رأت عضو المكتب السياسي في المرده السيدة فيرا يمين ان “السيد حسن نصر الله حاول اعتماد عيد النصر كمنصة فعلية لإطلاق المواقف المطمئنة داخلياً والمربكة تجاه العدو الاسرائيلي”.
وفي اطلالة لها عبر شاشة ال NBN في برنامج “تسعون دقيقة” مع الاعلامية سوسن صفا درويش، قالت يمين: “في ظل ما يحكى عن تسويات دولية اقليمية فداخلية، من المعلوم انه قبل التسويات تطرح اوراق التفاوض على الطاولة منا من يملك اوراقاً تفاوضية لديها كم من القوة ومنا ربما من قد يكون مربكا وفق ما نراه، تجاه ان كان الكيان الصهيوني او الولايات المتحدة الاميركية او بعض الاوروبيين”.
واضافت: “السيد حسن نصر الله في هذا المهرجان حاول ليس فقط ان يعطي طمأنينة بل حاول ان يؤكد للحلفاء والخصوم الجهوزية التامة”.
وتابعت: “السقف الذي رفعه السيد نصر الله بما يملكه من مصداقية يشهد له بها هو للقول انه في حال لا سمح الله وقعت حرب او اي شكل من اشكال المواجهة نحن جاهزون لها بشكل كامل، وللقول ايضاً ان هذا الكم من القوة الذي نملكه يجعل الآخر يحسب الف حساب قبل ان يقدم على اي خطوة”.
واردفت: “اعتقد اليوم ان الاحتمال الثاني هو اقرب الى المنطق انه عندما نقول لدينا هذه القوة على المواجهة وربط المناطق ببعضها في خريطة واحدة للمنطقة، فالسيد نصر الله لم يتكلم فقط عن الواقع اللبناني او الواقع السوري او الواقع الفلسطيني، بل تكلم بطريقة عامة ليصور ان المنطقة ستكون منطقة واحدة وموحدة في هذه المواجهة ما يجعل المواجه مربكاً خصوصاً اذا كان يوجه هذه الرسالة الى الاميركيين تحديداً. فالرئيس الاميركي بدأ يعد العدة للانتخابات الرئاسية المقبلة، فبالتالي على الرغم من بعض مواقفه او تغريداته التي تدل على بعض تسرع قد يكون مقصوداً في معظم الاحيان عنده الا انه سيكون اهدأ في قراءة كل الملفات اذا كان يرغب في الحصول على ولاية ثانية.
وتابعت يمين: “عندما اعادت الولايات المتحدة الاميركية بقيادة الرئيس الحالي موضوع الاتفاق النووي الى تعطيله او ابطاله او تجميده، كان هناك تمايز اوروبي لافت على الرغم من ضعف بعض الدول الاوروبية التي لا يمكن لها ان تقرر. ولكن بمجرد ان نلمس للمرة الاولى تمايزاً اوروبياً عن الموقف الاميركي فهذا يدل على ان هناك معادلة جديدة في قراءة المعطيات في منطقتنا”.
واردفت: “قد يقول بعض المحللين والمتابعين ان هذا نوع من توزيع الادوار. حتى وان كان هناك نوع من توزيع الادوار، فحينما نلعب هذه اللعبة فإننا نؤشر الى ضعف ما حصل في الهيكلية او التركيبة لانه حينما تكونين قوية وجبارة بالمعني السلبي فإنك تبطشين ولكن حينما تشعرين ببعض من وهن او تراجع او تعب فإنك تعمدين بشكل او آخر الى توزيع الادوار. فحتى ولو كان هناك ادوار موزعة، فهذا يؤشر ويدل على ان الموقف الاميركي الى بعض من تراجع، الى بعض من ضعف حتى لا اقول بشكل مطلق لانه حتى نحن في ظل التوازن فإننا نكون بذلك نسجل ليس فقط نقاطاً ايجابية بل نسجل انتصاراً في هذا المجال”.
وقالت: “الامارات العربية المتحدة هي اول من أشّر الى موضوع استدارة عربية بشكل عام خليجية بشكل خاص لأن العارفين يعلمون ان الامارات العربية المتحدة حينما تتخذ قراراً فإن هذا القرار هو عنوان من عناوين قرارات المملكة العربية السعودية. اذاً بمجرد ان تقوم الامارات العربية المتحدة بإستدارة ما بإعادة فتح سفارتها في دمشق، نذهب ونعود الى دمشق لأنها قلب المعادلة وهي التي قلبت كل المعادلات، فبالتالي الامارات العربية المتحدة كانت المؤشر الاساسي الى الاستدارة التي نتمناها مجتمعين، لانه بالرغم من كل التمايز او الخلاف في وجهات النظر بين هذه الدولة او تلك حينما يدق جرس الانذار ان الخطر يحدق بجميع ابناء المنطقة اعتقد ان من يملك ذرة من الوعي سيعمد الى اعادة القراءة باتجاه فتح قنوات الاتصال مع الدولة التي استطاعت ان تواجه وتجابه، مع الدولة التي اخذ على بعض محورنا اننا معها ونحالفها اكثر من الدول العربية ليس لسبب انما لواقع يجب ان لا نهرب منه انه حينما تجيء اي دولة تتصدر مشهد الدفاع عن فلسطين المحتلة، فبالتالي واجب علينا ومن اللزوم ان نكون حلفاء لها وان نكون معها، فكيف بدولة قوية وقادرة ان تقلب المعادلات”. واضافت: “حتى بالرغم من اننا قادرون على الانجازات الميدانية ولكن بعض المساحات او الاماكن تبقى عرضة او مجمد وضعها الميداني لكي تتوازن مع الواقع السياسي او مع الكلام عن تسويات. فبمجرد ان نقول عن انجاز في خان شيخون فإن التسوية باتجاه النضوج بالكامل”.
ولفتت يمين الى ان “تركيا سبقت دول المنطقة في فتح قنوات الحوار مع روسيا على الرغم انها كانت مأزومة، وذلك لعلمها الاكيد بأن العامل الاميركي تراجع الى حد كبير في المنطقة”.
واردفت يمين: “قامت بعض الحركات الاعتراضية، بعض الحركات التغييرية داخل الجمهورية الاسلامية الايرانية اعطت بعض المؤشرات التي يقرؤها البعض ايجابية والبعض الآخر سلبية. ثم جاء التحدي الاميركي بفرض العقوبات على ايران وهو ما وحد ايران شعباً وقيادة”.
وتابعت: “المستهدِف في بعض المرات يعتقد انه يضعف المستهدَف، الا ان المستهدَف يتوحد وتصبح ارادته اقوى واصلب”.
وتعليقاً على مقولة الامام الخامنئي ان “لا حرب ولا تفاوض”، قالت يمين: “لست في وارد تفسير او توصيف موقف المرشد الخامنئي ولكن هذه معادلة مربكة جدا للآخر ومحرجة. فعندما تقولين انه لا مفاوضات ولا حرب فإنك تقفلين الباب وتمتنعين عن السمع، وبالتالي يصبح الآخر معطلاً لا يمكن له ان يتصرف معك، لا يمكن له ان يكتشف اي طريقة للتصرف معك، وازاء هذا الموضوع، نرى الولايات المتحدة الاميركية تعيش هذا الارتباك في العلاقة مع ايران. وهذا الارتباك نحاول ان نتلمّسه ونقرأه بطريقة واقعية من خلال تغريدات الرئيس الاميركي. ففي كل يوم نقرأ تغريدة تضرب التغريدة الاولى او تهيّء وتحضر للتغريدة التي تليها، فبالتالي هذا ان دلّ على شيء فإنه يدل على ارتباك اميركي وهذا الارتباك ايضاً نلمسه في تحول الولايات المتحدة الاميركية من منطقتنا الى اميركا اللاتينية. اذ لا يجب ان نستهين الحاصل في اميركا اللاتينية لان الولايات المتحدة الاميركية لمست انها في هذه المنطقة سجلت تراجعاً ما، فحفظاً لماء وجهها كقوة دولية ضاربة لا بد وان تحصن نفسها فالتفتت الى واقع اميركا اللاتينية، غيرت ما غيرته في البرازيل والباراغواي وقبلها في كولومبيا والاكوادور وتشيلي، وبقيت الى اليوم فنزويلا عصية على هذا التغيير الذي برأيي لن يطول لألف سبب وسبب، منه ما هو ايديولوجي ومنه ما هو ايماني ومنه ما هو اقتصادي والى ما هنالك”.
وتابعت: “الموقف الايراني هو موقف فقط لاحراج وارباك واكثر من ذلك لازعاج الولايات المتحدة الاميركية واظهارها بمظهر المرتبك في ساحة رمادية، لا يمكن لها ان تفاوض ولا يمكن لها ان تشن حرباً”.
ورداً على سؤال عن دور اسرائيل في المرحلة المقبلة، اجابت يمين: “رغبة اسرائل الدائمة وعملها الدائم هو لعرقلة اي تسوية او اي حل، او لاعاقة اي انجاز او انتصار. ولكن اسرائيل قبل عام 2000 شيء وبعده شيء آخر. اسرائيل قبل 2006 شيء وبعدها شيء آخر”. واضافت “اذا كنا لا نستطيع ان نثمن ما انجزناه فإننا بذلك نكون كمن يصوّب السهام الى صدره”. وتابعت: “لا اريد القول ان اليوم اسرائيل لم تعد قوية ولكنها لم تعد “القوية”. اليوم اسرائيل مربكة”.
وتساءلت يمين: “منذ متى نشاهد في الكيان الصهيوني داخل فلسطين المحتلة حركات احتجاج وحريق وهجرة جماعية وخطابات عنصرية وخطابات تفرقة؟ كل هذا يدل على ان الكيان الصهيوني بدأ يعيش ازمة فعلية، وهذه الازمة لا تأتي من فراغ بل تأتي من جملة هزائم وجملة انكسارات ومن خوف مما يترقبه هذا الكيان في القادم من الايام تجاه محور مقاومة صلب عسكرياً، ميدانياً، عقائدياً، ايمانياً، فبالتالي كل هذه المقومات تجعله سداً منيعاً. واسرائيل حينما قال سيد المقاومة انها اوهن من بيت العنكبوت، لم يكن يقول كلاماً فقط ليرضينا بل كان يقصد هذا الكلام فعلياً لانه بمجرد ان ولدت مقاومة فعلية استطاعت ان تواجه هذا العدو الذي كنا نظن للامس القريب انه قوي لدرجة لا يمكننا ان نواجهه وكنا نتغنى ان “قوتنا في ضعفنا” وهذا كان تضليلاً كبيراً جداً، اذ بمجرد ان ولدت مقاومة استطاعت ان تواجهه وان تكسر هيبته مرة واثنين وثلاثاً وبإذن الله نتجه نحو الرابعة، تبين ان هذا العدو حينما استطعنا مواجهته انه اوهن من بيت العنكبوت وانه جبان كانت قوته ترتكز على الضمانات المعطاة له، وبمجرد ان رفعت هذه الضمانات بفعل تقدمنا وانجازنا الميداني وقدرتنا على المواجهة، تبين ان هذه القوة كانت قشرة مضللة وانه جبان لدرجة ما نلمسه اليوم من هجرة جماعية وبالتالي هذا اللوبي الصهيوني بدأ بشكل او بآخر يتصدع وبدأ يشكل عبئاً على الولايات المتحدة الاميركية التي فرض عليها اليوم ان تنفتح على كل المكونات الاخرى وبات اللوبي ثقلاً عليها بدأت تستفيد بشكل او بآخر من ضعفه”.
وفي الختام كان الكلام عن الشاعر جورج يمين الذي تصادق اليوم ذكرى رحيله التاسعة عشر، فقالت يمين “الكبار لا يرحلون..جورج ما راح، غاب شوي عن النظر لكنه حاضر في الكلمة وفي القلب، وهو حاضر معي في كل كلمة أقولها”.