ام تي في
طال المخاض والموازنة لم تتمكن من الزوربة والافلات من فك الغيارىعلى زيادة المداخيل وتخفيض العجز وطار اليوم كموعد كان يؤمل ان ترى فيه النور علماً بأن مساعٍ حثيثة بُذلت قبل جلسة مجلس الوزراء باءت بالفشل من اجل إزالة الاختلافات بين وزير المال الذي يجزم بأن الموازنة طُحنت وعُجنت وما عاد في الامكان إحداث اي تغييرات في ارقامها وبعد ان اصر وزير الخارجية على ان جهداً إضافياً يجب ان يصرف في تخفيض العجز انتقل المختلفون الى الجلسة حيث اكدوا على خلافهم. في المحصلة حقق الوزير باسيل فوزاً جديداً بالنقاط على المستعجلين ورُفعت الجلسة الى الجمعة لمزيد من البحث بعد العثور على الابواب الجديدة ولو كانت صغيرة لتخفيض العجز ويتساءل المتابعون لماذا كل هذا العناء علماً ان الحلول موجودة ومتاحة اذا قبلت الحكومة ان تبحث عنها في الامكنة المناسبة وحيث سيول الاهدار المنهمرة وما اغزرها وأكثرها. فالحكومة التي وصل بها الامر حتى فرض ضريبة الف ليرة على النرجيلة ولم تترك زاوية الا فتشتها وارملة الا ونكشت في صرتها أغمضت عينيها عن كثير من مصادر التمويل وما بينها ذاك المتمثل بالتوظيف العشوائي السياسي الانتخابي والمفاجأة الصادمة في هذا الاطار يُطلقها غداً رئيس لجنة المال والموازنة ابراهيم كنعان وعدد من أعضائها وقد اكتشفوا خلال بحثهم في هذه المغارة بأن عدد الذين حشروا في جنة الوظيفة الرسمية بعد القرار 46 وقبله يجاوز العشرة آلاف بكثير فإذا انهت الحكومة الاجهزة الرقابية والطبقة السياسية هذه الظاهرة السرطانية وسرّحت هذا الجيش الاسود تكون وفرت للخزينة اكثر من 300 مليون دولار واكدت جديتها في سلوك درب الاصلاح وان امتنعت تكون ارتكبت جريمتين استسهال الاعتداء على الفقراء ومحدودي الدخل والسقوط في عيون مواطنيها ودول “سيدر” والرُعاة.
ال بي سي
صحيح ان الاجواء التي أصر الوزراء على تسريبها تحدثت عن ايجابية في النقاش، إلا ان المواقف هي هي، فالوزير جبران باسيل مصرّ على الخفض لأن ذلك افضل للاقتصاد وللبلد وللبنانيين الذين علينا ان نثبت لهم قدرتنا على ضبط الهدر والتهرب الجمركي والضريبي، قال باسيل خلال الجلسة.
والوزير علي حسن خليل الذي شارك بايجابية في النقاش، يرى ان بعض الاجراءات التي تطرح لا يأتي من صلب الموازنة، وتاليا يمكن مناقشته في مجلس الوزراء واخذُ القرارات في شأنها او في موازنة العام 2020، المفترض ان تدرس مع وزارة المال فور الانتهاء من اقرار موازنة العام 2019.
وعلى وعد: “انشا الله هيدي اخر جلسة لمناقشة الموازنة ” يعيش اللبنانيون، وحبل الاقتصاد المنهار يشتد يوما فيوما حول رقابهم.
وهم يشاهدون مسلسل جلسات الحكومة، المفترض ان يُختتم الجمعة، لا بد ان يتساءلوا عمن اوصلنا الى ما نحن فيه اليوم، هل هي اخطاءٌ تقنية ام خطيئة استراتيجية؟
اللبنانيون وضعوا ثقتهم بسلطاتهم السياسية عهودا طويلة، وائتمنوها على اعمالهم وارزاقهم، ليتبين لهم ان اخطآءها لم تكن يوما تقنية وحسب، بل كانت دائما في طريقةِ وضع السياسات الاقتصادية، ولا سيما الاصلاحية منها، ما يجعلهم يطرحون سؤالاً أساسيا اليوم:
هل في السلطة من يريد فعلا تقديم موازنة استراتيجية تعتمد الاصلاحات قبل اي شيء آخر فتنقلُ لبنان الى ضفة الامان ام إن المطلوب بعض الرتوش يضخ في جسد الاقتصاد المريض جرعة اوكسجين تمنعه من الانهيار أشهراً قصيرة فقط؟
ان بي ان
مسألة ترسيم الحدود البحرية تشهد تقدماً واضحاً في ظل الموافقة على الورقة اللبنانية أما ترسيم حدود نقاش الموازنة فلمّ يزل يراوح مكانه.
في المسألتين الوقت كالسيف حدودياً كشف رئيس مجلس النواب نبيه بري عن إنتظار جواب حول مجمل الورقة اللبنانية ربما الأسبوع المقبل أما موازناتياً فالتأجيل يولّد تأجيلاً رغم أن الموازنة قطعت وتخفيض العجز وصل إلى “سبعة ونص” فلماذا الاستفاقة على اقتراحات جديدة بعد نوم “عَ السبعة ونص” خلال 18 جلسة؟…
بعدما كان منتظراً أن يعلن رئيس الحكومة سعد الحريري ووزير المال علي حسن خليل اليوم الانتهاء من نقاش الموازنة في مؤتمر صحفي تم إرجاء الجلسة النهائية إلى الجمعة المقبل ربما إفساحاً في المجال أمام اتصالات بجريها الحريري لتذليل بعض العقبات.
ووفق معلومات الـ NBN فإن الوزير خليل قدم خلال الجلسة مطالعة أكد فيها أن الدولة لا تنتهي عند الموازنة وهناك أمور تعالج لاحقاً في مجلس الوزراء داعياً إلى تظهير موقف موحد للدولة لأن كل زيادة على الطروحات لن تضيف شيئاً.
وتحدث خليل عن المرحلة السابقة وما تخللها من تعاطٍ إيجابي ومنفتح إلى حد تجاوز بعض الأصول للتوصل إلى تفاهمات وتوافق على قاعدة أن الجميع شركاء ومعنيون بالتوصل إلى موازنة بالمشروع الأساس وبالتعديلات والنتائج هي جيدة جداً.
وحدة الموقف اللبناني كان لها الدور الأساس في التطور الإيجابي بمسألة ترسيم الحدود وهو أمر لا بد أن ينسحب على باقي القضايا ومنها الموازنة لأن المصلحة الوطنية تبقى هي الأساس.
الجديد
“دزينة” باسيل ترجئ الموازنة
ثماني عَشْرةَ جلسة، لا المشروعُ بَلَغ سِنَّ الرُّشد ولا الموازنةُ استَحصلت على تأشيرةِ أهليةٍ للعبور من السرايا إلى ساحةِ النجمة ولا الوزراءُ خفَضوا منسوبَ التوتّرِ في النقاش أما رئيسُ الحكومة سعد الحريري ففاضَ بهِ السِّجالُ وضاقَ ذَرْعاً بالدورانِ حولَ الذاتِ وإعادةِ النقاشِ بما اتُّفقَ عليه إلى مربّعِه الأول وعلى العصَبِ المشدودِ رَفَعَ الجلسةَ إلى يومِ الجُمُعةِ وأَمهلَ الوزراءَ ثمانيَ وأربعينَ ساعة. اللَّجنةُ الوزارية ُالمصغّرةُ لم تُفلِحْ في الحلحلة إذ بدَلاً منَ إزالةِ العوائقِ مِن أمامِ البنودِ المتبقّية عادَت لتُناقشَ أموراً صُدّقَ عليها ما دَفعَ الحريري إلى إعادةِ لمِّ الشّملِ والطلَبِ الى الوزراءِ الانضمامَ إلى المجلسِ الوزاريِّ والكلامَ على المكشوف. في كواليسِ جلسةِ اللَّجنةِ المصغرِة أخذٌ ورد بينَ باسيل وخليل فتدخّلَ وزيرُ الأشغال وردَمَ الحُفرةَ بينَ الخارجيةِ والمال باقتراحٍ لتقريبِ وُجهاتِ النظر الاقتراحُ السريُّ صارَ علنياً بعدما تصدّى له وزيرُ شؤونِ رئاسةِ الجُمهورية سليم جريصاتي الذي رَفَضَ حلَّ الخلافِ في خَلوةٍ ثنائية وطالبَ بنقلِه إلى مجلسِ الوزراءِ مُجتمعاً لكنّ فنيانوس وَضَعَ الإصبعَ على الجُرح حينَ قال إنّ النقاشَ لن يَصلَ إلى أيِّ مكانٍ ما دامَ المجلسُ منقسماً بينَ رأيَين ليعودَ التناغمُ المُستترُ بينَ أمل والتيار ويَعتصمَ الطرفانِ بالصَّمت بعدَ رمي الثناءِ كلٌّ على الآخر. مصادرُ في التيارِ الوطنيِّ الحرّ أفادت بأنه خلافاً للمُناخاتِ السائدة فإنّ الأجواءَ لم تكُن سلبيةً وعلى ذمةِ المصادر فإنّ وزيرَ المال لم يجلِسْ في غرفةٍ جانبيةٍ بل كان في عِدادِ الحاضرين ولا خلافَ معه لا بالشخصيّ ولا بالسياسيّ ولا بمَن يُمثّل وأضافت ِالمصادرُ إنّ باسيل تقدّم بأكثرَ مِن اثني عشَرَ مُقترحاً جديداً دَخَلَ إليها من أبوابِ جبايةِ الأموالِ مِن خلال ضبطِ الهدرِ لا عن طريقِ فَرضِ الضرائب وهذه المقترحاتُ بحسَبِ التيارِ الوطنيِّ استوجَبَت عَقدَ جلسةٍ جديدةٍ يومَ الجُمُعة وتقرّر الموعِدُ بحضورِ وزيرِ المال. وإلى أن يكونَ يومُ الجُمُعة خاتمةَ الأحزان فإنّ مشروعَ الموازنة الذي سيصلُ مقطوعَ الأنفاسِ إلى مجلسِ النواب بعدما أُشبعَ مماطلةً في الحكومة لم يَخلُ مِن ضرائبَ شكّلت مادةَ تندّرٍ بينَ اللبنانيين وبفرضِه ضريبةَ الألفِ ليرةٍ على “راس المعسّل والتفاحتين” يكونُ قد خَرقَ قانونَ منعِ التدخينِ في الأماكنِ المُغلقةِ لقاءَ بدلٍ ماليّ لن يعرفَ طريقَه إلى الخزينةِ ما دامَ الديليفري “شغّال” وربَّ ضارةٍ نافعة.
المستقبل
بعدَ غدٍ الجمعة؛ الجلسةُ الاخيرة لبتِ مشروع موازنة العام الحالي؛ بعد اعطاءِ رئيسِ مجلس الوزراء سعد الحريري؛ مهلةَ ثمانيةٍ واربعينَ ساعة للوزراء؛ الذين تقدموا باقتراحاتٍ لمناقشتها معه؛ ومع وزير المال لمعرفةِ انعكاساتها المالية.
ومن الاقتراحات التي ساهمت بتخفيض العجز الى 7,5 ؛ اقتراحُ وزيرة الداخلية والبلديات ريا الحسن المتعلق باللوحات العمومية للشاحنات والسيارات والفانات والارقام المميزة؛ وهو يُدخل الى الخزينة؛ أكثر من مئتي مليار ليرة كذلك تقدم وزير الصناعة وائل ابو فاعور وعدد آخر من الوزراء؛ بجملةٍ من الاقتراحات.
فالجمعة تُعقد الجلسةُ التاسعةَ عشرةَ لاقرار الموازنة؛ بعدَ اكثر من تسعين ساعة من المناقشات الوزارية؛ وخلالها يتبينُ بعد التاكد من الاقتراحات؛ نسبةَ العجز الحقيقية/ عما اذا كانت سترسو على 7,5 ؛ او أن تكونَ اقل من ذلك؛ وبعدها تحُال الى مجلس النواب
او تي في
ْبتخلص بس تخلص”… ثلاُث كلماٍت َتختصر مقاومَة ثلاثين عاماً من الَنهب المنَّظم، ُتخاُض راهناً في مجلس الوزراء، َوْسط اقتناٍع عام بأّن البلَد منهوٌب وليس مكسوراً، تماماً كما كان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ُيرّدد إّبان ترؤِسه لتكتل التغيير والإصلاح…
“بتخلص بس تخلص”… لأّن الأهم من إقرار الموازنة، أْن تكوَن موازنًة إصلاحية، أو على الأقل ُتمّهد للإصلاح، ولإعادِة ثقة المواطن اللبناني بدولِته، كما طلب رئيُس الجمهورية من الحكومة في الإفطار الرئاسي الأخير…
“بتخلص بس تخلص”… لأّن لكِل وزيٍر الحَّق كاملاً في إبداء الرأي والمناقشة، فكيف إذا كان رئيَس أكبر تكتل نيابي، وممِثلاً لمكِّوٍن لبنانٍي كبير… ولا داعي في هذا المجال، لا للفلسفة ولا للتحريض، إْذ ليس مطلوباً أن يكوَن هناك خاسٌر ورابح في النقاش، بل المطلوب أن َتتحَّقق مصلحُة لبنان واللبنانيين بلا لٍّف ودوران، على ما قال الوزير جبران باسيل ُبعيد انتهاء الجلسة في السراي اليوم، علماً أنه يتحدث إلى اللبنانيين الخامسَة من عصر الغد بعد ترؤِسه اجتماعاً استثنائياً لتكتل لبنان القوي…
“بتخلص بس تخلص”. والموِعد المقبل الجمعة، وإن لم يكن الجُمعة، فالإثنين أو الثلاثاء وربما أكثر، لأَّن عامَل الوقت لن يكوَن ضاغطاً هذه المرة، تماماً كأِّي عامٍل مفتَعٍل آخر، كالَشعبوية والمزايدة أو التلويح بالوقوع في المحظور…
“بتخلص بس تخلص”… لأّن الرأَي العام المحلي، وربما الدولي، الذي َتقَّبل على مضٍض أن ُيحِّوَل بعُض المشاركين في النهِب المنَّظم أنفَسهم أبطالاً في مكافحة الفساد، ومحاضريَن في العفة، لم َيُعد يرضى بموازنة “ِكيف ما كان”، تحت شعار أّن “الوقَت لا َيُصّب في مصلحتنا”، كما لو أن الوقت الذي ُأهِدر ثلاثَة عقوٍد وأكثر، على الَسِرقة والهدر والفساد، كان يُصُّب في مصلحة الناس…
على كل الأحوال، وفي انتظار َجلاء صورِة الموازنة، اللبنانيون على موعٍد مع مفاجأة. الزمان: ظهَر الغد. المكان: مجلُس النواب. الموضوع: مؤتمٌر صحافي لرئيس لجنة المال النائب ابراهيم كنعان، يكشف فيه تفاصيَل ُمذهلة حول فضيحة التوظيف العشوائي… وإَّن غداً لناظِره قريب.
المنار
مَنْ مِنَ اللبنانيينَ سيُصدِّقُ القيمينَ العاجزينَ عن وضعِ حدٍّ لمسلسلِ السجالِ الحكومي، بانهم قادرونَ على انتاجِ موازنةٍ تحاكي الواقعَ الاقتصادي؟ ومن من اللبنانيينَ سيُصدِّقُ انَ الغارقينَ في النزالاتِ والحسابات، سيُنقذونَ البلادَ من غرقِها؟
يكفي انَ اللبنانيينَ ينتظرونَ موازنةً دونَ طموحاتِهم اصلاً، ويَقبلونَها على مضضٍ لصعوبةِ الواقعِ المحلي وخطورةِ الحالِ الاقليمي والدولي، فالوقتُ لا يَحتملُ ترَفاً سياسياً، بل يحتاجُ الى واقعية ومسؤولية..
وبدلَ ان يخرجَ المعنيونَ بعدَ جلسةِ اليومِ ليشرحوا بنودَ موازنتهِم، وسببَ تجاهلِها لايراداتٍ دسمةٍ كالاملاكِ البحريةِ وغيرِها، كانَ نتاجُ يومٍ طويلٍ استحداثَ جلسةٍ جديدةٍ الجمعةَ المقبل، ادعت الحكومةُ انها ستكونُ الاخيرة..
فهل سمعَ المجتمعونَ بآخرِ التصريحاتِ الاميركيةِ التي تُحَضِّرُ لهم التحدياتِ الحقيقةَ المقبلة؟ هل سَمعوا انَ مندوبَ اميركا في الاممِ المتحدةِ نعى الاونروا وقال اِنها تعيشُ الرمقَ الاخير، ويجبُ نقلُ المسؤولياتِ منها الى الدولِ المضيفةِ للاجئين، وترجمةُ كلامِه بلا ادنى شكّ : التوطين ..