أسئلة كثيرة تجول في عقلك عن كيفية معاملة أطفالك والانتباه إلى أدقّ تفاصيل حياتهم. ففي فترة الطفولة، يبدأ الطفل أولاً بتكوين شخصيته ممّا يسمع ويرى، وثانياً يطبع المشاهد والحوادث التي تقع في ذهنه، فلا تفارقه مدى الحياة وتبقى عالقة في مخيّلته.
لتكتسبي الأسس الصحيحة في معاملة طفلك الصغير، عليكِ أن تضعي تركيزكِ في 4 حقول، تخبركِ بالتفصيل عمّا يفكر به طفلكِ ومن خلالها ستدركين الطريق الصحيح لحلّ المشاكل وتفكيك العقد. ماذا تخبرنا الحقول الاربعة عن علم نفس الأطفال؟
أوّلاً: النمو
لا تقتصر مراقبة النمو عند طفلكِ على الجسد فحسب، بل هنالك قسمان آخران لهما أهمية كبيرة: النمو الإدراكي أولاً والنمو العاطفي ثانياً. يتضمّن النمو الإدراكي كلّ ما يتعلق باكتساب اللغة، تعلّم الكتابة، التحليل والتخيّل. أمّا النمو العاطفي فهو متعلق بالأحاسيس، الثقة، الصداقة، حسّ الفكاهة وغيرها. ولتتمكني من وصف الحالة التي يقف عندها طفلكِ، ومن رصد نقاط الضعف والقوة والعمل عليها، عليكِ أولاً تحديد مكانها. إذا كانت في الشق الإدراكي، فالحالة تكون أصعب من غيرها، فمن المفضل عرض الطفل فوراً على طبيب نفسي، أمّا إذا كانت في الشق العاطفي، فهذا يتعلق أكثر بالعائلة، المدرسة والجو الذي يحيط الطفل: يتحسن الجوّ فيتحسن الطفل. إذا لم تتحقق هذه المعادلة، فالطب النفسي هو المساعد الحقيقي.
ثانياً: المعالم التنموية
هي بمثابة المرجع الرئيسي لكِ، فهي مثل قوانين صغيرة تجعل فهم طفلكِ أكثر: تحدّد ما يمكن أن يقوم به الطفل في عمر معيّن، إذا كان طفلك يتبع النمط نفسه، فاتركي القلق بعيداً، أما إذا كان هناك تأخّر واضح، فعليكِ أن تبدئي بحلّ اللغز وأن تراقبي بشكل أكبر. الصبر هو العنوان في مثل هذه التفاصيل، فقد يكون مجرّد تأخّر صغير لشهر أو شهرين وليس أكثر. إذا طال انتظاركِ أكثر، فالحل يكون بيد الطب النفسي.
ثالثاً: السلوك
عدم إطاعة الأوامر، المشاكسة والإندفاع هي غالباً صفات يمتلكها معظم الأطفال، فالمشكلات بين الأهل والطفل لا مفرّ منها أحياناً منذ الصغر، حتى المراهقة وصولاً إلى عمر الإستقلالية. لكن رغم ذلك، عليكِ أن تراقبي هذه التصرفات، فإذا تجاوزت الحد الطبيعي، إذاً طفلك يفرض عليكِ تحدٍّياً جديداً. قبل أن تلجئي للمساعدة الإختصاصية، ابدئي بتحسين جوّ العائلة، إذا كان له أخوة، حاولي تفادي عناصر الغيرة، إذا كان هنالك مشكلات بينك وبين الزوج، قفي عندها لفترة معينة وراقبي التحسن. إذا لم تشهدي أي تحسّن، فلا بدّ من مساعدة طبيب نفسي.
رابعاً: المشاعر
ما يهمّكِ في هذا الحقل هو تعليم الفرح، الحزن وغيرها من المشاعر، وهذا يكون صعباً عند بعض الأطفال، هنا، عليكِ الانتباه ما إذا كانت المشكلة تكمن في التعبير عن المشاعر أم في التحكّم بها، عندما تشعرين أنّ طفلك يمرّ بحالات قلق «Anxiety»، هنا يتوجّب عليكِ رؤية طبيب متخصّص.