قالت الاوساط القريبة من قصر بعبدا لـ “النهار” أنه تخلّل اللقاء بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري عرض لكل النقاط المتعلقة بالحكومة وشكلها والاوضاع الاقتصادية والوضع المالي. وأضافت ان الرئيسين عون والحريري اتفقا على ان يبقيا على تشاور في المرحلة المقبلة وان اللقاء كان وديا وساده اتفاق على نقاط عدة. ولفتت هذه الاوساط الى ان مرحلة التشاور تحتاج الى وقتها لاننا امام تشكيل حكومة في ظرف استثنائي”.
ومن جهتها أشارت “الجمهورية” بأن أزمة التكليف والتأليف استمرت في مراوحة أمس، ولم يكسرها اللقاء المفاجئ الذي انعقد في القصر الجمهوري بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري، الذي لم ينته الى أي نتائج تبعث على التفاؤل بإمكان إنجاز الاستحقاق الحكومي قريباً. ودَلّت المواقف والتطورات الى أنّ المواقف ما تزال متباعدة، سواء حول شخصية رئيس الحكومة المكلف، في ضوء عزوف الحريري عن قبول هذه المهمة لاعتقاده أنّ «الظروف ليست ملائمة»، أو حول طبيعة هذه الحكومة من حيث حجمها ونوعية وزرائها والمهمات التي تنتظرها.
شكّل اللقاء بين عون والحريري بعد ظهر أمس الحدث السياسي الأبرز على ساحة الازمة الحكومية، الباحثة عن حل يُفضي الى تأليف حكومة جديدة.
وبعد اللقاء قال الحريري: «سنُكمل المشاورات الحكومية مع بقية الافرقاء «وهَيدا الشي الوحيد يَلّي بَدي قولو».
وعلمت «الجمهورية» أنّ عون طلب أن يستمع من الحريري أين أصبحت الاتصالات حول الاستحقاق الحكومي؟ وما هي وجهة نظره لجهة تشكيل حكومة تكنوقراط خالية من السياسيين أو تكنوسياسية؟ واذا كان فيها وزراء تكنوقراط فمَن سيختارهم؟ وعلى أي أساس؟ وهل هم يمثّلون أحزاباً أو قريبين منها أو لا لون لهم ولا رائحة؟ وماذا ستكون مهمات الحكومة اذا كانت تكنوقراط صافية؟ وكيف سيؤمّن الغطاء السياسي لها لتعبر في مجلس النواب أو تصمد قراراتها في البرلمان؟ واذا كان الحراك الشعبي من ضمنها فبمَن سيتمثّل وكيف طالما حتى الآن لا قيادة سياسية له؟».
وفي المعلومات أيضاً أنّ عون والحريري أجريا عملية تقييم للمرحلة الحالية ودقتها وخطورتها، وطريقة فرملة الانهيار الاقتصادي أو تأخيره بسلسلة إجراءات مُلحّة على المدى القصير، الى حين تشكيل الحكومة التي ينادي البنك الدولي بضرورة استعجالها.