زياد الزين_ ليبانون تايمز
قبل ان ادخل بوابة المدينة المعلقة في السماء شعرت بهزة أرضية غير محسوبة على مقياس هندسي، لان مقياسها إنساني بحت في تجمع بل زحف بشري اعتادته حركة أمل ؛ ولن بلغة المستقبل ولا بلغة النفي القاطع تتجرأ بعد الأمس ؛ أي جهة في بوصلتها وتصويبها واستهدافها؛ ان تتجاوز الخطوط الحمراء التي قطعت شكوك الحاقدين ولو لبسوا احيانا اثواب الغيارى ؛ لان ثمة خطا أخضر قد رسمه جيل متجدد يعانق جيلا مؤسسا؛ آباء وأمهات وعوائل شهداء وجرحى لم تأسرهم اغراءات الدنيا وما فيها ؛ ثمة حزام أخضر قد فاز ببطولة ” الحشد الشعبي” الأكبر وحصانة المجتمع الأهلي والوحدة الوطنية المرمزة بكل أطياف الوطن وانتماءاته ؛ ورجال الدين المنفتحين على الإله الواحد ، الممثلين لرقي الطوائف وتموضعها معا.
نعم أنها ثورة من رحم الثبات على الإرث، هي ايضا استفتاء ولو ان هذا المصطلح قد سبقني كثيرون عليه ؛ الا انه راسخ كالجبال لا وهن فيها ؛ بل ” رواسي” بلغة القرآن الكريم؛ والنعم الثانية ان الامام موسى الصدر ، هو لبنان الحقيقي وانه صلاة الظهر وليس الظل ؛ وانه وردة مزروعة في قلوبنا ترويه كمية تدفق الحب والعطف والأبوة الصادقة المنتمية في أصلها وجذورها الى أب الائمة (ع) ؛ ثمة ثابت رئيسي ومحوري يجب ان يأخذ حقه ولا تتسع له صفحات ؛ قوة الخطاب الذي أطلقه دولة النبيه ومتانة الأسلوب ومكانة المضمون الذي إذا ما أردنا الغوص في التحليل وفيما يختزنه من رسائل سياسية في توصيف وتشريح البعد الاقليمي والعربي وتجاوز هواة السياسة في الداخل ؛ سياديون في الشكل أم تغييريون في الشعارات فقط، قد نحتاج إلى مسافات ضوئية ؛ لكن الأهم ان نميز بعنفوان بين قوة الموقف وموقف القوة ؛ وفي خلق حالة من التوازن المدروس بين الحسم في المسلمات وفتح باب الحوار ؛ نعم ايها القاطنون في كل بقعة في لبنان ؛ ليس جديدا ان تكون مدينة صور موطن الضيافة والاستضافة ؛ ليس غريبا او مستهجنا ان يخرج المارد ليقول هذه هي حركة أمل ؛ لا بلغة الاكراه ؛ بل بالقلوب الخافقة بعد تجاوز مسافات ومساحات خاطفة للأنفاس حبا للوصول وطمعا باللقاء.
نحتاجك ايها الامام، أرجوك لا تقلق، نحن لا نقف على شاطئ الانتظار ؛ نبحر نحو هامتك كلما وصلنا همس ؛ في التسابق لاستقبال فجر الجبال وصانع الأودية ، ولحاف المقاومين ، ودائما كموج البحر…