كتبت “الأخبار”: بدأت السعودية حراكاً دبلوماسياً منذ أيام، في مختلف الدول الإسلامية، يهدف إلى قطع الطريق على أي حركة احتجاجية واسعة في الشارعين العربي والإسلامي قد تخرج كرد فعل على إعلان الإدارة الأميركية المرتقب لبنود «خطّة السلام»، أو ما يعرف بـ«صفقة القرن».
وتبدأ الإجراءات السعودية بعملية تفاوض واسعة مع الحكومات العربية والإسلامية على إيجاد أرضية مناسبة لما تعتبره واشنطن «خطة سلام» ستطرحها للمنطقة. وبحسب معلومات حصلت عليها «الأخبار»، فإن الديوان الملكي عمّم تعليمات على ممثلي المملكة وسفرائها في الدول الإسلامية للعمل لدى هذه الدول على منع أي مظاهر لإحياء «اليوم العالمي للقدس» (يصادف آخر يوم جمعة من شهر رمضان) مقابل زيادة «كوتا» الحجاج لكل بلد يلتزم الطلب السعودي.
ووفق المصادر، فإن تحرّك الديوان الملكي، الذي يسيطر عليه وليّ العهد محمد بن سلمان، يأتي في سياق تهيئة الأرضية المناسبة لإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي تحدّد بعد انتهاء شهر رمضان، ووأد ردّ فعل عربي وإسلامي واسع في مهده. وقد تبيّن أن التحرّك السعودي يشمل أيضاً حملة اعتقالات وملاحقات بدأتها السلطات في الآونة الأخيرة ضد المقيمين الفلسطينيين على أراضي المملكة، طاولت أكثر من 60 فلسطينياً. وتهدف هذه الاعتقالات إلى ترهيب الفلسطينيين تخوّفاً من إمكانية قيامهم بتحرّك مربك ومحرج على الأراضي السعودية إثر الإعلان الأميركي لبنود «صفقة القرن». الجدير ذكره أن الرياض بدأت منذ مدة حملة اعتقالات واسعة للفلسطينيين، بينها توقيفات لشخصيات محسوبة على حركة «حماس» (راجع «الأخبار»: «مملكة الخير» تُهدي غزة بِيَد… وتضربها بأخرى).
وأفادت المصادر بأن الرياض لم تُخفِ تشجيعها بعض البلدان التي تمون عليها على أن تقدم على خطوات مماثلة (احتجاز فلسطينيين) بما يضمن بثّ الخوف في صفوف الجاليات واللاجئين الفلسطينيين، ما يمنعهم من تنظيم تحرّك احتجاجي. وبالفعل، بدأت الإمارات تحذو حذو السعودية، إذ إنه منذ أيام تتناقل وسائل إعلام عربية عن مصادر فلسطينية أن حملة ملاحقات مماثلة دشنتها السلطات الأمنية الإماراتية منذ أسابيع بحق عشرات من المقيمين الفلسطينيين على أراضيها.