عبير شمص- ليبانون تايمز
للأسف، هو في الظاهر حادث سير أودى بحياة حسين شلهوب بعدما اصطدمت مركبته بحائط على أوتوستراد الجية عند مفرق برجا، وهذا ما أفادته “غرفة التحكم المروري” التابعة لقوى الأمن الداخلي حول “سقوط “قتيلين” نتيجة حادث اصطدام مركبة بحائط على اوتوستراد الجية عند مفرق برجا، ولكنه حادث من نوع آخر فالاستهتار بحياة الناس أصبح أمرا طبيعيا في لبنان ولا أحد يراقب أو يحاسب، لان حسين وشقيقة زوجته سناء حبيب الجندي من بلدة انصارية لم يرحلا على الطريق بسبب سرعة زائدة أو عطل في سيارته، حسين وسناء ذهبا بسبب العوائق التي تم وضعها على الطريق وبسبب رشقهم بالحجارة اثناء توجه الرجل الى عمله في بيروت مما ادى الى فقدان سيطرته على السيارة واحتراقها.
هذا ما أكدته ابنة المواطن حسين شلهوب التي كانت ترافقه في السيارة، مشيرة الى أن شيئا سقط على السيارة وتسبب بالحادث. تروي الابنة ما حصل على اوتوستراد الجية حيث كان بعض الأشخاص يقطعون الطريق، وسقط جسم غريب على السيارة متسببا بالحادث”، لافتة إلى أن “والدي اصيب بالارباك نتيجة سقوط جسم على السيارة ففقد السيطرة واصطدم بالفاصل الاسمنتي، وبسبب وجود الزيت على الطريق احترقت السيارة”، وكانت قيادة الجيش في الصباح الباكر قد اوقفت العديد من المسؤولين عن رمي الزيت والزجاح على الطرقات.
ينتشر الخوف ألا تكون هذه الحادثة الاخيرة اذا ما استمر الوضع على ما هو عليه، وفي هذا السياق، استنكر العديد من الأطراف السياسية والدينية ما حصل فقد دان المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى بشدة الإعتداء الآثم على مواطنين أبرياء الذي أدى إلى استشهاد حسين شلهوب وشقيقة زوجته، اللذين وللمناسبة شهداء لا قتلى، رغم استخفاف بعض وسائل الاعلام المشبوهة بموتهم، وعدم الإضاءة على الحادثة، واصابة إبنته التي تقبع في العناية الفائقة، أثناء توجههم إلى عملهم كسبا للرزق على الطريق الدولي بين الجنوب وبيروت.
واعتبر المجلس أن هذا الإعتداء الهمجي والبربري الذي يتلطى خلف الحراك الشعبي والمطلبي، هو عدوان على كل اللبنانيين، في أمنهم واستقرارهم وتهديد للسلم الأهلي، ولقد سبق للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى أن حذّر من خطورة انفلات الأمور ووصولها إلى ما لا تحمد عقباه، وحمّل الجيش اللبناني والقوى الأمنية مسؤولية حماية المواطنين وحرية تنقلاتهم، وأمنهم وسلامتهم، ويعتبر أن التساهل بالقيام بواجباتهم الوطنية على هذا الصعيد، يدخل البلاد في آتون الفتنة والفوضى العارمة، ويطالب المجلس الأجهزة المختصة بالإسراع في التحقيق وكشف ملابسات هذه الجريمة الإرهابية، ومحاكمة المجرمين القتلة وانزال أقسى العقوبات بحقهم، موجهاً النداء إلى المرجعيات الروحية والسياسية إلى القيام بمسؤولياتها الوطنية، في هذه الظروف الدقيقة والحرجة.
هذا واتصل دولة الرئيس نبيه بري معزيا عائلة الشهيدين اللذين قضيا بالحادث، بدوره، دان رئيس بلدية طيرفلسيه حسين شلهوب ما حصل مع المواطن حسين وسناء.
وكان لليبانون تايمز حديث خاص مع السيد علي سعدة وهو صهر الشهيد شهلوب الذي اشار الى ان “ما حصل بحسب رواية ابنته التي تحدثت إليها شخصيا ان جسما غريبا رمي على السيارة وتسبب بفقد السيطرة عليها، وانها حاولت أن تخرج أباها وخالتها من داخل السيارة ولكن عبثا، فالابواب لم تفتح واحترقت جثثهم”.
وأكد سعدة أننا وضعنا ثقتنا بدولة الرئيس نبيه بري ليتم تحصيل حقوقنا من هذا الحراك الذي تسبب بخراب البلد، سائلا كيف يتم تسكير طريق عام بلا أدنى شعور بالمسؤولية، مشددا على ان ثقتنا هي عند دولة الرئيس نبيه بري فهو أبانا اخانا وولي أمرنا والمتصرف بكل شيء ونحن بالانتظار.
ختاما، الى متى لن يحرك المعنيون ساكناً ، ومتى يشعرون بهول ما وصلنا اليه، الا يشكل ذلك مؤشراً خطيراً على ان البلد مقبل الى حيث لا تحمد عقباه؟!