أسف المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان لأننا نعيش اليوم عيد الإستقلال بحجم مزرعة طائفية وجمهورية تجار ولوبيّات مال وصفقات، ووسط شعب يجري قتله ونهبه بكل الأدوات المتاحة، فيما دكاكين السياسة تعرض البلد بأبخس الأثمان، وإذا كان من أسف فهو على هذا الوطن الذي تشبّع من دماء بَنِيه ليتحرر، فإذا بلوبيّات الداخل تفعل به أسوأ مما تفعل الجيوش الغازية، واليوم البلد رهينة، والشعب يلفظ أنفاسه بسبب نهش الأفاعي، ويكاد يكون الوصول للمريخ أسهل من الوصول لخطة إنقاذ وطنية، والعين اليوم على خطوات بحجم حماية وطن تعيد الحكومة إلى جلساتها الضرورية جداً، فيما التموضع الإنتخابي يعيد عرض البلد على طريقة “وطن للبيع”.
واعتبر أن “ما يجري الآن حرب خارجية داخلية شعواء بأدوات مالية اقتصادية سياسية وغيرها بهدف إنهاء وجود هذا البلد الذي يتعرّض لأسواء حصار دولي إقليمي بخلفية ما تريده واشنطن وتل أبيب. والحل بصرخة وطنية مسيحية إسلامية تعيد للبنانيين تاريخ تلك الأيام التي جمعتهم على أماني الإستقلال الوطني بعيداً عن طاحونة الإحتلال والزواريب الإنتخابية والرقص فوق المذابح الطائفية، على أن معادلة الإستقلال اليوم: كيف نستطيع حماية لقمة خبز ودواء المواطن من أعداء الداخل والحدود من أعداء الخارج، وعلى أساس الجواب يكون استقلال لبنان”.
وأضاف “إذا كان من لبنانيين غير استقلاليين وهو كذلك فهم مرتزقتُهُ ومن يحمل البلد بالحقيبة ومن يريد البلد مقاطعات طائفية ومن لم يحرّك ساكناً باتجاه الاحتلال، فالتاريخ يقول: سيادة الأوطان بقوتها لا بحيادها في عالمٍ يعتاش على نهش الضعفاء، والتاريخ اللبناني خاصة يقول: هزيمة تل أبيب في لبنان والتكفير في السلسلة الشرقية لهذا البلد تمّ بالقوة لا بالحياد بعد ردح طويل من الحياد الوهم، فالتجربة الأكيدة أنّ حياد النعاج لم يمنع الذئاب من افتراسها”.