أثنت السفيرة الأميركية في لبنان، دوروثي شيا، خلال لقاءاتها، على موقف لبنان الاخير في ملف الترسيم البحري مع «اسرائيل»، ليس من «بوابة» الحرص على تحصيل لبنان لحقوقه الغازية، وانما لان المسؤولين اللبنانيين استمعوا الى «النصيحة» بالمساعدة على تهيئة اجواء مستقرة تساعد على نجاح زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن الى المنطقة منتصف الشهر المقبل، من خلال خفض سقف المطالب اللبنانية «الاستفزازية» لـ «اسرائيل» والتنازل عن «الخط 29» الذي يعادل التمسك به، برأي الاميركيين، نسف التفاوض والانتقال الى مواجهة محتملة بين «اسرائيل» وحزب الله.
ووفقاً لمعلومات “الديار”، فقد حرصت السفيرة الاميركية على نقل اجواء «الارتياح» في واشنطن، تجاه المسؤولين اللبنانيين بعد تخليهم عن الخط 29، وكانت مهتمة بإبراز تجنّب الرؤساء الثلاثة طرحه في لقاءاتهم مع الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين، وكان بارزاً اهتمامها بإخراج حقل «كاريش» من منطقة النزاع، مع ما يعنيه هذا الامر من «تجويف» لتهديدات الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، حول ضرورة وقف العمل في الحقل، وهو امر ينزع «فتيل» التوتر، برأي الاميركيين، ويمنع حزب الله من المبادرة للتحرك الميداني.
ووفقاً لتلك المصادر، حتى الآن لا ضمانات بأن «إسرائيل» التي حصلت على «صك براءة» لبناني للتنقيب في منطقة باتت غير متنازع عليها، ستمنح لبنان كامل حقل قانا، فالامر يحتاج الى رسم خط جديد بين الـ23 والـ29، وهو امر وعد بنقله هوكشتاين الى «اسرائيل» دون ان يقدم اي دعم جدي للاقتراح اللبناني.
وفي هذا السياق، لم يجد لبنان شركات جدية لاستكشاف الغاز في حقوله الـ 15، ما دفع وزير الطاقة الى تمديد مهلة تلقي العروض الى كانون الاول المقبل، واذا كان النزاع الحدودي مع «اسرائيل»، احد اسباب تمنع تلك الشركات عن المشاركة، الا ان ثمة علامات استفهام كبيرة حول عدم دخولها على خط الاستثمار في «البلوكات» البعيدة عن مناطق النزاع؟!