زياد الزين_ ليبانون تايمز
” قُلْ يَٰٓأَهْلَ ٱلْكِتَٰبِ تَعَالَوْاْ إِلَىٰ كَلِمَةٍۢ سَوَآءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا ٱللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِۦ شَيْـًٔا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ ٱللَّهِ” يحل على اللبنانيين وفي مقدمهم الاخوة المسيحيين عيد جميع القديسين الذي يتبنى الكنيسة هدية من بانيها الى القديسين، مع تأكيد الهبة المبنية على المفهوم الديني الكنسي القدسي وهو باب من أبواب التواصل والرحمة والتوسط من خلالهم لشفاعة أبدية من الله وفق الديانة المسيحية، على غرار العمق العقائدي لكل دين دون القفز فوق استقلالية الايديولوجيات التي في مكان ما نجدها متصلة من خلال بعض العناوين، وفق مرجعية الآية القرآنية الكريمة التي تدعو الى التكامل على قواعد فكرية سليمة باعتبارها منظومة الخلق التي تظهر مجد الخالق.
من الطبيعي ان يكون لبنان الموطن الأكثر هشاشة في تقبل وتلقف الحوار والتعاون والتعاضد ما لم يكن الامام موسى الصدر قد قدم وقام بتحضير الأرضية الخصبة لزراعة نماذج من الفيض الفكري الديني القائم على الحوار المنفتح على الآخر المعترف بوجوده، المقر بصلاحياته، المذيب لقلقه، المستجيب لهواجسه، ولعل الحوار هو المقاومة الحقيقية الحية المجردة من اي نزعة أنانية قدمته حركة أمل طبقا صالحا في كل ازمان لقمة الوطن المشتركة.
لكن يبدو اليوم ان البعض يريد عيدا اضافيا ربطا بقديس جديد، يريد اعادة انتاج واحياء لغة مصالح تهالكت مع الصدأ الفكري لأصحابها، إنتاجها صور كرتونية سوداء، ومخرجها ستخرجه وتلفظه قوة المناعة اللبنانية خارج أطر الحسابات الوطنية الراقية. عاش القديسون وسقطت المقدسات البالية، لا مكان لأي وسواس بين قطب الوطن الذي لم يعد يحتمل شوائب حقدهم وفشلهم وسقوطهم. كل عام وجميع القسيسين والرهبان والعلماء وكل محبي ديانات الله بألف خير ….