شارك وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال فراس الأبيض في الاجتماع الوزاري الأول للصحة المناخية في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (COP28) في دبي، والذي هدف إلى وضع خريطة طريق لمعالجة العبء المتزايد لتغير المناخ على أنظمة الرعاية الصحية، واعتماد إعلان سياسي يعكس أولويات كل دولة، في ما يتعلّق بتغير المناخ والصحة.
وأكد الأبيض في كلمة ألقاها، أن “تغير المناخ يشكل خطراً ملحاً على الصحة العامة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ولا سيما في لبنان، حيث تبلغ نسبة النازحين ثلث عدد السكان، حيث أدت ندرة المياه في العام الماضي إلى تفشي وباء الكوليرا لأول مرة منذ ثلاثة عقود، في دلالة واضحة للتأثير السلبي لتغير المناخ على الصحة خصوصًا في ظل نظامنا الصحي الهش الذي يواجه أزمات متعددة في بيئة محدودة الموارد”.
ولفت إلى أنه “على الرغم من التحديات الكبيرة، كانت وزارة الصحة العامة في لبنان إستباقية بإطلاقها الاستراتيجية الوطنية للصحة والبيئة في كانون الثاني 2023 والتي تتناول في أبرز بنودها تكييف نظامنا الصحي مع تغير المناخ. وأوضح أن الجهود بدعم من الشركاء، شملت إطلاق استراتيجية الطاقة المتجددة لقطاع الصحة مما أدّى إلى تجهيز 50٪ من مستشفياتنا الحكومية وأكثر من 70% من مراكز الرعاية الصحية الأولية بالطاقة الشمسية. كما وبدأت وزارة الصحة العامة تنفيذ استراتيجية صحية وبيئية سليمة للتخلص من النفايات الطبية. وتتوافق هذه الإجراءات مع التزامنا التنمية المستدامة التي يدعو اليها مؤتمر الأطراف الثامن والعشرون”.
ورحب “بإطلاق منظمة الصحة العالمية المركز العالمي للصحة والتغيرات المناخية في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا (GEOHealth Hub) والذي يعنى بالتكيّف مع التغيير المناخي والصحة”، مشددا “في المقابل على ضرورة اعتراف الدول المتقدمة بالعبء غير المتناسب الذي تتحمله دول مثل لبنان ودعمها”. ورأى ان “من خلال المسؤولية المشتركة والتضامن الدولي، يمكننا أن نعالج حقا القضايا المتشابكة المتعلقة بتغير المناخ والصحة. وبما أن COP28 يمثل المؤتمر الأول الذي يركز على الصحة، فإننا نؤكد من جديد التزامنا ببناء أنظمة رعاية صحية مستدامة ونؤيد إعلان الصحة وتغير المناخ”.
وكان الأبيض شارك خلال المؤتمر في طاولة حوار تحت عنوان: “التحديات المرتبطة بالمناخ والتي تؤثر على الصحة في البيئات الهشة والمتأثرة بالصراعات: الاستجابات الناشئة لبناء القدرة على التكيّف”، حيث تبادل المشاركون الأفكار والخبرات، مع التركيز على تعزيز قدرة الأنظمة الصحية على التكيّف والصمود في وجه الأزمات، وكانت اقتراحات لتطبيق إجراءات تقلل من آثار تغير المناخ من خلال تحسين البنية التحتية، والرعاية الصحية المجتمعية في البيئات الهشة.