زار القائد العام لليونيفيل في الجنوب الجنرال ارولدو لازاسو سانزي على رأس وفد من القيادة، مفتي صور وجبل عامل القاضي العلامة الشيخ حسن عبد الله الذي قال بعد اللقاء: “إن الدور الذي تقوم به اليونيفل نحترمه وان المنطقة التي يخدم فيها الجنرال الأسباني تعيش بأمان واستقرار منذ العام 78، حيث كان القرار الاممي رقم 425 الذي يلزم العدو الصهيوني على الانسحاب من لبنان، وان الإمام القائد السيد موسى الصدر عمل جاهدا في حينه على استصدار هذا القرار، وهذا يدل على إن سكان الجنوب يريدون دائما السلام ولكن هذا القرار لم يطبق بل اجبر المحتل الاسرائيلي على المغادرة وكان نصرا للبنان وللامم المتحدة”.
وأضاف: “احتل العدو الصهيوني لبنان عام 1982 وشكل الاحتلال تحديا حقيقيا لكل لبنان، وبعد فشل العمل الدبلوماسي عملت المقاومة على تحرير الأرض، وفي العام 2000 كان النصر للبنان والمقاومة واليونيفل”.
وتابع: “في العام 2006 عاد الاحتلال واعتدى على لبنان ولا نزال نعيش تداعياته في البيئة اللبنانية وخاصة ان تدمير البنى التحتية من قبل إسرائيل زاد الازمات لان لبنان يعتمد على السياحة في حياته الاقتصادية، ومع بداية كل عام يعمد العدو إلى اطلاق عدد من التهديدات العلنية المباشرة المادية والإعلامية للتأثير على الوضع وهذا يعتبر تعد من نوع اخر على البلد”.
ورأى العلامة عبدالله ان “الخلاف الحاد مع العدو الاسرائيلي على ترسيم الحدود البحرية، ولبنان محق في المطالب بحقوقه والتي باتت منطقة نزاع وان مناطق النزاع تبقى خلافية ولا يحق لأحد من الأطراف المتنازعين عليها الاستفادة منها الى أن يحصل تحكيم من قبل الأمم المتحدة، وتبقى منطقة النزاع بحماية دولية حتى وقوع التحكيم”.
وشدد على “الصداقة الوطيدة مع الدول المشاركة في عمل اليونيفيل في لبنان، فهي دول صديقة ولكن البعض منها لا يريد أن تكون العلاقة مع اليونيفيل جيدة، نحن نريدها أكثر من جيدة، وأننا بهذه المناسبة نعتبر ان قوات اليونيفل قدموا شهداء من أجل لبنان ونحن قدمنا شهداء من أجل الوطن وهؤلاء الشهداء هم شهداء الإنسانية”، لافتا الى ان “مراكز اليونيفل لم تسلم من تعديات إسرائيل التي انتهكت كل الحقوق الانسانية”.
وتمنى عبدالله لقائد اليونيفيل “الإقامة الطيبة في لبنان رغم الظروف الصعبة التي ترافق مهمته وخاصة في ما يخص عملية ترسيم الحدود بين فلسطين ولبنان وأننا نراهن على حكمة القائد العام لليونيفل”.
وختم مؤكدا اننا في منطقة صور “نعيش كعائلة روحية من مسلمين ومسيحيين، ونقدم كل الدعم مع ضرورة التنسيق مع الجيش اللبناني لتنفيذ مهام اليونيفل الإنسانية واللوجستية، وان اي اعتداء على اليونيفل نعتبره اعتداء شخصيا علينا وإننا نحاول التدخل لتصحيح الأخطاء والأحداث التي تحصل ميدانيا”.
سانزي
بدوره قال قائد اليونيفل: “أشجع واعمل لنسج أفضل العلاقات ما بين اليونيفل والقيادات الدينية وخاصة المفتي عبدالله والقيادة المحلية الذين لهم الدور البارز في تحقيق أفضل العلاقات، واتمنى ان تكون علاقاتي معكم شبيهة بعلاقات من سبقنا من قادة اليونيفل في الجنوب لنحقق مهمتنا الإنسانية”.
أضاف: “أن جيلا كاملا من السكان المحليين عاش باستقرار في جنوب الليطاني ونستطيع أن نسعى إلى إبقاء هذه المنطقة تعيش الهدوء والاستقرار. واني أعلم أن دور سماحة العلامة عبد الله مميز في توطيد العلاقة ما بين السكان المحليين واليونيفل لكي نسهل مهام اليونيفيل الموكل إلينا. لكن بعض الأحداث القليلة التي تحصل نعمل معكم على إيجاد صيغ نستطيع من خلالها تلافيها وعدم حصولها”.
وتابع: “إن ترسيم الحدود البحرية ليست من مهمات اليونيفيل، فهي مهمة بين الوسيط الأميركي والمتنازعين عليها، وما نتمناه أن تحصل وتنتهي بسلام وان دورنا تأمين الدعم اللوجستي فقط للوفد المفاوض في مركز اليونيفل بالناقورة وليس لنا اي دور أو مهام في هذا المجال”.
وأمل سانزي ب”المزيد من الدعم من العلامة عبد الله وبالعلاقة المميزة والتفاهم مع الجيش اللبناني”.
ثم تبادل الطرفان الدروع التقديرية.