ال بي سي
في عز مناقشة مشروع موازنة عام 2020، ووسط اجماع لبناني نادر اقر بصعوبة الوضعين الاقتصادي والمالي، وقبل يومين من لقاء رئيس الحكومة سعد الحريري عراب سيدر، الرئيسَ الفرنسي ايمانويل ماكرون في باريس، طار الحريري الى السعودية تاركا وراءه اكثر من سؤال واكثر من امل.
نهار السعودية في لبنان كان قد بدأ في تمام الساعة الحادية عشرة وثمان وخمسين دقيقة، حسب ما نقلته وكالة رويترز عن محمد الجدعان وزيرِ المال في المملكة، الذي اعلن ان بلاده تجري مع الحكومة في بيروت مباحثات بشأن تقديم دعم مالي للبنان.
الخبر المقتضب، الذي علمت الـ LBCI من مصادر سعودية رفيعةٍ، واخرى لبنانية، ان لا تفاصيل بشأنه حتى الساعة، انعش اسواق سنداتِ لبنان الدولارية اي اليوروبندذ التي ارتفعت، وعلى وقعه عُقدت جلسة الحكومة التي ترأسها الحريري في السرايا.
في الجلسة التي خصصت لدرس الموازنة، لم يتطرق الحريري لا من قريب ولا من بعيد الى الدعم المالي السعودي، ولم يذكر انه متوجه الى الرياض، بعدما كان اعلم رئيس الجمهورية والوزراء امس بلقاءاته الباريسية.لم تكد جلسة مجلس الوزراء تُختتم، حتى وصل الى السرايا السفير السعودي وليد البخاري، الذي التقى الحريري على مدى نصف ساعة، ليعلن على اثرها انه وجه دعوة اليه للمشاركة في مؤتمر يُعقد نهاية تشرين الاول المقبل في المملكة، وبعد اقل من ساعة، كُشف ان رئيس الحكومة توجه الى الرياض.
قبل مغادرة الرئيس الحريري تحدثت مصادره عن حوار دائم بينه وبين قيادة المملكة في امكان مساعدة لبنان على الخروج من ازمته، وقد رأت هذه المصادر ان اعلان الدعم السعودي للدولة اللبنانية سيترجم على ارض الواقع، لا سيما انه معاكس للاجواء التشاؤمية التي تسود الداخل اللبناني، ويأتي قبيل الكلام المفاجئ بايجابيته الذي سيسمعه الحريري من ماكرون ومن خمس شركات ضخمة تساهم في استثمارات سيدر هي Aeroport de Paris ،bouygues ، Total ، CMA و general electric تؤكد المصادر.
كل الاعين تتوجه اذا الى الرياض، فهل تُكشف تفاصيل الدعم المالي للبنان من هناك، وبحضور رئيس الحكومة، فتكون المملكة قد وجهت اكثر من رسالة في اكثر من اتجاه ؟
كل هذا تزامن واعلان المتحدث العسكري السعودي العقيد الركن تركي المالكي هذا المساء، ان “الهجوم الذي تعرضت له منشآت ارامكو انطلق من الشمال بدعم من إيران من دون أدنى شك، وهو الموقف الذي أكد عليه وزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو بعيد وصوله الى جدة. هذا التأكيد عاجله الحوثيون بالنفي مؤكدين انهم سيكشفون عن طائرات مسيرة جديدة، استخدمت في هجمات أرامكو وانطلقت من ثلاثة مواقع في اليمن.
————
المنار
تُصِبْهُمُ الضربةُ الجويةُ اليمنيةُ على قدرتِها، بقَدْرِ ما اَصابوا انفسَهم، ولم تَكشِفْهُم امنياً وعسكرياً بقدرِ ما كشفوا عجزَهم..
انهم اهلُ الحكمِ في السعوديةِ المحترقونَ معَ مصفاتَي بقيق وخريص، التائهونَ في صحاري عدوانِهم، لم يَجدوا كَتِفاً يبكونَ عليها، حتى من اَعطَوهُ مئاتِ ملياراتِ الدولارات، لم يَنفَعْهُم ولو لِيَسمَعَ بكاءَهم، فانتظرَهم على مفترقِ وجعِهِم ليطلبَ منهم المزيدَ من المال ..
قاصف وصماد ومعهما طائراتٌ نفاثةٌ اخرى هي التي نَفَخَت في الوجعِ السعودي الى حدِّ التأوُّه،كشفَ اليمنيونَ معَ وعدِهم بالمزيدِ انَّ زادَ اهل العدوانِ حماقتُهم واجرامُهم ، ومعهم رسالةٌ لحكامِ الامارات، اذا كانوا يريدونَ الحفاظَ على ابراجِهم الزجاجيةِ اَن يوقفوا مشاركتَهم في العدوان، كما نصحَهم المتحدثُ باسمِ القواتِ اليمنية يحيى سريع..
اما المتحدثُ باسمِ قواتِ العدوانِ السعودي فلم يُسعِد حليفاً ولم يُسِرَّ وليفاً، فبعدَ خمسةِ ايامٍ على العمليةِ البطوليةِ في عمقِ الاراضي والهيبةِ والسمعةِ السعودية خرجَ المتحدثُ السعوديُ بسلسلةِ تناقضات:لديهِ ادلةٌ انَ طائراتٍ مسيرةً وصواريخَ ذكيةً هي التي اصابت بقيق وخريص، لم تَنطلق من اليمنِ كما يجزم، لكنه بالمقابلِ لا يعرفُ من اينَ انطلقت.لديهِ القدراتُ على الردِّ على ايِّ عدوان ،لكنه عاجزٌ عن اسقاطِ ايٍّ من الطائراتِ والصواريخِ التي وصفَها بالدقيقة.
هددَ ايرانَ واتهمَها بالمسؤوليةِ عن العملية، واخذَ يبررُ امامَ اسئلةِ الصحافةِ الاجنبيةِ عجزَ قواتِه عن اسقاطِ الطائراتِ والصواريخِ لانها كانت كثيفة.. اما مضاداتُهم الـمُكَلِّفةُ مئاتِ ملياراتِ الدولاراتِ ومعها كلُّ حليفاتِها الاميركيةِ فلم يكن لها ذِكرٌ في كلِّ العملية، وباتوا يَستجدُونَ الموقفَ الاميركيَ والتحقيقَ الفرنسي، حتى وصلوا الى طلبِ الدعمِ الكوري الجنوبي لتطويرِ منظوماتِهم الدفاعية..
في فلسطينَ المحتلةِ تطورٌ اصابَ الكيانَ العبريَ فشظَّى مجتمَعَه وزادَ التيهَ السياسيَّ بينَ احزابِه، حيثُ اُقفلت صناديقُ انتخابِه على سقوطٍ لبنيامين نتنياهو وضياعٍ في المنظومةِ السياسيةِ على ما يقولُ المحللون.اما في لبنانَ الواقعِ في زمنِ التحليلِ المالي فانَ موازنةَ العامِ 2020 محطةٌ جديدة، وسْطَ سلسلةِ ضغوطٍ بل عدوانيةٍ اميركيةٍ تسمى عقوباتٍ كانت محطَّ بحثٍ معمقٍ في حديثِ الرئيسِ نبيه بري خلالَ لقاءِ الاربعاءِ النيابي.
———
ام تي في
انخرطت الحكومة اللبنانية بجدية قصوى في درس بنود موازنة ٢٠٢٠ بحثاً عن توازن يبدو صعب المنال وإذ أعطى إنكباب مجلس الوزراء عن درس الموازنة بارقة أمل للبنانيين وللدول المعنية بسيدر فإن مؤتمر الصحفي الذي عقده أب الموازنة وزير المال، دعا بوضوحٍ إلى التعقل وعدم تكبير حجم هذا الأمل لأن الأرقام مقلقة ل فالحكومة غير متفقة على سياسة ضريبية تنموية موحدة ولم تتمكن بعد من إيجاد الألف مليار ليرة التي وعدت بتوفيرها كما أن الموازنه لم تبق للإستثمار سوى ١٣٠٠ مليار فيما نسبة النمو هبطت إلى الصفر وكل هذا و الإجتماع للبحث بالموازنة توقف عند بلوغ الأرقام لأن لا توافق حاسماً بعد بين المكونات الحكومية عليها. وسط هذه الأجواء جاء الترياق من السعودية ، فالمملكة ورغم انشغالها بالمعركة الدبلوماسية والأمنية مع إيران، زار سفيرها في لبنان وليد البخاري الرئيس الحريري في وقت أعلن وزير المالية السعودي عن محادثات مع لبنان لدعمه مالياً.
على الأثر توجه الرئيس الحريري إلى السعودية في زيارة خاطفة تسبق زيارته إلى باريس للقاء الرئيس ماكرون وقد إعتبر المراقبون أن الوعد السعودي دعم لبنان مادياً سيقوي موقف الحريري الساعي إلى إقناع الرئيس الفرنسي بجدية لبنان في التجاوب مع متطلبات سيدر.
زيارة الحريري تتزامن مع وصول وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبييو إلى المملكة لكن لا معلومات تدفع حتى الآن إلى الرابط بين الزيارتين وما كان إذا الرجلان سيلتقيان.
إقليمياً، أعلنت السعوديه أن الهجوم على أرامكو تم بصواريخ إيرانية عابرة وطائرات مسيرة إيرانية مستبعدة عن تكون انطلقت من اليمن . وتلقت الرياض دعماً بريطانياً وفرنسيا وأعطى الرئيس الأمريكي بتكثيف العقوبات على طهران.
إسرائيل غابت عن الحماوة الإقليمية على غير عادتها ويبدو أن نتائج الرمادية للإنتخابات ستغرقها طويلاً في وحول الخلافات الداخلية.
——-
الجديد
بحطامِ طائراتٍ مسيَّرةٍ وجُزيئاتِ صواريخِ كروز معدلّة إلى “يا علي” إيرانيةِ الصُّنع قدّمت السُّعوديةُ روايتَها في الاعتداءِ على آرامكو فنفَت فرضيةَ انطلاقِ الطائراتِ مِنَ اليمن نظراً الى العواملِ الجغرافيةِ معزّزةً اتهامَ إيرانَ لكنّها تركت نُقطةَ الانطلاق مفتوحةً على كلِّ حدود وفي مؤتمرٍ صِحافيٍّ تضمّن بياناتٍ وصورًا للأقمارِ الصناعيةِ أعلن المتحدّثُ باسمِ وزارةِ الدفاعِ السُّعوديةِ العقيد الركن تُركي المالكي أنّ الطائراتِ المسيَّرةَ إيرانيةٌ مِن طراز دلتا وينج وصواريخ الكروز انطلقَت مِن شَمالِ السُّعودية جغرافيًا يَعني العراقَ والأردنّ في حين تقعُ إيرانُ الى الشرقِ خلفَ الخليج ولا حدودَ مشتركةً بينها وبينَ المملكة كذلك فإنّ عبارةْ “شَمال” في وسعِها أن تكونَ مطاطةً وربما تشيرُ أيضاً الى شَماليِّ السّعوديةِ نفسِها حيث يمكنُ أن تتسلّلَ بعضِ المجموعاتِ عَبرَ الحدودِ الصَّحروايةِ الطويلةِ بينَ العراقِ والسُّعودية لكنّ ذلك لا يغيّرُ في توجيهِ الرياض الاتهامَ الى طِهرانَ بأنّها تقفُ خلفَ الهجومِ بـ”الرعايةِ” وبدعمِ “الوكلاء” وعلى أعقابِ المؤتمرِ السُّعوديّ ردّ الحوثيونَ عبر الرجل السريع واعلنو عن طائرات مسيّرةٍ جديدة استُخدمت في هجَماتِ أرامكو انطلقت من ثلاثةِ مواقعَ في اليمن وهذه الطائرات “تعمل بمحركات نفاثة وعادية” يمكنها الوصول لأهداف في عمق السعودية وطاولتِ التهديداتُ دولةَ الاماراتِ ومُدُنَها التي وُصفت حوثيًا بالزجاجية وعلى جهةِ الاتهام سِخرت ايرانُ مِن الأدلةِ الموضوعةِ في التصرّفِ السعوديّ وقال مستشارُ الرئيس حسَن روحاني لرويترز: لقد أثبتتِ السُّعوديةُ أنها لا تعرفُ شيئًا بعدَ ما عرَضتْه مِن أدلة وأسرعَ مِن أيِّ هجومٍ وصلَ وزيرُ الخارجيةِ الاميركية مايك بومبيو إلى السُّعوديةِ للاسثتمارِ الفوريِّ في آرامكو والمساهمةِ في عمليةِ بيعِ أسهمٍ أميركيةٍ مُصنّعةٍ للحماية لقاءَ البدلِ الماليّ ووضع بومبيو فورَ وصولِه أولَ عملةِ اتهامٍ في التداول عندما باعَ السُّعوديينَ موقفًا “بأرضه” يؤكّدُ فيه أنّ الهجومَ لم يكن من تنفيذِ الحوثيين بل كان هجوماً إيرانيًا مُستنتجاً هذهِ الفرضيةَ مِن الطائرةِ التي أقلّته مِن واشنطن الى جُدة مستعينًا منَ الجوّ بأقمارِه الصناعيةِ السياسيةِ الخاصةِ العاملةِ على الطاقةِ الشمسية باع بومبيو المملكةَ موادَّ علميةً ستحفزُها على شراءِ الأسلحةِ الأميركيةِ للحماية أو ما يعرف ُأميركيا بالابتزازِ المسبوق بتسعيرِ الموقِفِ بالجملة ومن دونِ تفصيل لكنّ الولاياتِ المتحدةَ لن تبوحَ بما تعرف لانّ في المعرفة خَسارةً لا تُعوّض . وهذه الفرصةُ سانحةٌ اليومَ لعودةِ سياسيةِ ترامب الحلّابِ بالإذن منَ العائلةِ الشَّماليةِ الحُلوةِ الموقرة وما بحوزةِ اميركا من معلومات أنّ الطائراتِ المسيرةَ لا يمكنُها أن تنطلقَ تِقْنيًا لا من اليمن ولا من إيرانَ وبشكلٍ أقلَّ مِن العراق لكونِها تحمِلُ تفجيراتٍ غيرَ مجهزةٍ للطيرانِ مَسافةً بعيدة وأقربُ مَسافةٍ مِن اليمن أو إيرانَ أو العراق تتراوحُ بين ألف وثلاثِ مئةِ كيلومتر ولذلك فإنّ مضبطةَ الاتهام السعودية لم تحدّدِ اليومَ نقطةَ الانطلاق وتجنّبتها مقتصرةً الجهةَ بعبارةِ الشَّمال والشّمالُ هنا ليس صِفراً بل مِساحاتٌ تتّسعُ لأيِّ احتمالٍ وبينَها الداخلُ السُّعوديّ.
———-
مقدمة او تي في
من حسن حظ اللبنانيين، أن الجو الإقليمي الملبَّد لا يزال يقابل محلياً باستقرار سياسي وأمني ملموس، فيما يرخي بدء البحث الجدي بمشروع موازنة 2020 بظلِّه الإيجابي على المشهد الاقتصادي والمالي.
الإقليم منهمك بتداعيات ضرب آرامكو، وبنتائج الانتخابات الإسرائيلية التي يبدو أن أبطالها هذه المرة هم ثلاثة جنرالات هزموا في لبنان، بني غانتس: قائد القوات البرية في حرب تموز ٢٠٠٦. غابي أشكينازي:قائد المنطقة الشمالية خلال إنسحاب عام ٢٠٠٠ من جنوب لبنان، وموشي يعالون:وزير الحرب خلال عملية البيان رقم ١ في مزارع شبعا عام ٢٠١٥. اما الصورة الداخلية فتتمحور حول إدراك الطبقة السياسية دقة المرحلة، ما ينعكس هدوءاً سياسياً واضحاً، وانكباباً على معالجة الملف الاقتصادي والمالي، عشية توجه الرئيس سعد الحريري إلى باريس للقاء الرئيس ايمانويل ماكرون، وبدء الاستفادة من قروض سيدر، كما سبق لرئيس الحكومة اللبنانية أن أعلن. وعلى وقع المشهد الاقليمي القاتم، اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اليوم انه اذا استمر المسار الحالي السائد والقائم على ما يسمّى بـ”صفقة القرن”، فلا سلام سيتحقق في الشرق الاوسط، اذا لم يكن سلاما عادلا، وعكس ذلك يصبح فرض امر واقع على الشعوب العربية التي لا يمكنها ان تنسجم مع شعب غريب استوطن ارضها، وهو لا يتعاطى مع الاخرين الا وفق منطق القوة، مؤكدا على “ان اي سلام بين الشعوب لا يقوم الا على مبدأ العدالة والقبول بالآخر، وهو ما لا يزال مفقودا اليوم.”