أكد عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب غازي زعيتر، أن “التمسك بلبنان الوطن وقوته وسيادته لن يكون بنزع عوامل قوته، بل بتطويرها ودعمها والالتفاف حولها، وهي مثلث الجيش والشعب والمقاومة، وإن إضعاف أي من أركان هذا المثلث هو إضعاف للبنان”.
وأشار زعيتر خلال لقاء معه نظمته جمعية مركز باسل الأسد الثقافي الاجتماعي في بعلبك، تحت عنوان “دور المقاومة في حماية لبنان والمنطقة إلى “أننا نلتقي اليوم مع نخبة من أهلنا في رحاب شهر آب 2006 الذي أرادته إسرائيل نقطة انكسار فكان نقطة انتصار للبنان واللبنانيين في مقاومتهم وصمودهم ووحدتهم، وهذه المحطة نستخلص منها العبر بأن لبنان قادر على صنع قيامته وتحويل التحدي إلى فرصة إذا ما توافرت الإرادة الوطنية الجامعة والصادقة، وفي هذه المناسبة التحية تبقى للشهداء وللسواعد التي حمت وما زالت تحمي لبنان جيشا وشعبا ومقاومة”.
وأوضح أنه “بما أن الوطن بما يعنيه من أرض وشعب ومؤسسات هو أرقى مفاهيم الاجتماع الإنساني، كان الدفاع عن الأوطان أسمى معاني البذل والفداء التي يتسم بها هذا الإنسان على مر مراحل تاريخه، وعليه كان فعل مقاومتنا في لبنان ضد عدو غاصب طامع بأرضنا ومياهنا واقتصادنا واغترابنا وصيغه عيشنا المشترك، بعد احتلال مديد لأرضنا، ولما يزل يحتل أجزاء عزيزة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والقسم الشمالي من بلدة الغجر، ناهيك عن خروقاته وعدوانه المستمر برا وبحرا وجوا، وآخره بالأمس حيث استخدم الأجواء اللبنانية كمنصة للعدوان على الشقيقة سوريا، إذ هو ليس خرقا فاضحا للقرار 1701 إنما هو عدوان موصوف على لبنان كما على سوريا”.
ولفت زعيتر، إلى أن “اسرائيل العدوة تمتلئ مدونات قادتها بكل ما هو معاد للبنان، والمعبر عن الضيق من هذا الوطن، الذي أكد الإمام القائد السيد موسى الصدر أنه يشكل نقيضا لهذا الكيان على مختلف الصعد”، مضيفا “إسرائيل لم تخف يوما أطماعها في مياه الليطاني وسهول جبل عامل وناصبت الاغتراب اللبناني العداء في كل مكان، وهي التي اقدمت على فعل الجرائم والمجازر بحق اللبنانيين كما الفلسطينيين والعرب، قد حذر الإمام الصدر باكرا من هذا الخطر الجاسم على حدودنا الجنوبي، ودعا إلى قتالها بمختلف الأسلحة”.
ورأى أن “سمة المقاومة الأساس أنها لم تكن مناطقية وطرفية، فاذا كان الجنوب ساحتها وميدانها فعمقها هنا في البقاع أول الحكاية والخطوة الأولى في المسار الذي صار فخر الوطن والعرب، إذ شكل البقاع خزان المقاومة ومددها من الرجال وميدان الإعداد والتدريب والتخطيط والإيواء، فباكرا وبمختلف المسميات لفصائل المقاومة تدفق نهر الرجال الأشداء في حركه أمل وحزب الله وحزب البعث والسوري القومي والشيوعي من مختلف القرى والمدن من الهرمل وبلداتها وبعلبك ومحيطها وعرسال وأخواتها يملؤون محاور القتال بالرجال المقاتلين والشهداء، فالبقاع شريك أساسي في هذا الفعل المقاوم بحكم عوامل عديدة تبدأ بالوطني والقومي، ولا تنتهي بالديني والمشترك العقائدي، كل هذا بالاستناد إلى ظهير حام وداعم للمقاومة، هو الشقيقة سوريا التي قدمت قيادتها كل ما تملك وتستطيع لدعم مقاومتنا وإذلال إسرائيل المندحرة والمنسحبة عام 2000”.
واعتبر أن “المقاومة اليوم كمشروع وفكر وقوة قائمة تقع في دائرة الاستهداف والحصار من قبل قوى سياسية داخلية وإقليمية ودولية، بالإضافة إلى العدو الصهيوني الذي يتربص بالمقاومة ويمني النفس بحرب ضدها تمسح عار هزائمه المتوالية في لبنان، وفي الداخل حملات إعلامية وسياسية تعمل على تحميل المقاومة مسؤولية الانهيار الاقتصادي والمالي والمأزق السياسي والدعوة المستمرة لنزع سلاحها والعودة إلى نغمة الماضي ان قوة لبنان في ضعفه، دون الاتعاظ من تجارب الماضي وفشل الرهانات وإخفاقها من أن تنتج واقعا يتمناه هؤلاء”.
وقال زعيتر إن “التمسك بلبنان الوطن وقوته وسيادته لن يكون بنزع عوامل قوته، بل بتطويرها ودعمها والالتفاف حولها، وهي مثلث الجيش والشعب والمقاومة وإن إضعاف أي من أركان هذا المثلث هو إضعاف للبنان. كما أن دعم الجيش والمؤسسات الأمنية الضامنة للسلم الأهلي ومصالح اللبنانيين هو قضية أولوية تتطلب من الحكومة العتيدة أن تضع خطة طوارئ لمعالجة ما يعانيه الجيش والمؤسسات الأمنية على مختلف الأصعدة عدة وعديدا وتغذية وطبابة وجهوزية ورواتب”.
وشدد زعيتر على “أننا نردد مع الرئيس نبيه بري أن التزامنا بالمقاومة هو التزام إيماني يتجاوز كل حدود المعطيات السياسية والأمنية والاجتماعية على أهميتها. أرضنا ليست مباحة، سنقاوم بكل ما أوتينا من عزم وقوة، سنقاوم بالسلاح، باللحم العاري، بالعصي، بالحجارة، لأن كل عمل حقيقي يهدف إلى النضال والاستشهاد من أجل تحرير الأرض هو عمل مقدس ونكن له كل احترام وتقدير”.
وأضاف زعيتر، “هذه المقاومة ستبقى تستند بالداخل إلى صخرة صلبة في ميدان الفعل المقاوم والعمل الوطني والتشريعي يصد موجات حقد الحاقدين ويفضح المتسلقين، وفي كل موقع سيبقى الرئيس نبيه بري على رأس حركه أمل طليعة المشروع المقاوم، وعنوان بناء المجتمع الذي دعا إليه الإمام الصدر، مجتمع المقاومة والحرب من أجل ردع إسرائيل مهما اشتدت الصعاب وارتفعت جدران المعوقات، وان ما يجري اليوم لا بد سيخسر، وان الحصار سيفشل، وسنسقط مفاعيله كما اسقطنا مفاعيل الاجتياح الإسرائيلي عام 1982”.