أشارت صحيفة “الدستور” الأردنية، في مقال تحت عنوان: “عون.. لقصر بعبدا”، إلى أن “لبنان بحاجة إلى رئيس يوحد اللبنانين، ويتمتع بتوافق داخلي، وخاصة توافق حزب الله عليه، إلى جانب عدم إعتراض قوى إقليمية ودولية مؤثرة، مثل فرنسا والولايات المتحدة، وفي هذا السياق جرى طرح اسم قائد الجيش جوزاف عون لمنصب رئيس الجمهورية”.
ولفتت إلى أن “باريس اوفدت جان ايف لودريان الى بيروت حاملا رزمة أفكار تتمحور حول ترشيح الجنرال عون لمنصب الرئاسة، وذلك على خلفية فشل جميع مبادرات الحوار لرئيس مجلس النواب نبيه بري، وفشل الأيام السبعة للمناقشات حول إختيار الرئيس، فما زال قصر بعبدا فارغا ينتظر توافقات لبنانية داخلية، واخرى خارجية، فما زالت القوى الحزبية والسياسية اللبنانية تتموضع حول رفض ترشيح سليمان فرنجية زعيم تيار المردة، ومرشح تيار حزب الله، والمفاجاة أن سمير جعجع رفع “الفيتو” في وجه ترشحه أيا كانت المشاورات وأيا كانت التوافقات، كما أن حزب الله بذل جهودا خلال الأيام الماضية لاقناع زعيم التيار الوطني الحر جبران باسيل بالانضمام إلى التحالف مع فرنجية، وقبوله على مضد زاد المشكلة داخل ائتلاف محور حزب الله، لكن على الطرف الآخر فان اللوبي الضاغط لفرملة المعارضين اصطدم بالموقفين الفرنسي والأميركي الرافض لفرنجية”.
واعتبرت الصحيفة أن “حزب الله قرأ خريطة التحالفات الجديدة من زاوية أخرى، وتفاديا لعدم اتهامه بافشال إختيار رئيس توافقي اوفد نائبه محمد رعد للقاء الجنرال عون والاستماع منه إلى مطلبين هما عدم ادراج بند نزع سلاح حزب الله، وعدم التعرض لوجوده الأمني في الجنوب، فيما ذهبت التقديرات أن حزب الله لم يعلن تخليه عن حليفه فرنجية لكنه راغب باستباق مجيء لودريان للوقوف على افكاره وامكانية قبول ترشح عون أو رفضه، وما زالت جهود الوسطاء تراوح مكانها في تحالفات الاقطاب المسيحية الرافضة لمرشح حزب الله وحلفائه”.
وأوضحت أن “قصر بعبدا أمام أيام حاسمات، فإما أن ينجح لودريان في اقناع القوى اللبنانية بالجنرال عون وإما أن يفشل والمشكلة برفع فيتو حزب الله على ترشحه، وما زالت جهود الوسطاء لاقناع القوى به تدور حول نقطة واحدة تتمثل في كيفية انسحاب حزب الله وحلفائه من دعم مرشحهم فرنجية، او قبوله بالانسحاب الطوعي من سباق الترشح لقصر بعبدا”.