أشارت صحيفة “الجمهورية” الى أن الاوساط المعنية ان تنتظر ينعقد لقاء بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي يكون الثالث بينهما منذ التكليف، معتبرة انّ انعقاده سيكشف بطبيعة الحال ما وصلت اليه عملية تأليف الحكومة في ضوء التشكيلة الوزارية التي قدمها ميقاتي لرئيس الجمهورية في لقائهما الاول، والتي يفترض انها موضع تشاور واخذ ورد بينهما توصّلاً الى اتفاق عليها واصدار مرسوم تأليفها.
واكدت مصادر واسعة الإطلاع لـ”الجمهورية” ان ما تردّد في الساعات الأخيرة الماضية حول ملف التأليف الحكومي ليس جديدا، وانّ ما قيل عن «اتصال أجراه الرئيس ميقاتي بالقصر الجمهوري طالباً موعداً للقاء الرئيس عون وانّ الجواب كان “دقيقتين ومنرِدّ خَبر”، ولكن حتى اللحظة لا يوجد رد على هذا الطلب”، هو مجرد سيناريو قديم يتجدد الحديث عنه كل فترة.
واضافت هذه المصادر ان هذه الرواية تكون قد ظهرت بُعَيد اللقاء الثاني بين عون وميقاتي عندما ابلغه رئيس الجمهورية يومها ما معناه “ان لم يكن هناك أي تطور نلتقي لاحقاً عندما يحصل هذا التطور وعندها اهلا وسهلا”.
وكشفت المصادر القريبة من أجواء بعبدا لـ”الجمهورية” انّ ميقاتي اتصل برئيس الجمهورية عشيّة عطلة عيد الاضحى وقبَيل مغادرته لبنان الى الخارج، وأبلغ اليه بعد ان تشاورا في عدد من القضايا المطروحة أنه سيمضي عطلة العيد خارج لبنان وعندما يعود يفترض ان يلتقيه، وبعدها تبادلا التهاني بالعيد.وعلى هذه الوقائع بقيت الإتصالات بين عون ميقاتي عند هذه المعطيات في انتظار ان تتجدد عند عودة ميقاتي من الخارج.
من جهة اخرى، وصفت مصادر ميقاتي هذه الرواية بأنها من «التسريبات الخبيثة» التي يعمّمها مقرّبون من رئيس الجمهورية، وقالت انّ “المُستغرب عدم نَفيها لدى الدوائر المعنية في الرئاسة، وان الواضح حتى الآن ان لا انفراجة حكومية مرتقبة بعد انتهاء عطلة الاضحى، وانّ الامور متوقفة عند تقديم ميقاتي تشكيلته الحكومية الى رئيس الجمهورية الذي يأخذ وقته في درسها. وبَدا واضحاً من الاجواء أنّ الحديث عن استحقاق رئاسة الجمهورية يتقدّم على استحقاق تأليف الحكومة، رغم أهمية إنجاز الملف الثاني.
وفي سياق اخر أبلغت اوساط قريبة من «التيار الوطني الحر» الى “الجمهورية” انّ “أسوأ ما يمكن أن يحصل هو ان تتسلّم صلاحيات رئيس الجمهورية، عندما تنتهي ولايته، حكومة مستقيلة تُصرّف الأعمال، اي كمَن يملأ الغياب بالفراغ»”.
وشددت هذه الاوساط على “أن تفادي هذا الاحتمال المُضر بالبلد يستوجِب التعجيل في تشكيل حكومة مكتملة المواصفات، محذّرة من انّ تَولّي حكومة تصريف الأعمال صلاحيات رئيس الجمهورية يشكل تعديلاً بل اعتداء على اتفاق الطائف”.
واتهمت الاوساط ميقاتي بأنه “ينحو في هذا الاتجاه ويريد ان يستغلّ غياب موقع الرئاسة، حين ينتهي عهد عون، حتى يعيد إحياء عظام حكومته وهي رميم”. ونبّهت الى انه “اذا تولّت حكومة تصريف الأعمال صلاحيات الرئيس في حال وقع الفراغ الرئاسي فستكون بالنسبة الينا في موضع المشكوك فيها، لأنّ تلك الصلاحيات يجب أن تنتقل الى حكومة أصيلة”.