يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي لليوم الثالث على التوالي، رفع حالة الاستنفار والتأهب في مستوطنات “غلاف غزة”، بالتزامن مع استمرار إغلاق المعابر (كرم أبو سالم، بيت حانون /إيرز) ، تحسبا من عمليات قد تنفذها حركة الجهاد الإسلامي ردا على اعتقال القيادي بالحركة الشيخ بسام السعدي، الإثنين الماضي، في جنين.
وتشهد منطقة غلاف غزة حالة من التأهب القصوى خوفا من تنفيذ عمليات ضد سكان مستوطنات غلاف غزة، في ظل استمرار نشر العشرات من الحواجز، ووحدات عسكرية إضافية، والغرف المحصنة في العديد من المفترقات الرئيسية في محيط مستوطنات غلاف غزة، في الوقت الذي تتواصل فيه التهديدات الإسرائيلية للفصائل الفلسطينية وفي مقدمتها حركة الجهاد.
وأجرى رئيس وزراء العدو الإسرائيلي يائير لبيد، صباح اليوم مشاورات مع “غانتيس”، وتم مناقشة الوضع الأمني في الجنوب والخطوات المطلوبة لاستمرار الأمن في المنطقة، كما تم الاتفاق على أن يعقد الاثنان اجتماعًا آخر للوقوف على أحدث التطورات في وقت لاحق من اليوم.
ووصل اليوم الخميس، رئيس هيئة أركان الاحتلال الإسرائيلي الجنرال “أفيف كوخافي” إلى حدود قطاع غزة، للاطلاع على استعدادات وحدات الجيش، وإجراء مشاورات تقييمية للحالة الأمنية على الحدود وفي مستوطنات غلاف غزة التي اتخذت فيها إجراءات أمنية مشددة تحسبا من أي هجوم.
أوامر عسكرية
وقالت قناة 13 العبرية، إن رئيس الأركان كوخافي أجرى زيارة صباح اليوم عند حدود غزة مع قائد فرقة غزة المنتهية ولايته العميد نمرود ألوني، وأوعز باستمرار حالة التأهب والاستعداد، مشيراً إلى أن هذه الحالة قد تستمر لبضعة أيام أخرى.
وذكرت القناة، أن الأوامر الصادرة إلى القوات في القيادة الجنوبية وفرقة غزة لا لبس فيها ” إذا رأيتم فرقة قناصة أو فرقة مدفعية مضادة للدبابات أو فرق محملة بالصواريخ تستعد لإطلاق النار، فيجب مهاجمتها وإحباطها فورًا من الأرض أو من الجو قبل إطلاقها “.
وقال المراسل العسكري للقناة اور هلير ، يجوز الآن القول إن طائرات الاستطلاع المحملة بالصواريخ في حالة تأهب في سماء غزة؛ وإن التحذيرات من قطاع غزة، قد تستمر لبضعة أيام أخرى، موضحاً أن جيش الاحتلال سيقدم اليوم حلولا للكيبوتسات القريبة من السياج، (ناحال عوز وكيرم شالوم)، بما يسمح للمستوطنين بالمغادرة بحرية.
وفي السياق تقوم العشرات من الطائرات المسيرة بدون طيار بالتحليق بشكل مكثف في سماء قطاع غزة، لجمع معلومات استخباراتية، ورصد تحركات النشطاء الفلسطينيين، وفي محاولة لاستهدافهم في حال تم إطلاق قذائف مضادة للدروع او صواريخ باتجاه جنود الاحتلال أو المستوطنين في مستوطنات غلاف غزة .
وأوضحت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، أن رئيس لجنة الخارجية والأمن عضو الكنيست رام بن براك وجهة رسالة لحركة حماس بالقول “نقول لحماس، من السهل بدء جولة من القتال لأيام، وسيكون الأمر صعبا جدا، لكننا سنتصرف بطريقة أكثر إيلاما بـ 7 مرات ضدكم بصفتكم المسيطر على غزة، لن نسمح بأي تهديد أو أذى لسكان غلاف غزة أو المستوطنين بشكل عام” .
وقال وزير السياحة الإسرائيلي “يوئيل رازبوزوف” في حديث لوسائل إعلام عبرية، إن السلطات المعنية تعمل في المستويين العسكري والسياسي، لإنهاء التوتر الحالي، موضحا ان القرار بتقييد الحركة في المنطقة اتخذ بعد الإمعان في دراسة الأوضاع وبالتشاور مع جهات استخباراتية.
وأضاف، أن “إسرائيل” تريد تهدئة الأوضاع ولن تسمح بالتصعيد، مؤكدا مع ذلك أن “إسرائيل” ستواصل الرد على أي بالون حارق يطلق من القطاع باتجاه أراضيها.
ويحذر الجيش الإسرائيلي من هجوم في مدى زمني فوري من جهة، ومن جهة أخرى تم إغلاق الطرق والسكان محاصرون، وعلى الرغم من الحفاظ على الهدوء لمدة يومين: فلا تزال الأجواء العامة في غلاف غزة متوترة للغاية حتى الآن بسبب تهديدات الجهاد الإسلامي حول اعتقال المسؤول الكبير من مخيم جنين للاجئين، ولكن بخلاف ما يعيشه السكان منذ 20 عاماً لا يوجد حتى صفارة إنذار واحدة أو عملية إطلاق واحدة.
وتواصل مصر جهودها مع كافة الأطراف لنزع فتيل التوتر لضمان عدم الانزلاق في مواجهة عسكرية بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل.
وقال “مسؤول إسرائيلي” كبير لموقع “واي نت”: “نأمل أن يكون الوضع ذاهباً في اتجاه الهدوء، الرسائل الإسرائيلية تم نقلها بوضوح شديد“، وأضاف: “نواصل التحذير وفقاً للتحديثات التي نتلقاها في غزة نحن ندرك الوضع“.
فيما قال مسؤولون من الجيش الإسرائيلي ممن شاركوا اليوم في إحدى المناقشات لتقييم الوضع: “بفضل الحواجز، تم منع إطلاق نيران مضادة للدروع كورنيت، وهجمات قنص كان من المقرر تنفيذها، ولكن ما يحدث على الأرض يبدو عملياً مثل حرب استخبارية صامتة أو هادئة“.
ويأتي كل ذلك في الوقت الذي تواصل فيه سرايا القدس الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي، الإبقاء على حالة الاستنفار ورفع الجاهزية لدى مقاتليها والوحدات القتالية المختلفة، لمواجهة أي عدوان إسرائيلي وبانتظار الجهود والوساطات التي تقوم بها مصر لنزع فتيل الأزمة من خلال الاستجابة لشروطها والتي تتركز في وقف العدوان وإطلاق سراح الشيخ بسام السعدي والأسير خليل عواودة المضرب عن الطعام منذ 145 يوم على التوالي .