مع ان رئيس المجلس النيابي نبيه بري يتريّث في تحديد موقفه النهائي من بيان سفراء “الخماسية”، الذي أتى على ذكر التشاور لعقد جلسة نيابية مفتوحة، وأسقط منه أي إشارة للحوار الذي كان قد دعا إليه منذ أكثر من سنة ونصف، الا أنه يفضّل أن يترك جوابه النهائي على البيان إلى ما بعد استقباله المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان، الأربعاء، ليكون بوسعه أن يبني، كما تقول مصادره لصحيفة “الشرق الأوسط”، على الشيء مقتضاه في ضوء ما سيسمعه منه.
لكن تفضيل بري التريث وعدم إحراق المراحل لم يمنع مصدراً نيابياً بارزاً، عند سؤاله عمّا إذا كان بيان “الخماسية” أصبح خلفه، من القول إنه على الأقل ليس أمامنا.
ونقل عن بري قوله إنه يستغرب موقف البعض حيال دعوته للحوار، وسأل: “أين تقع المشكلة؟ فمن الممكن أن تتوصل الكتل النيابية إلى التوافق على رئيس في يوم أو يومين أو ثلاثة، وعندها نذهب إلى البرلمان لانتخابه في أقل من أسبوع”. وأضاف أن “من يرفض الانخراط في حوار من هذا النوع عليه أن يتحمل مسؤولية ما يترتب على رفضه، وعندها يكون ذنبه على جنبه”.
وعند سؤال المصدر نفسه عن موقف بري من دعوة باريس لاستضافة حوار، على أن يخصص للتداول في انتخاب رئيس للجمهورية، اجاب بسؤال فحواه: “لماذا في باريس وليس في بيروت أو في دولة عربية يُتفق على اختيارها”؟ هذا مع أن لفرنسا دوراً مساعداً لإخراج انتخابه من التأزُّم، ولا يتنكّر أحد لدورها، وهي مشكورة.
الى ذلك وبحسب الصحيفة يبدو أن الطريق أمام لودريان، كما تقول مصادر مواكبة لأجواء التأزم المسيطر على الوضع اللبناني ، ليس سالكاً سياسياً لانتخاب الرئيس، إلا في حال حصول مفاجأة ليست في الحسبان يحملها في جعبته، وتتضمن مجموعة من الأفكار لإحداث خرق في الحائط المسدود الذي لا يزال يعطّل انتخابه، وبالتنسيق مع سفراء الخماسية الذين قالوا كلمتهم في البيان الذي أصدروه بدعوة من السفيرة الأميركية ليزا جونسون التي تلتقي الرئيس بري، الاثنين، قبل مغادرتها إلى واشنطن للمشاركة في اللقاء السنوي لسفراء الولايات المتحدة، لإطلاعهم على ما آلت إليه الاتصالات لإنهاء الشغور في رئاسة الجمهورية.