أكدت رئيسة لجنة المرأة والطفل النيابية النائب الدكتورة عناية عز الدين على ضرورة أن يواكب لبنان ما يشهده العالم من تحول نحو نظم غذائية مستدامة، عادلة ومرنة تضمن الحق للجميع بالحصول على غذاء تغذوي على قاعدة الاستدامة والاستقرار و خلال الأزمات.
وأضافت أن لبنان وعلى الرغم من الأزمة التي يمر بها يعمل على وضع خطة متكاملة لمسار وطني يحدث التحول المطلوب على مستوى المفاهيم والهيكليات اللازم، للانتقال نحو المنهج النظمي المطلوب من أجل استثمار فعال للموارد المتوفرة والجهود المبذولة في هذا المجال، مشيرة إلى “اننا سنسعى الى تأمين الدعم المطلوب لضمان وضع الاسس الضرورية لمسار التحول”.
كلام عزالدين جاء خلال مشاركتها في قمة تقييم التحول في النظم الغذائية الذي تعقده الأمم المتحدة في مقر منظمة الفاو في روما، وذلك بصفتها المنسقة الوطنية للنظم الغذائية في لبنان.
واعتبرت عز الدين ان البرلمانات يمكن ان تقوم بدور فعال ومؤثر على هذا المستوى من خلال ثلاث مستويات، اولا تأمين البيئة التشريعية التي تضمن الحق بالغذاء، ثانيا الرقابة البرلمانية على عمل الحكومات بما يضمن دمج سياسات التحول نحو نظم غذائية مرنة ومستدامة وعادلة في البرامج و المشاريع القطاعية، اضافة الى التأكد من وضع الحكومات لخطة تمويلية سليمة للمشاريع داخل القطاعات المختلفة من اجل دعم مسار هذا التحول.
وأضافت عز الدين ان تحقيق النظم الغذائية المرنة والمستدامة والعادلة يتطلب سلة من التشريعات الغذائية والبيئية والصحية والزراعية والاقتصادية والتربوية وغيرها بالتوازي مع ايجاد الاليات التنسيقية بين هذه القطاعات ضمن مقاربة شمولية بعيدا عن مبدأ التجزئة وما يؤدي الى تعاون افقي وعامودي داخل قطاعات الدولة فيما بينها وايضا بينها وبين القطاع الخاص والمجتمع المدني والمؤسسات الاكاديمية والبحثية والمزارعين الصغار وأصحاب الأعمال الصغيرة والكبيرة.
وأشارت عز الدين الى ضرورة صياغة عملية حوكمة مشتركة تضع الانسان وكرامته في صلبها وتنطلق من مبدأ التحول نحو مفهوم موحد للنظم الغذائية من خلال مشاورات وحوارات تشمل كل الفاعلين واللاعبين من مؤسسات حكومية ووزارات وادارات رسمية ومنظمات المجتمع المدني والجامعات والقطاع الخاص، وتعاونيات ومنظمات شبابية ونسائية، والانطلاق معا نحو تنفيذ الخطة الوطنية وفق منهج التشاركية و تنسيق الادوار والجهود، ووضع هيكلية للمراقبة والمحاسبة.
وتابعت إن “الجدير ذكره ان لبنان تقدم من مركز تنسيق التحول في النظم الغذائية الذي أنشأته الامم المتحدة بعد قمة الغذاء في العام ٢٠٢١، المسودة الاولى لمسار تحول النظم الغذائية في لبنان نحو الاستدامة والعدالة والمرونة بعد اجتماعات عقدتها المنسقة الوطنية مع حوالي ٣١ جهة فاعلة في هذا المجال في القطاع الرسمي والاهلي والمدني والقطاع الخاص والجامعات والمنظمات الشبابية منذ اواخر شهر ايار حتى منتصف شهر تموز، على ان تستكمل هذه اللقاءات بعد انتهاء المؤتمر ليصار الى صياغة الخطة النهائية للبنان”.