زهراء شرف الدين – ليبانون تايمز
تظاهرات عصفت المنطقة كالطوفان، لم تنس ان تحط رحالها في ” لبنان”، وبعد ان استسلم الشعب اللبناني للامر الواقع، انتفض دون سابق انذار، بسبب الوضع الاقتصادي الصعب، او لاهداف سياسية.
نظرة الامل كانت تملأ التظاهرات بوطن دون حدود الطائفة وبقلوب بعيدة عن الطائفية، الا ان حركة غريبة بدأت تدور كالشبح في ارجاء الساحات، فزادت الشبهات والتساؤلات، ومنه رأت المتخصصة في العلاج النفسي العيادي “رلى عزالدين” ان “التحرك الثوري في بادىء الامر قد ينطلق من مطلب حقوقي دفع بالاكثرية الى بناء ثورة تحت اسم المطالبة بالحقوق، واجندة التحركات كانت عفوية لا تحمل في طياتها سوى ثورة على هدف محدد يتعلق بالوضع الاقتصادي والاجتماعي، موضحة انه “بعد فترة قصيرة جدا وما ان تحركت التظاهرات اثارت في داخل المواطن “حب الاعتراض” نتيجة لغياب الوعي السياسي العام وضيق الاحوال التي يعيشها المواطن، مما غير توجه الاعتصمات ومطالبها، وتضاربت الاهداف عند الاغلبية بين “مطلب حق” و”ثورة ضد الكل””.
واشارت عزالدين الى ان “عوامل كثيرة اثارت حفيظة البعض لتبني هذه التحركات والنزول الى الشارع منها: البطالة، حب الظهور، التعبير عن الاراء، الوضع المادي المتردي، والتخريب، اي خليط بين الاوضاع الاقتصادية- الاجتماعية- الامنية” مؤكدة ان “ابرز عامل لاستقطاب المواطن خلال التحركات، هو العامل النفسي بما له من تأثير كبيرعلى بعض افراد المجتمع كونها لا تحمل اهداف محددة”، موضحة ما يحدث بأن “هذه الفئة تتبنى وتتبع السلوك القائم دون الاخذ بعين الاعتبار ابعاده، وهذا ما شوهد في صفوف المتظاهرين، حيث اندفعوا للقيام بأعمال تخريب واهانات وشتم الناس دون وعي كامل، نظرا لتبعية الموجة والضعف العام واللاوعي السياسي، مما ادى الى انجرار البعض لا شعوريا وراءها”.
اما عن التضارب الحاصل خلال التحركات، والصدام الشارعي رغم المطالب المحقة للناس، اعادته عزالدين الى “التأثيرات النفسية والشعبية لبعض الافراد تجاه مذهبهم وقادتهم، معتبرة ان هذا الامر يجري في اللاوعي لديهم حيث يشعرون بالحاجة الى قائد يوجههم، اضافة الى خوف البعض على الوطن وخرابه و المستقبل الغامض”.
وجراء الشبهات بوجود حركة من مهامها التلاعب النفسي، (هو نوع من التأثير الاجتماعي الذي يهدف إلى تغيير نظرة أو سلوك الآخرين من خلال تكتيكات خادعة أو خفية، تضع اهتمامات الشخص المتحكم كأولوية وغالبا على حساب الآخرين)، اشارت عز الدين الى امكانية وجود هكذا حركة تكون مدربة ولديها القدرة والدقة المتناهية لاستعمال عمليات نفسية استقطابية، كالموسيقى الصاخبة والريتم الواحد، التي تثير الرغبة الداخلية نحو التحفيز والاثارة والانغماس في الاجواء، واخذ الفرد تحت عناوين التغيير والجوع الى تغيير الانظمة لصالحها وكما تريد”.
ولفتت الى الدور النفسي الذي تلعبه وسائل الاعلام في تهييج الشارع اللبناني والتأثير بشكل مباشر في حركة التظاهرات والمتظاهرين.
بعد عقود من القمع واليأس وفقدان الامل عايشه اللبنانيون، امال كبيرة علقت على هذه “الثورة” للنهوض بالوطن نحو الرقي والغنى والكمال، فهل يحصل اللبناني على ما يتمنى!؟ الجواب بيد الشعب ووعي الشعب، فلننتظر…