زهراء شرف الدين- خاص ليبانون تايمز
“كل مواطن لبناني ما عم يفرز ببيتو ما يسمعني صوتو”، هذا ما قاله وزير البيئة فادي جريصاتي بعدما صرح بضرورة بدء الفرز من المصدر، طالبا من المواطنين الذين لا يلتزمون بالفرز من المنزل “ما ينق عالدولة”.
سنضع الموضوع الشكلي والكلام الذي ثار عليه المواطنون على مواقع التواصل الاجتماعي، جانبا، رغم اعتباره غير لائق بمقام وزير يعمل لمصلحة الشعب، ونسأل: هل بدء المواطن بالفرز يحل ازمة النفايات، وان تم الفرز، هل هناك مكان لائق للطمر يراعي الشروط الصحية؟
يرى رئيس “الحركة البيئية اللبنانية” بول ابي راشد في حديث لموقع ليبانون تايمز ان “طريقة تعبير الوزير استفزت الناس ولكن هناك حقيقتين، الاولى: وهي أن المسؤولية الاكبر تقع على عاتق السلطة السياسية والحكومة ووزارة البيئة بمجال ادارة النفايات مع ضرورة بدء حملة لتوعية فرز النفايات، اما الحقيقة الثانية تبرز بضرورة قيام المواطن بعملية فرز النفايات من المصدر، وحث البلديات على أخذ النفايات المفروزة وبذلك تقوم البلدية بدورها بالضغط على الحكومة لتعالج ما تم فرزه.”
وعن وجود معامل كافية ومجهزة للفرز اوضح ان “هناك معامل ومصانع قادرة على تحويل النفايات العضوية، وانما اغلبيتها مقفلة بسبب مشاكل ربما بالتلزيم او بقلة المال المقدّم للبلديات”. وأكمل أن الحل يكون بفرز النفايات، ويحتاج الى ٢٤ ساعة منذ بدء الفرز لافراغ الشوارع منها، ولكن الفرز الأولي يجب ان يبدأ من المنزل وبهذا تخف كمية الطمر المطلوبة، لان أحدا من المواطنين لا يريد مطمرا بجانب منزله، مؤكدا انه باتباع هذه العملية تحل المشكلة.
ولفت ابي راشد الى ان اللوم لا يقع فقط على وزارة البيئة، معتبرا ان 80 بالمئة من المسؤولية تقع على عاتق وزارة البيئة وعلى الحكومة والدولة معا لايجاز تشغيل صحيح لمعامل الفرز ونقل النفايات المفرزة ومعالجتها، و20 بالمئة على المواطن الذي عليه بدوره ان يتعلم ويطبق الفرز.
اما فيما يتعلق بموضوع الفرز وقدرة المواطنين على تقبله، أكدت رئيسة جمعية ” نداء البيئة” زينب مقلد ان عملية الفرز ليست بجديدة على اللبنانيين فهم بدأوا بالعمل عليها منذ سنة 1995 بالقيام بحملات توعوية للنساء في المنازل،موضحة ان هناك مركز لاستيعاب النفايات بعد الفرز، ويصل اليه نفايات مفروزة من خارج المنطقة.
واشارت مقلد في حديث لموقع ليبانون تايمز الى ان لبنان لا يصلح للمطامر خاصة انه غني بمياهه الجوفية والينابيع الداخلية، والفرز بشكل عشوائي والطمر يمكن ان يتفاعل مع التربة ويلوث المياه الجوفية، مشددة على ضرورة تأمين الدولة خطة ما بعد الفرز والمساعدة لايجاد المكان المناسب، ومتابعة هذه العملية مع البلديات لقيامها بتوعية المواطنين.
مع تشديد جريصاتي انه لا يريد ان يسمع مواطن “عم ينق عالنفايات او الأزمات” يبقى السؤال هل انتبه الوزير المعني بالبيئة ككل الى صوت المعارضين للمرامل والكسارات والمحارق والمعامل التي تزين بدخانها الهواء، والمياه الملوثة وغيرها من المشاكل التي تقتل كل يوم من انتخبه، ام أنه لا يريد سماعها ايضا؟