كتب زياد الزين * – خاص ليبانون تايمز
في هذا التاريخ الذي يستثمره البعض لخلق أعياد لم تدرج يوما في روزنامة اي طائفة في العالم، المقصود منها خلق فرصة للتسوق العالمي واسواق تبادلية من السلع وتغذية مفهوم الاستهلاك الغير المبرر. كان الأجدر تبني أعياد للمحبة تخدم الانسان الفقير والمعدم، لا اعادة تعويم نفس طبقات التجار المحتكرة الحاكمة والمتحكمة بارزاق العباد على هذه المعمورة. ان موقفي ليس من منطلق ديني فحسب بل لأننا تعلمنا في مدرسة لا تغار الا على الانسانية بجميع اطيافها. وفي لبنان حدث في مثل هذا التاريخ وقع مدو مشؤوم استهدف رجلا من قامات لبنان في العصر الحديث ممن صنعوا نهجا خاصا تفرد به وتميز عن كل من سبقه من رؤساء الحكومات وحتى من ورثه حتى أرسى لنفسه زعامة وطنية غير قابلة للطعن. وان كان هذا المسار في العديد من مفاصل العناوين الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والانمائية موضع عناد غير قابل للتفاوض ان لم نذهب نحو علامات استفهام في العديد من المحطات، لكن الآداء السياسي للرجل كان يميل وفق منطق شخصيته على عدم التصادم وخلق فرص دائمة لمساحات الحوار وتدوير الزوايا. لم تكن الشظايا التي طالت جسد الراحل في عملية اغتيال متقنة هي الهدف بل التشظي اللاحق لها على مستوى مكونات البلد وبالتحديد بين طائفتين جليلتين السنة والشيعة في لبنان ودفعهما الى مشروع للتصادم اللئيم، لا خوف فيه من لغة الشارع؛ بقدر القلق العميق من تغذية نعرات يتم الايحاء من خلالها نسبها الى الثوابت الفكرية والعقائدية. ما يفتح النافذة امام نفق مظلم يمتد من لبنان الى العراق مرورا بسوريا وكانت الأحداث الملحقة بمثابة برنامج متكامل يبدأ من نقطة الاغتيال ولا ينتهي الا باعادة ترتيب المنطقة استنادا الى نظرية الفوضى.
نحن هنا على يقين وعن قناعة تامة ببديهية انصافنا في التاريخ الذي سيسجل نقاطا ذهبية لصالح الرئيس نبيه بري بصفته رئيسا للمجلس النيابي ومسؤوليته الراقية في رئاسة حركة أمل ؛ التي تصدر تنظيمها حركة اسقاط مشروع الفتنة، والنجاح لم يكن بالرهان على الحظ او الصدفة او لعبة اليانصيب، انما في مقاربة الأزمة بأسبابها ومواجهتها من جذورها والدفع باتجاه حركة وعي متقدمة أسقطت خطوط تماس في ممارسات عنيفة يومية وردات فعل من هنا وهناك. والأمانة تلزمنا هنا ان لا نحمل طرفا سياسيا بعينه كل موجة الثأر والانتقام غير المحتسبين بل الذين ركبوا في قطار موجة الاجتياح الفتنوي التي تغذت من آلاف الادوات العالمية.
على اللبنانيين وهم
يتذكرون الرئيس رفيق الحريري ان لا ينسوا او يتناسوا ان حفظ الحقوق صانته حركة أمل وأن انصاف شهيد الوطن لا يتم الا بوحدة وطن. نحن نعاهد من أجهض معادلة الترويكا ؛ ومن قراره ” لم يمسسه بشر” ؛ من أقسم على كتاب الاحكام المبرمة الذي وحده يعلو على الدستور في ” هواه السني وهويته الشيعية” ؛ اننا معه في انكار تام للغة المواساة النظرية المغلفة بثوب الحقد والضغينة والكراهية؛ ونطلب لا نطالب كل من في موقع صنع القرار في لبنان وهم يقفون على باب المناسبة ان يكونوا أوفياء ويقرون بضمير حي.
ان من انقذ البلد….
عين ساهرة…. روح يقظة……
لن يثبت العكس…
* المدير العام لمنشآت النفط بالزهراني