أشار السيد علي فضل الله، خلال حفل تأبيني في بلدة جلالا بالبقاع، الى أن “مشكلتنا في هذا الوطن الجريح ان كل طائفة فيه ومذهب واتجاه سياسي ينطلق في مواقفه وتحركاته من موقع طائفي أو مذهبي أو فئوي ليلبي مصالحه الخاصة ولا يتوانى عن استحضار كل سلبيات تاريخ العلاقات بين الطوائف والمكونات اللبنانية والتركيز على ما حدث من خلافات ومشكلات من أجل تأجيج العداوات والعصبيات والكراهية بهدف تحقيق مآرب ومصالح ولو على حساب وحدة الوطن ومنعته”.
وأكد فضل الله، أن “الوطن لا يقوم إلا بالاستناد إلى المشتركات الوطنية والإسلامية فمن خلالها نعيش التلاقي والتفاهم والانفتاح والحوار الصادق والشفاف حول المسائل التي نختلف فيها بدلا من أن نعيش حالة التوتر التي قد تتحول إلى مشكلة هنا أو فتنة هناك”.
وأوضح ان “انطلاق الحوار من روحية التلاقي والتواصل يهيئ لنا السبل الكفيلة بالتعامل الجدي والصادق مع الهواجس والمخاوف لدى هذه الطائفة أو تلك ويمكن في حال توفرت الصراحة والشفافية ان يتبين لنا ان أغلب حالات القلق من الاخر غير واقعية أم مبنية عن سوء فهم له ويمكن لبعضها ان يكون حقيقيا ما يتطلب تقديم ما من شأنه ان يشكل طمأنينة له”.
ونبه من “الذين يستغلون هذه الخلافات القائمة من أجل تمرير مشاريع تمس وحدة الوطن أو تعبث بمكوناته أو تعمل على فرض شروط على هذا الوطن الذي قدم التضحيات والشهداء من أجل عزته وكرامته”.
ولفت فضل الله، الى أن “هذا الوطن لا يمكن أن يبنى على غلبة طائفية أو سياسية، ولقد جربنا نتائج مثل هذا التوجه في الماضي ودفعنا كوطن ومواطنين اثمانا باهظة من العمران والأرواح والخسائر المادية والمعنوية من دون أي فائدة أو نتيجة لذا فلنوفر على هذا الوطن وإنسانه هذه المآسي ونعمل بكل جدية على التوافق حتى نستطيع ان نمرر جميع الاستحقاقات الوطنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية التي ينتظرها اللبنانيون وأولها انتخاب رئيس للجمهورية مطالبا بالكف عن رهان هذا الطرف أو ذاك على تدخل خارجي لإنقاذ الوطن لان الخارج ليس جمعية خيرية فضلا عن انه اما مشغول بأزماته أو مهتم بتحقيق الأهداف التي تخدم مصالحه”.