* مقدمة نشرة أخبار “تلفزيون لبنان”
اليوم بلغ لبنان الدولة عتبة المئة عام من عمره، ورئيس الجمهورية العماد عون يوجه في الثامنة مساء، رسالة إلى اللبنانيين يضمنها مواقف ومبادئ، ويطلق فيها احتفالات مئوية لبنان الكبير.
سبق ذلك كلمة لرئيس البرلمان نبيه بري، في الذكرى الواحدة والأربعين لتغييب الامام موسى الصدر ورفيقيه، دعا فيها إلى اعلان خطة طوارئ اقتصادية برنامجها تنفيذ ما اتفق عليه في اجتماع بعبدا الماضي واجتماع الاثنين وتنفيذ القوانين الصادرة.
والليلة أيضا كلمة للأمين العام ل”حزب الله” السيد نصرالله، في اليوم الأول من مراسم احياء عاشوراء، سيتطرق في جزء منها إلى التطورات الأخيرة.
واليوم عادت التطورات إلى الواجهة عند الحدود، في ظل التحركات التي قام بها العدو الاسرائيلي في مزارع شبعا، والتي أسفرت عن اشتعال حرائق وتضرر في مركز الكتيبة الهندية من خلال الشظايا التي تطايرت.
وعلى رغم عطلة رأس السنة الهجرية الاثنين المقبل، فإن الاجتماع الاقتصادي سيعقد في قصر بعبدا يوم الاثنين، ويتناول كل المواضيع آنفة الذكر، ومسألة الاصلاحات التي تقنع الدول بإيفاء التزاماتها ووعودها وفق مقررات “سيدر” من اجل لبنان. في الغضون، يوفد الرئيس الفرنسي ماكرون السفير بيار دوكان، الأسبوع المقبل إلى بيروت، للوقوف عن قرب حيال مسار الاصلاحات الذي تعتمده السلطات اللبنانية، والذي يتيح للدول منح لبنان القروض الميسرة جدا.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أن بي أن”
لبنان كله حاضر في النبطية، يغرف من بيدرها غلال الضوء في ليالي التغييب الحالكة، ويضيء الشموع على نية العودة. يهتف في ساحة عاشورائها بصوت واحد، محمدي، حسيني، كنسي: والتين والزيتون وطور سينين، سيعود، آمين.
إبيض الزمن ومازالت فتية، وكأنها قبس من الملحمة الكربلائية، بتوقيت موسى الصدر، على وقع نبض قلوب محبيه. وفي آب ربيع قضية بقيت خضراء مخلدة على مدى كل الفصول، لم يمسس الخريف أوراقها رغم تقادم السنين.
هي نهضة عصية على التغييب. هي ثورة من إرث الحسين عليه السلام، خرجت كمارد من القمقم ولن تعود اليه. هي “أمل” لا ينضب زيت قنديلها، هي عمامة تتسع لكل انسان، هي عباءة على مساحة كل لبنان.
وهنا في النبطية، أستاذ نبيه، حفظ الأمانة عن ظهر قلب. هو ضمير الغائب المغيب وصورته وصوته، ليس في مفرداته وثوابته الحركية والوطنية غير العمل على تحرير الامام الصدر وأخويه من معتقلات ليبيا، ويشد على يد القضاء اللبناني المختص في السعي الحثيث بلا سكون، على استخراج المعلومات من الموقوفين في هذه القضية، معلنا عن سلسلة خطوات تم التوصل إليها أو هي محور متابعة للجنة الرسمية، وكل ما عدا ذلك من محاولات التشويش على القضية يجب صم الآذان عنه.
ومن ساحة عاشوراء التي لقنت العدو الإسرائيلي درسا ذات محرم، وكما كان أبناء حركة “أمل” مبتدأ المقاومة، دعاهم الرئيس بري الآن للبقاء على أهبة الاستعداد والجهوزية لإفهام العدو مرة جديدة أن أرض لبنان وكل شبر منها مقاوم، وهي محصنة بثلاثية ماسية توحد اللبنانيين في مقابل أطماع إسرائيل الساعية لترميم صورتها في الشرق الأوسط، وتصفية حساباتها على حساب لبنان، بعدما أن تأكدت ألا حرب أميركية مع ايران، لم يبق لها سوى جبهة لبنان ومقاومته لتصفية حساباتها، لا سيما وأن نتنياهو يحتاح لنصر معنوي قبل الانتخابات.
وكما في المقاومة كذلك في الإقتصاد، أطلق رئيس المجلس النفير العام من خلال اعلان حالة طوارئ اقتصادية، برنامجها تنفيذ ما اتفق عليه في اجتماع بعبدا الماضي، واجتماع الاثنين المقبل، وتنفيذ القوانين الصادرة عنه.
الرئيس بري دعا إلى تنفيذ إتفاق الطائف بكامله، أي كل النصوص الدستورية التي لم تنفذ، الأمر الذي يضعنا على مشارف الدولة المدنية.
وربطا بما يجري في سوريا، رأى الرئيس بري أن حفظ وحدتها هو حفظ لوحدة لبنان، وحتى الآن لا حوار معها بشأن النازحين.
أما فلسطين فإن قضيتها هي الأساس، وقد تأكد ذلك من فشل “صفقة القرن”، قال الرئيس بري.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “المنار”
أربعون عاما وعاما، وشمسك عصية على كل ظلم وظلام، ونور عينيك الهدى الذي يرتقبه المستضعفون، وعمتك السبيل الذي لا زال يمعن منه الوطن عند كل محنة رسالات الامل ومعاني الصبر والثبات.
أربعون عاما وعاما ولا زلت إمام المقاومين، وعصاك بأيديهم تفلق بحارنا وتثبتنا كالأطواد الشامخة، فتنجينا بالوحدة والقوة، وتغرق أعداءنا.
في ذكراك أيها الامام المغيب السيد موسى الصدر ورفيقيك الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين، يقف الوطن على ثوابت العزة ومكامن القوة، ومعادلة ماسية اسمها جيش وشعب ومقاومة، حملها رئيس مجلس النواب نبيه بري كعنوان لا بديل عنه لحماية الأرض والعرض.
من النبطية حيث أحيت حركة “أمل” الذكرى الواحدة والأربعين لتغييب الامام الصدر، أكد الرئيس بري أننا لن نسمح لاسرائيل بترميم صورتها في الشرق الأوسط على حسابنا، داعيا الحركيين للبقاء على أهبة الاستعداد لافهام العدو أن كل شبر من أرضنا مقاومة، فوحدهم المقاومون يملكون سر المعادلة التي تعيد للأمة اعتبارها، قال الرئيس بري.
ومن الحساب المفتوح مع الاحتلال، إلى الحسبة الاقتصادية الصعبة التي تعيشها البلاد، دعا الرئيس بري إلى اعلان حالة طوارئ اقتصادية لتطبيق ما اتفق عليه في اجتماع بعبدا.
في فلسطين المحتلة، لا زال الصهاينة عند اتفاقهم أن رد المقاومة آت، وأن حال المستوطنين وكل جبهاتهم لا تحتمل حربا، بل أكمل إعلامهم التعليق على ما نشر من تعزيزات للجيش العبري في شمال فلسطين، مخففين من الصورة بالقول: ليس كل آلية عسكرية أو مدفع يتم تصويره معناه تصعيد أو رياح حرب.
وبعد قليل شرح لآخر تكاوين الصورة، وحديث بريح الحقيقة التي تلفح وجوه المحتلين، مع الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله الذي يطل عند الثامنة والنصف من مساء اليوم، خلال افتتاح المجلس العاشورائي المركزي الذي يقيمه “حزب الله” في الضاحية الجنوبية لبيروت، متحدثا عن آخر التطورات.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أو تي في”
أخذت التطورات التي أفرزها لغز الطائرتين المسيرتين في الضاحية الجنوبية، الاستراتيجية الدفاعية بدربها أو على الأقل تم ترحيلها إلى أجل غير مسمى. البديل الأكثر الحاحا هو الاستراتيجية الاقتصادية التي تبرز الحاجة إليها في سلسلة أحداث- مؤشرات لا تقل أهمية وخطورة عن الملف الأمني- الميداني على الحدود مع اسرائيل، أو في حرب النمر والنسر على الأرض وفي السماء اللبنانية.
ملامح القلق والخيبة عند اسرائيل، في طريقة تعامل واشنطن مع الملف الايراني، وتشغيل محركات الوساطة الأوروبية مع طهران، بديلا عن تحريك حاملات الطائرات ومنظومات الصواريخ الأميركية ضد ايران في الخليج والمنطقة، عوضت عنه واشنطن بجائزة ترضية لتل ابيب تمثلت بادراج “جمال ترست بنك” على لائحة المصارف المغضوب عليها.
إسرائيل اليوم عينها على الحدود مع لبنان، تحسبا لأي مفاجأة غير سارة لها قد يقوم بها “حزب الله”، وواشنطن عينها على النقود التي تدعي انها تذهب إلى المقاومة، عن طريق جهات ومصارف ومعارف للحزب في أميركا وإفريقيا وآسيا.
الارتياح الحذر الذي قوبل به تصنيف “ستاندرز اند بورز” الائتماني للبنان، قابلته الخزانة الأميركية بتنغيص فرحة القطاع المصرفي اللبناني: دخول دولارات مما يخفف من عجز ميزان المدفوعات، لكن في المقابل خروج أحد المصارف من ميدان العمل المصرفي في لبنان والاغتراب.
أما في الداخل فرب ضارة نافعة. الاعتداء الاسرائيلي في قلب الضاحية، قلب المعادلة بين “حزب الله” والرئيس الحريري، من ربط نزاع إلى فك اشتباك. للمرة الأولى يوفد رئيس الحكومة اللواء محمد خير، المسؤول الأول في الهيئة العليا للاغاثة، للتعويض على الخسائر التي لحقت بمنطقة تشكل أحد أبرز المربعات الحيوية والأمنية والحزبية ل”حزب الله”. ألحقه بموقف فاجأ الحلفاء قبل الخصوم في مجلس الوزراء، عندما اشتبك الحريري كلاميا مع وزير “القوات” ريشار قيومجيان، ما يضع العلاقة بين “القوات” والحريري مجددا في دائرة التدحرج السلبي والتراجع الدراماتيكي، على أبواب تعيينات لا يبدو أن حصة “القوات” فيها ستكون أفضل من حصتها في المجلس الدستوري.
وبين وساطة الرئيس بري بين جنبلاط و”حزب الله”، تبرز ملامح تهدئة واسعة بين “حزب الله” والحريري، في وقت انتهى مفعول الهمروجة التضامنية التي وقفها البعض مع وليد جنبلاط، لا حبا به بل نكاية بغيره، فكانت النتيجة أنه رفع منسوب الخيبة وخفض منسوب الهيبة.
وبعد دقائق من الآن، كلمة مباشرة للرئيس عون في مناسبة اطلاق فعاليات مئوية لبنان الكبير، الذي أعلنه الجنرال هنري غورو في مثل هذا اليوم منذ 99 عاما من درج قصر الصنوبر في بيروت.
****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أم تي في”
قبل تسعة وتسعين عاما، أعلنت دولة لبنان الكبير. وبعد خمس عشرة دقيقة من الآن يوجه رئيس الجمهورية رسالة إلى اللبنانيين، يعلن فيها اطلاق احتفاليات المئوية.
المناسبة تأتي فيما اللبنانيون كفروا بكل شيء تقريبا. ففترات الهدوء والرخاء والازدهار، التي عاشها أهلهم وعاشوها هم في الأعوام المئة المنصرمة، كانت قليلة نسبيا. فما السبب؟، هل هو عطب بنيوي تكويني من الأساس، أم أن المسؤولية تقع على اللبنانيين لأنهم لم يحسنوا الحفاظ على الكيان، ولم يوفقوا في بناء الجمهورية؟.
في الحالين، المعاناة مستمرة، وهي تتفاقم يوما بعد يوم، وأبرز مظهر لها حاليا: المشكلة الاقتصادية. ولهذه الغاية ينعقد يوم الاثنين في قصر بعبدا، اجتماع اقتصادي هدفه وضع الخطوط العريضة لاستراتيجية مالية- اقتصادية للخروج من المأزق. فهل يتوصل اجتماع بعبدا إلى تحقيق هذا الهدف الطموح، أم أن ما كتب قد كتب، وبالتالي ليس على اللبنانيين سوى توقع المزيد من التراجع في التصنيفات من المؤسسات الدولية المعنية؟.
وفي رسالته إلى اللبنانيين بعد قليل، ينتظر أن يتطرق الرئيس عون إلى الملف الاقتصادي، الذي يشكل محور اهتمامه في المرحلة الحالية. وهو أمر يشاركه فيه الرئيس نبيه بري، الذي انطلق من ذكرى تغييب الامام موسى الصدر ورفيقيه، ليتحدث عن ضرورة اعلان حالة طوارىء اقتصادية الاثنين المقبل. طبعا أبناء الطبقات الوسطى وما دون، يريدون حالة طوارىء اقتصادية، لكنهم يخشون أن تأتي حالة الطوارىء كالعادة على حسابهم ومن جيوبهم، باعتبار أنهم الحلقة الأضعف في التركيبة القائمة.
توازيا، ستكون للسيد حسن نصرالله بعد قليل كلمة، سيتحدث فيها بايجابية عن وحدة الموقف الرسمي اللبناني، ما يشكل تحية غير مباشرة لموقف الرئيس الحريري، كما سيعيد التأكيد أن “حزب الله” هو الذي يقرر موعد العملية العسكرية المنتظرة.
أيضا، ثمة انتظار لما سيقوله رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في خطابه غدا لمناسبة يوم الشهيد. ووفق المعلومات فإن سقف الخطاب سيكون عاليا، وسيعلن فيه جعجع بدء حملة منهجية من “القوات” على كل مظاهر الفساد وتجلياته، كما سيطلق مواقف سياسية تؤسس لعلاقة مختلفة مع العهد و”التيار الوطني الحر”.
فهل نحن مقبلون على مرحلة سياسية، ترسم خريطة جديدة للاصطفافات والتموضعات والتحالفات؟.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أل بي سي آي”
في مثل هذا اليوم من العام 1920، أصدر المفوض السامي الفرنسي الجنرال غورو القرار 321، ألغى بموجبه لبنان المتصرفية، ممهدا لاعلان دولة لبنان الكبير في الأول من أيلول من العام نفسه.
في الأول من ايلول، وأمام اللبنانيين الوافدين من مناطق سماها غورو متاخمة، أعلن الجنرال الفرنسي دولة لبنان الكبير، وقال: أصبحتم اليوم في دولة متحدة وفي وطن قوي بماضيه وعظيم بمستقبله، وأحييه في عظمته وكنوزه.
بعد 99 عاما على كلام غورو، يحتفل اللبنانيون اعتبارا من الغد، وعلى مدى عام كامل، بالمئوية الأولى لاعلان دولة لبنان الكبير، من دون أن يكونوا قد تقدموا ولو خطوة واحدة في اتجاه الوطن العظيم الذي تنبأ بقيامه غورو، فهم ولو تكاذبوا، يعيشون حتى اليوم في مناطق متاخمة، أبعد ما تكون عن الوحدة، تطغى عليهم عصبياتهم الطائفية والزبائنية، ويأكلهم فسادهم الذي أصبح جزءا من حياتهم. فشلوا في ادارة أنفسهم وبلدهم، حتى وصلوا إلى مستقبل رمادي لا عظمة فيه ولا كنوز، إنما ضربات اقتصادية ومالية واجتماعية موجعة، تكاد تسقط لبنان الصغير في المحظور.
هذا المحظور وضع له رئيس مجلس النواب نبيه بري، في ذكرى تغييب الامام موسى الصدر، ثلاث ركائز أبرزها اعلان حال طوارئ اقتصادية، برنامجها تنفيذ ورقة بعبدا الاقتصادية.
وفيما كان بارزا عدم تطرق الرئيس بري في خطابه إلى العقوبات الأميركية، ولا سيما بعد وضع مصرف “جمال تراست بنك” على لائحة “أوفك”، علمت الـLBCI أن الكلمة التي سيلقيها رئيس الجمهورية بعد دقائق، لن تتطرق بدورها إلى العقوبات، لكنها ستتناول الاعتداء الاسرائيلي على لبنان. في وقت سيخصص الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله، في تمام الساعة الثامنة والنصف، الجزء الأول من كلامه، في افتتاح المجلس العاشورائي المركزي ل”حزب الله”، للحديث عن العقوبات الأميركية والاعتداء الاسرائيلي.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “الجديد”
هو الوعد الحادي والأربعون في قضية الإمام المغيب موسى الصدر، العمل على تحريره وأخويه من معتقلات ليبيا- وليس في مفرداتنا غير تحريرهم- ونتائج التحقيقات والاعترافات تتقاطع حول نقل المغيب من سجن إلى آخر، بهذه الكلمات تناول رئيس حركة “أمل”، مستجدات قضية الإمام المغيب موسى الصدر.
أما كرئيس للمجلس النيابي، فمن على منبر الذكرى، احتار بري من أين يبدأ، فأمل الإمام المغيب كان في ألا يكون الناس في واد، والدولة وأدوارها في واد آخر، ولكن القيمين على الدولة وبري أحد أعمدتها، أقاموا الحد بين الدولة والناس. وخاطب بري الإمام بلسانه مستعيدا مقولته: “لا أريد معكم سوى صيانة هذا الوطن”، فيما الوطن أصبح تكتلات وبوابات ومواطنين يذهبون فرق عملة بين محاسيب هذا الزعيم وذاك.
أما عن الفساد الذي أعلن بري العصيان المدني عليه بحوار اقتصادي، فحدث ولا حرج، ومن أين تبدأ معركة محاربة الفساد، والفاسدون ممسكون بزمام الدولة من عاليها إلى واطيها.
لكن الحق يقال، ففي معرض الموقف السياسي الرسمي المشترك في وجه اعتداءات إسرائيل، فإن بري أطلق موقفا ثابتا بقوله لن نسمح لإسرائيل بترميم صورتها الردعية في الشرق الأوسط على حساب لبنان، وأن لا حرب على إيران، وأن الأمور في اليمن وسوريا لا تميل إلى مصلحتها، لم يبق لها إلا جبهة لبنان لتعديل ميزان القوى. وبين بري أن رئيس مجلس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، يحتاج إلى نصر معنوي قبل الانتخابات. وختم بالقول: وحدهم المقاومون يملكون سر المعادلة، داعيا حركة “أمل” إلى البقاء على جاهزية واستعداد لإفهام العدو أن أرض لبنان، كل شبر منه، مقاوم.
من ذكرى المغيب إلى سيد الشهداء، حيث يفتتح الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله أولى الليالي العاشورائية، بكلمة عند الثامنة والنصف، تتناول في جزئها الأول آخر التطورات، بحسب بيان العلاقات الإعلامية.
وفي الانتظار، فإن إسرائيل ومنذ خطاب الوعد بالرد، أصيبت بالشلل التام، وانقلب عدوانها عليها. وهي تترقب الضربة، تلقت ضربات ترجيحية، أدت إلى إفراغ حدودها إلى ما وراء الكيلومترات السبعة. أغلقت المجال الجوي للطائرات شمالي الأراضي المحتلة، كثفت تحليقها جوا، وخرقها الأجواء، بغية استدراج رد يكشف قدرات “حزب الله” الدفاعية الجوية، رفعت درجة تأهب قواتها البحرية، تحرشت بمزارع شبعا المحتلة، وأشعلت الحرائق في سنديان المزارع المعمر.
منذ ستة أيام، وسلطة الاحتلال تخضع لحرب نفسية، وتتوارى خلف دشم من خوف، وتكاد تقول “يا رد قصر ساعاتك”، لغاية في نفس نتنياهو، ونياته المبيتة في تسجيل نصر بالدم، مذ ضرب “الحشد الشعبي” في العراق للمرة الأولى منذ ثمانية وثلاثين عاما، وأغار على موقع ل”حزب الله” في سوريا لتغيير قواعد الاشتباك، واعتدى عليه في عقر داره في الضاحية للمرة الأولى منذ ثلاثة عشر عاما، كل ذلك ليقطع الطريق أمام اللقاء الأميركي- الإيراني بوساطة الفرنسي، ويجرجر حليفه الأميركي إلى حرب بالواسطة ليصرفها في صندوق الانتخابات. لكن سيد البيت الأبيض، مغلوب بدوره على انتخاباته الرئاسية، وزمام الأمور متروك للثلاثي نتنياهو، بولتون والسفير الأميركي في تل أبيب الإسرائيلي الهوى والهوية.
رمنذ ستة أيام، وسلطة الاحتلال ترمي الطعم تلو الآخر للحزب، لا لينفذ ضربته وترتاح، بل لأن نتنياهو يستعجل الرد ليجر الميدان إلى الصناديق، ويشد عصب المنتخبين في المعركة الانتخابية لمصالحه وللالتفاف حوله كقائد. وعلى هذه الفرضية فإن “حزب الله” كلما أخر الرد إلى ما بعد الانتخابات الإسرائيلية في السابع عشر من الشهر المقبل، يكون قد قضى على نتنياهو بالضربة القاضية.