زياد الزين ـ ليبانون تايمز
هما مفردتان تختصران كل تغريدة، ليستا شعارين بالمفهوم التقليدي للتسويق السياسي لأي حملة أو عملية انتخابية بقدر ما ترقيان الى مستوى برنامج انتخابي في العناوين الاستراتيجية حيث يصر كثيرون بل ويتكبدون كامل العناء لاختزال الأهداف وتحجيمها لتتناسب وتتناسق مع ورشة عمل مكثفة يجري اعدادها في دوائر مغلقة للاضاءة وتظهير جانب وحيد؛ الاستثمار السلبي على وجع الناس وصرختهم ومعاناتهم التي لا تقلق مباشرة في شقها الاقتصادي فحسب بل ببعدها الاجتماعي الحياتي وبارتفاع معدل دوران الأزمات التي تصطدم بجدار مصالح يسقط الحلول قبل ولادتها.
هو جرم موصوف كامل، ان تكون مثل هذه الدعايات المصحوبة بسحابة سوداء من غشاوة الأبصار. التنكر لحجم الانجازات الواسعة التي حققتها حركة أمل من خلال كتلة التنمية والتحرير دون جرس انذار عند كل استحقاق ” لتربيح الجميلة” للمواطن والقواعد الشعبية من كل الطوائف والمذاهب؛ وفشل التصويب باتجاه أي شبهة فساد واسقاط أي غطاء حزبي وسياسي عن أي مرتكب. والأهم ان كل الحملات التي طالت حركة أمل بقيت في اطار الترويج الدعائي الفارغ من أي أدلة أو قرائن او مستندات في حين علق اصحاب الشعارات العملاقة في كهوف وانفاق الظلام والظلمة والعتمة وأحيانا كثيرة استخدام اساليب غير مشروعة في الآداء السياسي تعتمد على التهجم الهجين على الآخرين، كوسيلة للدفاع عن مشاريع لن يمحو الزمن الشبهة التي تتلبسها، ويتشارك هنا شعار الاصلاح الذي أصابه مرض التصلب العضلي والعصبي؛ مع شعارات الثورة الفارغة المنقسمة على نفسها، وان تقدما بنموذجين مختلفين الا ان ذلك لا ينفي الخطين المتوازيين بزواج الاكراه، اما في البعد الانمائي فالثقة كبيرة بمدى الانجازات العملاقة التي حققتها مبادرات حركة أمل جنوبا وبقاعا واحتضانا لضاحية البؤس وفي مقدمها فتح الباب امام كل أدوات الشرعية القانونية والمؤسساتية بأخذ دورها الكامل في القضاء، على بؤر الفساد ومخالفة القوانين.
ثم في اطلاق مجموعة كبيرة من مشاريع القوانين التي تنحاز لمصالح الناس وانقاذ، المشكلات المزمنة. وفي مقدمها تمديد التعاقد السنوي لأكثر من ٥٠ ألف موظف اي عمليا انقاذ، ٥٠ ألف عائلة من البطالة المقنعة، ثم تتويج آخرها بقانون كسر الاحتكار ومن يقف وراءه من كارتيلات ضخمة لطالما تحكمت بالأسعار والسلع وتوفرها وجودتها وتخزينها لصالح اطلاق مشروع المنافسة العادلة القائمة على توازن السوق التلقائي بين العرض غير المشبوه والطلب دون شهوات، وقبل ذلك كله استيعاب ودعم ومجاراة مواقف النقابات ومطالبها التي تخدم شرائح واسعة من المحرومين في دوائر متعددة من التصنيفات الوظيفية.
هل يمكن ان ينأى أي شريف او شريك بنفسه او يتعفف عن حالات موضوعية مستهدفة بالتخطيط والتنفيذ والاداء دون ان نطلق عنان العواطف في ان ما تطرحه حركة أمل يحتل دائما مقدمة الحلول دون الرضوخ لتسويات على حساب المصالح البعيدة المدى لكرامة المؤمنين حقا بوحدة هذا البلد وأمنه الاجتماعي. يكفي ان يقرأ أي عقل منفتح الخطاب الأخير لدولة الرئيس نبيه بري حتى يستسلم طوعا لارادة تغيير طويلة ولكنها واقعية.
خطاب تلبس بقوته حكمة كل من يريد برامج انقاذ مستدامة، حتى من لم يستسغ لم يجد منفذا لأي علامة تعجب بل قهرته علامات العجب، فهي كلمات متقاطعة مضمونا واسلوبا ونهجا وفكرا. نعم انها الوحدة المفقودة التي وحدنا سنستطيع ترميمها واعادة صيانة جميع ثغراتها. نريد لبنان الجديد المبني على الأمل، اذ لم نكن يوما نتبنى اي خطاب يشوبه الاحباط، رغم ادراكنا الواعي والعميق لحجم القلق والهواجس. انها لائحة الوحدة في جمال تجلياتها الفكرية والأمل بإنقاذ بلد يحتضر، يا رجل الأمل المارد، لن نخذلك على مساحة كل دائرة فيها تجديد البيعة؛ على أمل ان يكون لبنان بحلمك ورعايتك دائرة واحدة.