استكملت الجلسة الرابعة والأخيرة من المؤتمر الإعلامي الأول الذي أطلقه المكتب الإعلامي المركزي في حركة أمل بعنوان “دور وسائل الإعلام اللبنانية في بناء الخطاب السياسي الإيجابي”، في فندق الريفييرا في بيروت، بإدارة الدكتور رامي نجم تحت عنوان “اتجاهات الخطاب الإعلامي ومواكبته لوسائل الإعلام الحديثة”، واستهلت الجلسة بكلمة للمسؤول الإعلامي في تيار المردة سليمان فرنجية الذي أكد أن الإعلام في لبنان يلعب دورا جوهريا، كما يشكل سلطة حرة دون أي ضغوطات، علما بأن لا مجتمع حر دون ديمقراطية.
ولفت إلى أنه لا شيء يسيء الى البلاد اكثر من الخطاب الطائفي، فهل يجوز أن يطلب أمر كهذا من وسائل الإعلام، فلنبدأ بأنفسنا.. يمكن أن يكون هناك مواضيع خلافية ولكن يجب معالجتها ضمن أطر منهجية تحت سقف الوطن، مشيرا إلى أنه “نشهد نقاشات اعلامية جمة لا ترتكز على أطر منهجية وطنية ابدا”، قائلا: “نحن لا ندعي الى المثالية في مقاربة الأمور، أنما حب الوطن، ووسائل الإعلام في لبنان هي ثورة بحد ذاتها تضع على عاتقها حماية الوطن”.
بدوره أكد عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الإجتماعي معن حمية أنه “لا بدّ من الاعتراف أنّ ثورة المعلوماتية هذه، شكلت تحدياً للشعوب والأمم، إذ أنّ ما اصطُلِح على تسميته “ضخّ المعلومات وتدفقها” هو خطأ شائع”.
وأوضح أنّ الاتجاه الأصحّ والأسلم والذي يأتي بالنتيجة المضمونة دائماً، حتى ولو بعد حين، هو الاتجاه الذي لا يحيد عن الدقة والمصداقية، لأنّ الاتجاهات الأخرى التي تتوسّل معلومات غير صحيحة أو غير دقيقة أو تتقصّد اعتماد نمط من البروباغندا والضخ الاعلامي، إنما يكون مفعولها مرتبطاً بموعد ظهور الحقيقة، خاصة أننا نعيش اليوم في عصر التكنولوجيا السريعة التطور.
واعتبر المسؤول الاعلامي في تيار المستقبل عبد السلام موسى اعتقد انه يجب وضع الاصبع الاعلامي على الجرح السياسي، ويجب الارتقاء بخطابنا السياسي بحيث ان يصبح الخطاب وطني بحت، والخطاب السياسي مُصاب بفصام عن الواقع، واصبحت وسائل الاعلام اليوم تُعري الخطاب السياسي، مشيرا إلى أنه “نحن بحاجة لثورة من داخل وسائل الاعلام ضد الخطابات السامة المتداولة”.
بدوره أكد مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله محمد عفيف أنه لقد تحقق هدف المؤتمر اثر الحضور المتنوع السياسي والطائفي فأول من دعا الى الحوار هو الامام المغيب السيد موسى الصدر، ويوجد في لبنان الكثير من الحرية لكن لا يوجد وسائل إعلام حرة.
وأوضح رئيس المكتب الإعلامي للجماعة الإسلامية وائل نجم أنه لقد كان لبنان السباق في التعرف على الوسائل الإعلامية، لافتا إلى أن تمكين وسائل الإعلام المحلية خارج عملها ضمن الضوابط مسئولية كبيرة جدا.
وأكد مفوض الإعلام للحزب التقدمي الاشتراكي صالح حديفة أنه لا يمكن الحديث فقط على ميثاق شرف في التسعينات، بل الاهم الالتزام بالحديث السياسي، ويجب ان يكون الخطاب الاعلامي مرآة هذا المجتمع، لافتا أن الخطوة الاولى بعد المؤتمر هي الذهاب لورشة عمل حقيقية لتعديل قانون الاعلام.
وأوضح المنسق الاعلامي في حزب الطاشناق كريس تشوبوريان أن الاعلام مسؤولية على عاتقنا كلنا والتشنج الحاصل عبر التجييش لن يودي بالبلد إلا الى الدمار الشامل، مؤكدا أن مسؤوليتنا كلنا إعداد خطاب سليم للحفاظ على البلد.
ولفت عضو القيادة المركزية في حزب البعث العربي الإشتراكي علي غريب إلى أن الإعلام أمانه ومسؤولية بقدر ما تتوخى إيصال الحقيقة الى الجميع، والرقابة هي مسؤولية من قبل وسائل العلام قبل الرقيب مع المحافظة على واجبات، مؤكدا أن “نحن في لبنان بانتظار ما يمكن أن تقرره الدولة في إعادة تكوين المؤسسات”، قائلا: ” لبنان هو وطن نهائي لجميع أبنائه، لدينا فيه عيش واحد، علينا الارتقاء من دولة الطوائف الى دولة المؤسسات”.
واعتبر مسؤول الإعلام في جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية الشيخ عبد القادر فاكهاني أنه لا أحد ينكر أن التكنولوجيا استطاعت أن تحدث تغييرات كبيرة في مختلف مناحي الحياة لكن هذا يعزز فكرة الحد من تأثير التكنولوجيا على القيم المهنية في العمل الإعلامي التي أصبحت على المحك لدى البعض في ظل انتشار وباء الأخبار الكاذبة والصور المفبركة والمشاهد المزيفة وغيرها.
وأكد أن الإعلامي الناجح المتميز هو الذي يستفيد من التكنولوجيا ووسائل الإعلام الحديثة بذكاء وفطنة ومصداقية والتزام بالمعايير المهنية الصحيحة، ولا ينجر وراء السبق الصحفي والشهرة والإثارة بتخبط وعشوائية وتهور.
وأكدت وكيل عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الإجتماعي ريم زيتوني أن بلد يحكمه أسير من هنا وخوري ومسيحي من هناك، لا تصلح فيه الخطابات الا اذا كانت مبنية على القومية الاجتماعية.
وأوضحت أن الايجابية في كيانٍ كلبنان، مفهوم فضفاض، يخضع في تعريفه لمقاربات متناقضة، فالايجابية لدى المنظّمات الخارجية في الداخل هي تسمية مقاومتنا إرهابا، والايجابية للأحزاب المشرشة في السلطة الطائفية هي أن يسود خطاب الطوائف التقسيمي، والايجابية لدى بعض الأحزاب اليمينية هو مفهوم الإلغاء، والايجابية لدى الأحزاب اليسارية هي تهديم المجتمع.
وتمنى المستشار الإعلامي لرئيس حزب الوطنيين الأحرار نبيل سمعان تضمين البيان الختامي توصيّة مخلصة الى وسائل الاعلام، يدعوهم فيها الى الالتزام بالعمل المؤمن والجاد الهادف الى قيامة لبنان، والارتقاء بالخطاب السياسي الى بلاغة الاصالة والقيّمِ اللبنانية والتّجدّد، التي تُحاكي إدخال ثقافة الدولة، كخشبة خلاص ضامنة للعقد الاجتماعي.
وأكد عضو المكتب السياسي في الحزب العربي الديمقراطي ربيع مصطفى أن الخطاب اليوم هو إشباع للجماهير بالأدلة والبراهين التي تدعم الحزب الذي يوصل فكرته، ويجب الذهاب إلى حوار جدي وهوية عربية مقاومة عدوها الكيان الإسرائيلي، والجلوس مع بعضنا البعض للهرب من التشنج والمذهبية.
وختم مدير الإعلام في الحزب الديمقراطي اللبناني جاد حيدر أنه “نحن معتادون في لبنان على السلبية وجلد النفس لكن هناك ايجابيات يمكن الإضاءة عليها وخصوصا بالإعلام الحزبي لإمتلاكه وسائل إعلام على كافة أشكالها وأنواعها”، مشيرا إلى أن “الدور الأساسي علينا كأحزاب بتأثيرنا على الجمهور، علينا بأن نقوم بحوار بين المسؤولين في الأحزاب”.