علق مدير منشآت النفط في الزهراني زياد الزين على مشروع الموازنة قائلا: تعلمنا من عمالقة الخبراء، الاقتصاديين الذين أسسوا ألف باء، السياسات الاقتصادية، غير المنحازين الى الرأسمالية المتوحشة ؛التي تسخر كل الرأسمال لصالح منطق الربحية السريعة دون احداث انتاج حقيقي؛ وفي نفس الوقت لعدم اعلاء شأن الشعارات الاشتراكية الفارغة التي أسقطت انظمة ودول بالكامل كحجارة الدومينو ؛ نتيجة تسخير الانسان لصالح ارتقاء،المنظومة وتحكمها البيروقراطي؛ من هؤلاء المراجع سماحة الامام الراحل السيد محمد باقر الصدر في محاور اقتصادنا( دستور) الذي طوى مشروعين وتم رثيهما ونعيهما بعلم المنطق والاستدلال والاستقراء، نعم تعلمنا ان اي موازنة لا تلتفت الى الطبقة الوسطى المنتجة وتنحو بالبلد نحو فاحشة الاستهلاك المفرط وتركيب البرامج الضريبية على قياس السحب من الوعاء، الأصغر وخلق الاعفاءات كانتفاعات للمنتمين الى الوعاء الأكبر في عدة قطاعات تسقط في التخطيط قبل التنفيذ،
تعلمنا ان التوازن بين الايرادات والنفقات مرض مزمن في لبنان ؛ لكن زيادة الايرادات ليس بالضرورة من خلال الضرائب والرسوم ؛ بموازاة ان تخفيض النفقات ليس بالبنود الخدماتية والرعاية الصحية والتقديمات المعيشية والحياتية ؛ كأن من يخطط يصر مسبقا على اكتساح طبقة اجتماعية كاملة للتسول عليها من الصناديق؛
تعلمنا بمرارة ايضا ان الألم الذي يصيب العامود الفقري للموازنة ليس الهدر الذي يتطلب شركات عملاقة للتحقيق والتدقيق ؛ ثمة ملف يحمل جرحا نازفا لموازنة الدولة وايراداتها بالكامل؛ شبعنا من ،شعار الاصلاح الكامل للقطاع ويكفي الاستماع إلى رأس الهرم مبشرا بنعي التغذية الكهربائية بالكامل؛
تعلمنا ان وحدات القياس،والمعايير المعتمدة تتسابق في أولوياتها وفق المصالح المستهدفة؛
تعلمنا ان السياسات النقدية والمالية قائمة على تعاميم تقبض، على جمر العملة؛ مع تكثيف حجم الاستهداف لسحب ما تبقى من اموال الناس ؛ حيث الجولة الأولى طالت الدولار الأميركي ؛ وها هي الجولة الثانية تستكمل المشوار لتطال الليرة اللبنانية؛
وتعلمنا ايضا ان برامج بعض الغلاة في المزايدة من المرشحين تقوم على رفع الصوت وخطاب الاستهلاك الانشائي وعشق عالم التويتر الذي يخدم اسم مطلقيها ولا يخدم العناوين الوطنية وسرعان ما يطفو الخبر ويمحى الحبر الجاف لانه لم يلاقي اصوات الحرمان الا بكلمات العسل وحفلات المزايدة؛
أخيرا تعلمنا ان تغيير الشكل والنماذج لا يخفي الارقام التي يراد التعمية عليها ولا تفي بأي مسؤولية وطنية واجتماعية واقتصادية.
لذلك كله؛ سياسة التبشير تسبق سياسات العلم والخروج من الازمات؛ مطلوب فيها الوجع واحيانا الرضوخ والاذعان.
كل ذلك يتطلب الرهان على من سنمنحهم فرصة تمثيل الأمة ؛ خير أمة أخرجت للناس؛ فلننتظر.