحول دون سقوطه النهائي، علما ان لهذه الدول متطلبات دقيقة تنتظر تبلورها مع الحكومة الجديدة اذا ألّفت، واذا تمكن الرئيس المكلف من كسر طوق المطالبات الكيدية والحصار الذي يحول دون تشكيلها.
مقدمة الجديد:
يكادُ المتظاهرون أمامَ دارةِ الرئيسِ المكلف حسان دياب يكونونَ أقلَ ضجيجاً من المتظاهرين السياسيين الذين “ما تابوا” ولم يتعلّموا دروسَ الشارع وبعضُهم أقامَ حارساً على التأليف إرفعوا أيديَكم وهواتفَكم عن حسان دياب وحاسبوه في الشارع وفي جلسةِ الثقة إذا لم يَفِ بوعودٍ قَطَعها فمنذ كُلِف التأليف، والطَلْقُ السياسي يَمنعُ ولادةَ الحكومة وعلى عددِ الأيامِ العَشَرة الأوائل كانتِ الشروط تُطوِّقُ الرجلَ من فوقِ الطاولة وتحتِها وبما سُجِّلَ من آراءٍ لشكلِ الحكومةِ المقبلة، فإنّ رئيسَ مجلس النواب نبيه بري يُريدُها للَمِّ الشَمل وبثنائيةٍ شيعية فإنّ الدفعَ كان باتجاهِ حكومةِ اختصاص بربطةِ عُنُقٍ سياسية الوزير جبران باسيل خارجَ التركيبة، لكنّه ضَنينٌ على حِصّةِ نسبيةِ المقاعد الثمانيةَ عَشَر القوات تَضعُ محاذيرَها بمعدلِ تصريحين إلى ثلاثة يومياً المردة اشتَرطتِ الكلامَ معَها وإلاّ فلن تكونَ هناك ثقة وثَمّةَ مَن يَقترحُ حِصّةً للمير طلال أرسلان تُعوِّضُ فراغ “أبو تيمور” واستثمارَ اللقاء التشاوري تعويضاً عن سُنّة المستقبل هذا عدا عن الحروبِ المَسنونة على جبهةِ الرئيس سعد الحريري والذي غادرَ إلى فرنسا اليوم في إجازةٍ عائلية تاركاً ودائعَه في بيروت يوزِّعُها بين باصاتٍ قادمة من الشَمال إلى تلة الخياط والتحضيرات لشارعِ بعد الأعياد يتبرأُ منه في أيِ لحظة. وبكشفِ الحسابِ السياسي هذا، يتبيّنُ أنّ حسان دياب محاصَر، وأنّ مَن “يداومون” في تلة الخياط من المتظاهرين ويَعكِسون أشعةَ اللايزر هم أقلُ ضغطاً منَ الأشعة السياسية ما فوقَ الحكومية، ولهم تأثيرٌ يُعمي الأبصارَ في التأليف فارْحموا عزيزَ بلادٍ أُذِلت واشعُروا معَ الناس, معَ شوارعَ صارت في الشوارع معَ شعبٍ يَفقِدُ بلداً وبإطلالةِ عامِ ألفين وعشرين، فإنّ لبنان يَحتفي بقدومِ عامِ ألفٍ وتسعِمئة وخمسةٍ وسبعين وميليشاتُ المرحلة هذه المرة هُم سياسيونَ يتفرّغونَ لحربٍ يحتلّونَ بها ثمانيةَ عَشَرَ مَقعداً في الحكومة الجديدة وهم أيضاً لا يَشعُرون بأنّ الوقتَ يَنفَد لاأهم فَقدوا حاسّةَ الشعور. الزمنُ وراءَنا تخطّيناهُ بزمن دولُ العالم تخلّت عنّا وعنهم وما زالتِ السلطة تَعتقد أنّ بإمكانِها المراوغة على كسْبِ مَقعدٍ بالزائد وتَرفُضُ الناقص. أَعطُوا حسان دياب الفرصة لإصدارِ الطَبعة الاختصاصية من فئةِ الوزراءِ المستقلين ومتى أَخفقَ إسحبوه معَ حكومته من تلة الخياط إلى أقربِ شارع واسحَبوا عنه ثقةً ما زِلتم تَمتلِكُونها وتُهدِّدون برفعِها أما المقايضة على الوِزارة على طريقةِ المناقصات والمزايدات والتراضي، فسوف تَسُدُّ أبوابَ الأمل بحكومةِ العشرين عشرين ونتائجُ امتحانِ حكومة دياب ممكنٌ استطلاعُها غداً من بابِ وِزارة التربية نفسِها وبعد التأليف يُمتحَنُ وزيرُ التربية الأسبق بمديرِه العام أحمد الجمّال, فإذا أَبقاهُ في تصرّفِ رئيسِ الحكومة سيكونُ عندَها قد قَرّرَ إبقاءَ الفساد في موقِعه وبالتصرُّف.
مقدمة OTV:
على مسافة ايام من انتهاء العام يندرج المشهد الحكومي العتيد ضمن المعطيات الاتية:
- التفاؤل بتشكيل حكومة حسان دياب الاولى له والثالثة في عهد الرئيس عون ما زال قائما والمسألة تتطلب اياما وليس اسابيع.
- الحكومة العتيدة تستند الى مناخ داخلي مؤيد, والى مناخ خارجي متساهل وغير معارض.
- الرئيس المكلف حسان دياب يٌصّر ويتمسك بحكومة لا تضم وجوها سبق توزيرها لا في حكومة تصريف الاعمال الحالية ولا في اي حكومة سابقة.
- الرئيس المكلّف ما زال يجري اتصالات مع وجوه وشخصيات من الطائفة السنية لتوزيرها لا تشكل حساسية لرئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري ولا تدور في فلكه في الوقت عينه لكنه يمتلك من الخيارات ما يقيه مطب الفراغ ويملك في جعبته احتياط اسماء.
- النقاشات والاتصالات مستمرة في موضوع توزير اسماء مسيحية وشيعية ودرزية مستقلة من اصحاب الاختصاص بعيدا عن سياسة الاقتصاص.
- الحكومة العتيدة من 18 وزيرا للمراة حضور نوعي فيها وكوتا منصفة ومحترمة.
- للحكومة هدف اساسي هو وقف دورة التراجع الاقتصادي ومنع الانهيار المالي واتخاذ كل الاجراءات التي تعيد بناء جسور الثقة بين اللبناني ودولته ونظامه المصرفي وبين لبنان والمجتمع الدولي.
- حكومة سيكون بيانها الوزاري مكثفا مقتضبا مختصرا خاليا من المضمون السياسي حافلا بالواقعية لمواجهة الامر الواقع.
- الحكومة العتيدة انتقالية لزمن محدد وبرنامج محدد ولأجل محدد. ليست للتحضير لانتخابات ولا لتصفية حسابات او قلب معادلات. حكومة قريبة من الحراك الشعبي بعيدة من العراك السياسي.