زياد الزين_ ليبانون تايمز
بالأمس، لم يستوقفنا خطاب ” الأمة الفانية وفق رهانهم ” لأمير التضليل ؛ اذ ان كل ما أدلى به كان مجموعة مواقف غير جديدة تراكمت خلال سنوات أربع من حكم الشبهات والاشكاليات وبراكين الحقد الطائفي والمذهبي، والتمسك بما حاولوا اسقاطه على اللعبة الداخلية في مفهوم منحوه الحقوق المكتسبة غير المكرسة في دستور او قانون او ميثاق، في استحضار للغة ما قبل ١٩٧٥ او اقله ما قبل ١٩٨٩، كنا امام مشهد من مشادات بين فريقين يتناغمان في الهدف والتصويب ويتمايزان في النص والاسلوب، كلاهما غلبا تعمية القلوب وتحجر العقول، وهما عمليا في يعيشون في عالم البرزخ حيث الانتقال إلى مقر جهنم محتوم قياسا الى الآداء المضطرب الذي يولد احتقانا في التعامل مع الوطن وامتدادا الى الإنكار لحكمة الله تعالى، الذي أراد لهذا البلد ان يحكم بالقسط والعدل و التعايش، وسحب كل مسوغات التغذية الغرائزية والاحتقان الذي لن يولد الا المزيد من التطرف وصولا الى مساحات من حرب أهلية مصغرة متنقلة، يريدان شراء عناصرها وبضاعتها لكي، يسود التورم الخبيث، في ظل ان القطاع الاستشفائي السياسي، في لبنان لم يرتقي بعد لبناء وتجهيز مستشفيات لمعالجة المجانين والعجزة من حيث القدرات الفكرية والعقلية.
وهكذا تبدت الصورة أمس، في تمييز الخطاب وتمايز الادوار في الاعلان الوقح عن بذل كل جهود محلية وشبكات دولية، تمتنع ( لانها لا تستطيع حكما) ان تحول دون اعادة انتخاب دولة الرئيس نبيه بري لرئاسة المجلس النيابي في مشروعية ميثاقية وشعبية وكتل نيابية وازنة، في المقابل سيكون الرد حيث يجب، ودائما تحت القانون والدستور؛ لدينا ما يكفي من السلاح الفكري والموضوعي وافكار،متقدمة في الحوار والتلاقي التي وحدها ستتأقلم وتتجانس وتدرك يقينا ان مخارج السلم الأهلي لن يخط عناوينها سوى رجل واحد، لن يمنحكم فرصة لذة استفزازه، وبالتالي لن تستطيعوا كثيرا ان تعيشوا على رهان ترف الايام التي يدفع ثمنها اللبنانيون المسيحيون قبل المسلمين.
أزمات مستجرة من بدء عهدكم الذي لا تتحكم به الا الهستيريا وردات الفعل، والذي بالتأكيد شارك من ينافسكم اليوم في صناعته، وهو يتنكر خائرا للجوع الفكري الذي أصابه من مصالحة استبعدت كل عناصر المصارحة واستعادة مشاهد حروب الالغاء، عند اطلاق كل موقف سياسي، مقابل تحفة رائعة يتجسد فيها ثنائي وطني حسم أمره انحيازا لانقاذ، البلد واستعادة ارضه ومياهه ونفطه، مغلبا خطاب الوحدة والعقلانية على نرجسية احلام البعض، الاستاذ، نبيه بري سيدركون هم أنفسهم أن لا وطن من دون ضمير حي، فكيف اذا كنت انت من ايقظ كل ضمير ميت ؛ وأعدت له لغة الصحوة في زمن الاضمحلال الذهني