قال علماء إن مذنبا غامضا دخل أخيرا لمجموعتنا الشمسية، وأنه قد يحمل مياها غريبة.
وشارك العلماء في ورقة بحثية نشرت مؤخرا، تناولت تحليل بيانات المذنب البينجمي 2I/Borisov”، بحسب ما ذكرته صحيفة “ذا أكسبرس”.
وتشير الورقة البحثية المنشورة في مجلة arXiv، إلى أن العلماء يعتقدون أن المذنب يطلق بخار ماء مع اقترابه منا على بعد سنوات ضوئية.
والمذنب “2I/Borisov” ثاني زائر “غريب” لنظامنا الشمسي، وهو مذنب لم يسبق له مثيل وفقا لعلماء الفلك، حيث أن لديه مياها متأتية من نظام نجمي آخر.
وأبلغ فريق من العلماء بقيادة آدم مكاي، عالم فلك في مركز جودارد لرحلات الفضاء التابع لـ”ناسا” في غرينبيلت بولاية ماريلاند،عن هذا الاكتشاف في 28 تشرين الأول الجاري.
وسيستمر الفريق في مراقبة المذنب على أمل أن يتعلم أشياء جديدة تتعلق به قبل أن يقترب من الشمس في 8 كانون الأول المقبل.
ووضع العلماء المذنب في البداية في مقارنة بالصخرة الفضائية “أومواموا”، التي تعرف كونها أول زائر بينجمي يتم اكتشافه في نظامنا الشمسي، ما يعني أنه جاء إلى مجرتنا من مكان بعيد خارج درب التبانة.
واستخدم فريق في مركز غودارد لرحلات الفضاء، التابع لوكالة “ناسا”، طيفا ضوئيا لمراقبة نوع التركيبات الكيميائية التي أطلقتها الصخرة الفضائية.
ووجد العلماء أن الماء ينفد من المذنب بمعدل 113 سبتيليون لتر من الماء في الثانية، وتوصل تحقيق منفصل إلى أن المذنب كان مشابها بشكل غريب للمذنبات الأخرى، على الرغم من أنه جاء من مكان بعيد جدا.
ولفت العلماء إلى أن المذنبات الغنية بالمياه ليست فريدة من نوعها في نظامنا الشمسي، حتى أن هناك نظرية مفادها أن الكثير من مياه الأرض جلبتها إلينا المذنبات والكويكبات.
وبهذه الاحتمالات التي تشير إليها الدراسة من يمكن القول بأن أنظمة النجوم الأخرى من المحتمل أن تتشكل من خلال عمليات مماثلة لنظامنا، كما يمكن أن تحتوي على عوالم أخرى غنية بالماء، ما يتيح القدرة على دعم الحياة خارج كوكب الأرض.
وأشار العلماء إلى أن المذنب: “يملك تركيبة متقلبة بدائية يُعتقد أنها تعكس الظروف الموجودة في منطقة تشكيلها في قرص النجم الأولي”.
وقالت الدراسة: “هذا يعزز الدراسات حول المذنبات المتطايرة لفهم العمليات الفيزيائية والكيميائية التي تحدث أثناء تكوين الكوكب”.
وأضافوا: “المذنب 2I/Borisov يوفر فرصة لأخذ عينات من التكوين المتقلب للمذنب الذي بشكل لا لبس فيه، أتى من خارج النظام الشمسي، ما يوفر قيودا على فيزياء وكيمياء أقراص النجوم الأولية الأخرى”.
ويشير العلماء إلى أن المذنب محمر اللون مع نواة صلبة يبلغ قطرها نحو كيلومتر واحد، وتمكن الفريق من استكشاف الزائر الثاني لنظامنا الشمسي في سبتمبر باستخدام برنامج كمبيوتر خاص مصمم خصيصا للعثور على كائنات بينجمية.
ووصفت الدكتورة أمايا مورو مارتن، الخبيرة بمعهد علوم الفضاء تلسكوب في بالتيمور، الحدث بأنه “رائع للغاية”، وتابعت: “كيف تبدو خصائص المذنب متشابهة إلى حد كبير مع تلك الخاصة ببنات بناء نظامنا الشمسي”.
وقال أوليفييه هينو، عالم الفلك في المرصد الجنوبي الأوروبي في جارشنج بألمانيا: “هناك ماء! هذا رائع، إنه رائع”.
وأضاف بحسب مجلة “nature”: “هذا الاكتشاف ليس مفاجئًا لأن معظم المذنبات تحتوي على الكثير من الماء. لكن تأكيد وجودها في مذنب بين النجوم هو خطوة مهمة نحو فهم كيفية انتقال الماء بين النجوم”.