زهراء شرف الدين – ليبانون تايمز
بدا واضحاً ان الازمة التي تفجرت منذ اكثر من شهر، اثرت على كافة القطاعات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والتربوية، وبات مشهد وجود طلاب بالشارع مألوفا بشكل يومي ومن كافة الاعمار، وهذا طبعا يتطلب الوقوف بشكل جدي امام هذه الظاهرة، بالاخص حين نرى طلابا في المراحل الابتدائية او الثانوية خارج المدارس يطالبون بتغيير النظام وبتأثير من جهات اعلى، ان كان من المؤسسة التربوية او من قيادات الحراك.
من الطبيعي ان يكون لذلك الامر انعكاسه السلبي على مستقبل العمل التربوي في لبنان وتحديداً على مستقبل الطلاب، لان زج هذا الطالب في صراع سياسي واجتماعي واقتصادي مكشوف، وبالاخص الطلاب القاصرين الذين لهم المردود النفسي والاجتماعي والثقافي، وقد يكون ذلك بداية لنشوء ظواهر غير منضبطة في المجتمع اللبناني وهذه مسؤولية وزارة التربية والمشرفين على القطاعات التربوية وايضا المدارس والجامعات الرسمية والخاصة، ولكن بغض النظر عن الجهة الموجهة للطلاب او التأثيرات الحالية على حالتهم الشخصية او بينهم وبين المعلمين، يبقى السؤال الاهم الى اين ستتجه الازمة التعليمية وهل من حلول؟
وعليه اوضح عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب محمد نصرالله ان الاحتجاجات حجبت التعليم عن عدد من الطلاب في بعض المناطق فيما طلاب الجنوب والبقاع وغيره يذهبون الى المدارس ويكملون دروسهم بشكل طبيعي، مؤكدا ان “لهذه الاحتجاجات نتائج سيدفع ثمنها عدد من الطلاب، بحيث لا رؤية واضحة حاليا لاتجاه المسار التعليمي في الايام المقبلة”.
وعن الامتحانات الرسمية اعتبر نصر الله انه “من الصعب التنبؤ بما ستؤول اليه الامور وما هي القرارات التي ستؤخذ”، متأملا “حصول استدراك سياسي وتعويض لكل ما مضى وعليه يبنى على الشيء مقتضاه”.
واشار نصرالله الى “ضرورة تشجيع الاستمرار على التعليم، وعدم توقف المدارس الفاتحة ابوابها”، موضحا انه علينا مساعدة الطلاب الذين خسروا ايام الدراسة ليلحقوا بالطلاب الاخرين الذين يدرسون مناهجهم بانتظام والعودة للوضع السليم.
وافاد نصرالله ان “بتشكيل الحكومة في الايام المقبلة، لن يصبح هناك مبرر للاضراب الميداني، وعليه سيتم الاتجاه للحلحلة، وسيصبح هناك امكانية لاتخاذ قرار سياسي في هذا الشأن”.
كان ينقسم لبنان سياسيا واجتماعيا واليوم ينقسم ايضاً تربويا وثقافيا، ومخاطر هذه المسألة هي تعزيز اكثر القطاعات التربوية التي تلعب دورا مهما في توجيه الطلاب نحو الطائفية او في اقرار برامج سياسية واجتماعية، واليه اصبحنا امام ظاهرة جديدة وخطيرة، ستؤثر نفسياً واجتماعياً وثقافياً على الوضع التربوي بأكمله، والمسألة هنا لم تعد افتتاح مدرسة هنا واغلاق جامعة هناك، بل باتت مطروحة بشكل جدي أمام المعنيين بالشأن التربوي، كما يجب المبادرة لمعالجة ذلك، وإلا سوف نشهد لاحقاً مظاهر غير سوية تنعكس سلباً على مستقبل الطلاب ان كان في الثانويات او الجامعات، او ربما لاحقاً على ضخ الصراع السياسي والاجتماعي في لبنان بأدوات جديدة يقودها الطلاب من مختلف الأعمار.