خلود شحادة – خاص ليبانون تايمز
في 31 تشرين الأول 2019، اطلقت المقاومة اللبنانية صاروخ أرض جو ضد طائرة استطلاع اسرائيلية من دون طيار كانت تحلق على علو مرتفع. اعترف العدو الإسرائيلي باستهداف الطائرة، وأشار بيان المقاومة الى انها استهدفت الطائرة بالسلاح المناسب واجبرتها على مغادرة الأجواء اللبنانية .
استهداف طائرة في الجو يعني انه تم رصدها وتحديد مسارها مع احداثيات وهذا من عمل منظومات الدفاع الجوي. فهل امتلكت المقاومة منظومة دفاع جوي ؟
الدفاع الجوي هو أحد فروع الجيش، وتكمن المسؤولية الأساسية لقوات الدفاع الجوي في الدفاع عن الأهداف الأرضية والبحرية والجوية.
لا يمتلك لبنان سلاح الدفاع الجوي، والجيش اللبناني مزود بمدفعية مضادة للطائرات روسية من نوع ZU-23-2 عيار 23 ملم، وصواريخ مضادة للطائرات محمولة على الكتف من نوع سام-7 Strela-2..
ومنذ العام 1948، وقيام الكيان العبري، يستبيح سلاح الجو الإسرائيلي الأجواء اللبنانية، ويعتبرها مجالا حيوياً له، وطائراته تحلق في سماء لبنان بحرية من غير قيود. وخلال اجتياحاته واعتداءاته على لبنان كان سلاح الجو هو الأساس في العمليات العسكرية، في حروب 1978 و1983 و1993 و1996 و2006، وقطع أوصال الجغرافيا اللبنانية عن بعضها البعض، ففصل الجنوب عن العاصمة بيروت، وفصل منطقة البقاع عن الغرب والشمال.
بناء على مقررات مجلس الدفاع العربي المشترك، اشترى لبنان من فرنسا في العام 1968 جهاز رادار متطور للدفاع الجوي عرف باسم رادار الباروك حيث ثم نصبه وكان مداه يبلغ 300 كلم، وقد دمر العدو الإسرائيلي هذا الرادار في 9 تشرين الأول 1973 ولم يتم تعويضه.
وكان لبنان اشترى مع الرادار، 12 طائرة ميراج -3، وهذه الطائرات لم تستخدم لتأمين مظلات جوية للدفاع عن الرادر الذي كان ناشطا ويقوم بدور فعال في الإنذار المبكر وتزويد السوريين بمعلومات مهمة عن حركة الطائرات الحربية الإسرائيلية .
استطاعت المقاومة في مواجهة الإحتلال الإسرائيلي دحره عن معظم الأراضي اللبنانية المحتلة في ايار 2000، وفي تموز 2006، استطاعت ان تحقق توازن ردع مع العدو عندما استطاعت صواريخها ان تقصف عمق الكيان العبري وصد هجومه البري .
اما في البحر، فبعد اصابة بارجتين، بصواريخ بحر بحر ابتعدت سفنه الى خارج المياه الإقليمية اللبنانية، لكنها بقيت تفرض الحصار البحري.
وبعد اندلاع الأزمة في سوريا 2011، شن الصهاينة عدة غارات استهدفت مواقع داخل سوريا. ويستخدم الطيران الإسرائيلي الأجواء اللبنانية للانطلاق نحو اهدافه وفي ضربها.
القول بأن هناك قرار دولي بعدم تزويد لبنان بأسلحة نوعية صحيح، لكن هناك حقيقة، وهي ان الدولة اللبنانية لم تتخذ قرارا بالحصول على سلاح نوعي، او حتى فكرت بالحصول عليه، والإنفاق على تسليح الجيش اللبناني لم يكن أولوية للسلطات السياسية قبل الحرب الأهلية وبعدها.
في 16/12/2008 أعلن وزير الدفاع اللبناني أن روسيا ستزود لبنان ب 10 طائرات ميغ -29 كهبة، وهذه الهبة استبدلت بعد سنتين بناء على طلب لبنان ب6 طوافات هجومية من طراز MI– 24 لم يتم استلامها حتى الآن، ولا يوجد اي متابعة رسمية للموضوع.
السلاح يمكن شراؤه ليس فقط من أميركا وروسيا والصين ودول اوروبا الغربية، فهناك أيضا الهند واوكرانيا، وجنوب أفريقيا ودول آسيوية. ومن الدول العربية هناك مصر التي لديها صناعة اسلحة. ويعترف العدو بأن المقاومة قادرة على قمع خرق بري او بحري للحدود اللبنانية، ووحده الطيران الصهيوني يطير في الاجواء اللبنانية من غير قيود، مع العلم بأن المقاومة تمتلك صواريخ متطورة مضادة للطائرات تطلق من الكتف. وهناك تقارير اسرائيلية تقول بامتلاكها لعدد محدود من صواريخ سام 8 .
في الخلاصة فان امتلاك المقاومة لمنظومة دفاع جوي، يعني لوي ذراع اسرائيل الطويلة، وكسر تفوقها وتعزيز التوزان الردع معها. ولكن عمل المقاومة ومواقعها تتسم بالسرية، ما يجعل امتلاكها منظومة دفاع جوي متكاملة لا يتناسب مع طبيعة عملها. لكن هذا لا يعني ابدا انها ليست قادرة على امتلاك دفاع جوي.
يبقى من المهم بأنه بغض النظر عن نوع الصواريخ ارض جو التي قد نحصل عليها ، سواء كانت حديثة او قديمة، فان هدفها سيكون قصف الطيران الإسرائيلي عند او بعد تسلمها او في اي حرب مقبلة معها.