زهراء شرف الدين – ليبانون تايمز
امتلاك جسد نحيل، هوس اصبح يرافق الكثيرين لاعتباره معيارا للجمال، بعد ان كانت المجتمعات الشرقية تنظر إلى السمنة على أنها احدى علاماته المميزة، سيطرت أحلام النحافة على العقول، وبات ينظر الى الانسان الممتلئ نظرة اشمئزاز، مما اثر سلبا على الافراد ودفع العديد منهم الى البحث عن نظام غذائي يخفض الوزن بدرجة كبيرة وبوقت قصير.
حميات عديدة عرفت بانقاص الوزن بطريقة سريعة، ولكن هل سمعت مؤخرا عن “نظام الكيتون الغذائي” والذي يعرف أيضا بـ”حمية كيتو”؟ ولان إتباع حمية غذائية للتخسيس يتطلب معرفة كل الأمور حولها، عرفت الاختصاصية في علم التغذية وتنظيم الوجبات “اية عليّق” ان حمية الكيتو هي “نظام غذائي يتيح أكل كمية كبيرة من الدهون، وكمية معتدلة من البروتين 20%، إلى جانب كمية صغيرة جدا من الكربوهيدرات 5%، مما يدفع الجسم إلى حرق الدهون، وفقدان الوزن بشكل كبير”
وحول معرفة كيفية عمل هذا النظام قالت عليّق: “من المعروف أن الجسم يستخدم الجلوكوز كمصدر رئيسي للطاقة, اذا حرمنا الجسم من الكربوهيدرات و النشويات يبدأ الكبد بحرق الدهون وتحويلها الى “كيتوم بادي” وسنخسر الكمية المتراكمة من الدهون مما يؤدي الى فقدان الوزن، مع اخذ الحيطة بضرورة استخدام 5 % من النشويات لعدم التأثير على الدماغ وامداه بالغذاء”.
وكما كل نظام فهناك طعام مسموح بتناوله واخر يجب الابتعاد عنه، في السياق اوضحت عليّق ان الاطعمة المسموح بها بنظام “الكيتو”، هي اللحوم غير المصنعة، اضافة الى تناول البيض وكذلك يمكن تناول الدهون الطبيعية الموجودة اساسا في اللحمة والدجاج، وايضا الدهون المضافة، كذلك جميع انواع الخضار، اما الفاكهة فخصصت عليق الحمضيات ضمن خانة المسموح بتناولها مثل الاناناس، التوت، الفريز و الليمون.
ولمحبي منتجات الالبان كشفت ضرورة تناول الالبان العالية بالدهون، والمنتجات الصفرا مثل “القشقوان”، اضافة الى المكسرات، مؤكدة انه “من الضروري التركيزعلى شرب المياة، ومرقة العظم العالية بالدهون”.
ولفتت عليق الى ان ” كل طعام ضمن خانة النشويات على انواعها، العسل الفول، الفصولية، المعجنات، الحمص واللحوم المصنعة، يمنع الاقتراب منه.”
ومن المعروف ان العديد يريد جسدا نحيفا ولكن حب الطعام يدفع الناس لاتباع هذه الحمية لينحفوا بشكل اسرع، واليه اشارت الاخصائية ان هذه العادة خاطئة، موضحة انه “بنهاية الامر وعند الانتهاء من الحمية سنعاود ادخال النشويات الى الجسم، هذا الامر سيؤدي الى اكتساب الوزن من جديد وبطريقة اكبر”.
اما عن الفئة التي يمكنها اتباع هذا النظام اكدت ان “مرضى السرطان و السكري، الالزهايمر والقلب يمكنهم اتباعه، كذلك النساء اللواتي يعانون من تكيس في المبايض، اضافة الى من يعاني من حالات شلل الرعاش، والصداع المزمن”.
واشارت انه يجب الانتباه من الاعراض الجانبية لل”كيتو” كنقص الاملاح المعدنية والفيتامينات وحصى الكلة، اضافة الى الارهاق والخمول والجفاف والشعور بالغثيان.
لكن يمكن تلافي هذه الاعراض كما اوضحت عليق من خلال شرب كميات عالية من المياه اقلها 3 ليتر واضافة الكثير من الملح في الطعام.
وافادت بضرورة اجراء فحوصات قبل اتباع ال “الكيتو” اهمها فحوصات لكريات الدم البيضاء و الحمراء، و الفحوصات الخاصة بوظائف الكلى والكبد اضافة الى فحص السكري على الريق، ومستوى الدهون والكوليسترول وضغط الدم، وشددت على ضرورة العدول عن النظام اذا شعر الشخص باي عوارض او اي مشكلة في جسده.
واعلنت عليق انه يجب ممارسة الرياضة ولكن ليس بافراط, اما بالنسبة لوقت التمارين اعتبرت انه “من غير المحبذ ممارسة الرياضة في فترة الصباح، لان الجسد يحمل كميات قليلة من النشويات ونحن بحاجة لها خلال فترة النهار، بل يفضل ممارستها قبل تناول العشاء”.
وشددت عليق على” ضرورة استشارة اخصائي تغذية لاتباع نظام افضل للصحة، لان نوع الجسم وتخزينه للمياه او الدهون تختلف من شخص لاخر”.
نظام “الكيتو” وغيره من الانظمة السريعة مصبها واحد وهو النحافة السريعة المضرة بالصحة، وكأن السمنة اليوم اصبحت بعداد الأوبئة المنتشرة في العالم، فمن الذي ربط الجميلة بالنحيفة ومن الذي حدد معايير الجمال؟! ان كل شخص يملك من الجمال ما يكفي بعيدا عن وزنه، وبدلاً من تقييمهم على أساس شكل أجسادهم يجب ان يكون التقييم على اساس المضمون.