- مقدمة نشرة أخبار “تلفزيون لبنان”
أضحى مبارك، وعسى معاني التضحية ومفاهيمها تشفع بهذا الوطن لبنان واللبنانيين المضحين الصامدين ما بعد حدود الصمود، والصابرين ما فوق طاقة أيوب وصبره، والمتوجسين بما يوازي توجس النبي إبراهيم.
ولعل جوهر مسار التضحية من أبي الأنبياء كبير القوم النبي إبراهيم بولده، يدل على سمو النفس ومسؤولية الكبار في حياة شعب وقوم وحياة وطن وأمة، فيما عين الخالق ترى مليا معاناة الذين يتكبدون ويسعون ويصبرون، وتعلم ما يختلج الناس الذين ينتهجون التضحية الحقيقية، مثلما ترى الذين يتشبثون بأنانياتهم وعنجهياتهم ومصالحهم الضيقة ما يجعل مواطنيهم، هم الأضاحي…
عطلة الأضحى المبارك اليوم وغدا وبعده وإلى نهاية هذا الأسبوع في لبنان، من المفترض أن تكون مجالا لتشاور في اتجاه تأمين أجواء سياسية ملائمة، من أجل أن يحل بإيجابية عالية يوم الإثنين المقبل- موعد الاستشارات النيابية في القصر الجمهوري لتسمية شخصية تكلف تشكيل الحكومة.
أوساط سياسية مراقبة، وضعت الإحتمالين السلبي والإيجابي مناصفة في كفتي ميزان الوضع المتعلق باستشارات التكليف… فقد أوضحت أن “أكثر من أربعة أسماء من الشخصيات السنية مطروحة، لكن غطاء المكون السني في الوطن وموقف رؤساء الحكومات السابقين من أي شخصية مرشحة للتسمية والجو العام أمر غير واضح أو غير متوافر حتى الآن”، فيما اتصالات ستظهر غدا وبعده ومنها عبر قصر بعبدا، قد تفضي بنتائجها الى انقشاع إسم من الأسماء المطروحة ليتكلف تأليف الحكومة، وإلا سيتقدم احتمال إرجاء الاستشارات…
في الوقت نفسه، الأوساط لم تغفل تأثيرات الأوضاع الإقليمية وملفاتها في مسار الأمور على الساح اللبنانية.
خطب الاضحى المبارك في بيروت والمناطق ركزت على إدانة “العيشة غير الكريمة”، وظروف الذل التي يكابدها ثمانون في المئة من الشعب اللبناني”، وحملت “الموجودين في السلطات كامل المسؤوليات”… الخطبة المركزية القاها الشيخ أمين الكردي في جامع الامين، ممثلا المفتي دريان الموجود في الحج في مكة المكرمة. ورأى فيها أن “مصيبتنا هي أن كثيرا من الذين تولوا السلطة هم من أمراء الحرب أو من الفاسدين والمفسدين، أو من الساكتين عنهم”.
لكن قبل أن ترفع صلوات العيد وأن يؤم المشايخ المصلين في الجوامع والمساجد صبيحة هذا اليوم، سجل في الثالثة والنصف فجرا حادث في الجنوب اللبناني الحدودي، حيث أطلق صاروخان مجهلا الهوية في اتجاه فلسطين المحتلة..وبعد وقت قصير قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي بالمدفعية منطقة وادي حامول قرب القليلة- قطاع صور… مواقع إخبارية وضعت ما حصل في خانة تبادل الرسائل.
كورونيا، تم تسجيل حالة وفاة واحدة، و 632 إصابة في الساعات الأربع والعشرين الماضية.
تفاصيل النشرة نبدأها من الذي حصل فجرا في الحدود الجنوبية، وخرق الرتابة.
- مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أن بي أن”
أضحى مباركا.. يحل العيد على اللبنانيين وهم ليسوا في أحسن حال، والبهجة التي يزرعها في نفوسهم عادة تغيب هذا المرة، تحت وطأة هجمة شياطين الهموم المعيشية والاجتماعية والاقتصادية، ووحوش الغلاء الفاحش الذي لا يبقي ولا يذر.
وفي السياسة، تتصدر المشهد الاستشارات النيابية التي ضرب لها رئيس الجمهورية موعدا الإثنين المقبل. ومن الآن حتى الإثنين، يفترض أن تستغل الكتل السياسية فترة الأسبوع التي تسبق هذا الموعد، بما فيها عطلة العيد، لإجراء إتصالات في ما بينها في محاولة لوضع رسم تشبيهي للشخصية التي يمكن ان تخوض مغامرة التكليف، فالتأليف الحكومي.
أما مغامرة الإنفلات الاقتصادي والمعيشي فتتكرر مشاهدها جنونا في الدولار والأسعار، وطوابير أمام محطات البنزين، ومولدات في حال تقنين بسبب شح المازوت، ناهيك عن الأدوية ونيرانها…
وعلمت الـNBN أن إعتمادات البواخر ستفتح يوم الجمعة للبنزين والمازوت، ما يمكن أن يعكس نسبة إنفراج محدودة في السوق المحلي والإستهلاك، لا سيما في مادة المازوت التي تعاني شحا كبيرا نتيجة تخزينها وبيعها في السوق السوداء.أما عيدية الفقراء، فكانت قرارا صباحيا برفع سعر ربطة الخبز إلى 4500 ليرة.
وفي الشأن الأمني، توتر محدود على الحدود اللبنانية-الفلسطينية تخلله إطلاق قذائف متبادل. وفي الوقت نفسه عدوان إسرائيلي جديد على سوريا،استهدف هذه المرة ريف حلب.
- مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “المنار”
رمى الحجيج جمراتهم على الشياطين، وقدموا الأضاحي وقصروا شعورهم وفق المناسك والتعاليم، فيما شياطين الأمة لم يقصروا عن رمي جمرات حقدهم على كل من خالفهم الرأي، بل على الموالين لهم قبل المعارضين.
أبعد من فضيحة كشفها “بيغاسوس” pegasus الإسرائيلي يوم أداره السعودي والإماراتي، فبرنامج التجسس هذا سلطه محمد بن سلمان على اللبنانيين، وفق ما كشفه الفرنسيون ضمن فضيحة هي الاصعب منذ قرار ولي العهد السعودي قتل الصحفي المعارض جمال الخاشقجي.
بالمقدمة نفسها التي بدأها في قضية الخاشقجي – أي التجسس على هاتفه، بدأ بن سلمان برنامج التجسس في لبنان، كما فصلت صحيفة “لوموند” الفرنسية. فبرنامج “بيغاسوس” pegasus الذي اشترته السعودية والامارات من شركة إسرائيلية، استخدمته للتجسس على رئيس الجمهورية اللبنانية، ورئيس الحكومة السابق سعد الحريري ورؤساء أحزاب موالية له واخرى معارضة، ونواب ووزراء وقادة أمنيين، وعدد من الصحفيين.
وما يفوق الفضيحة السعودية- الإماراتية هذه، هو صمت جل اللبنانيين – سياسيين وأمنيين ومسؤولين وإعلاميين – أدعياء السيادة والحرية والعلاقات الأخوية مع السعودية، الذين يحجون الى سفارتها كلما انزعج خاطر المملكة او سفيرها بكلمة او موقف، ولم يجدوا لأنفسهم ولكراماتهم موقفا من هذه الجريمة التي يرتكبها ثنائي التخريب العربي، بحق الدولة اللبنانية ومسؤوليها وأمنها وشعبها.
وعسى أن يكون هذا الدليل الإضافي تأكيدا للمواطنين العاقلين عن نوايا هؤلاء التخريبية بحق لبنان، شركاء الحصار والتجويع والتأزيم السياسي والمالي، المتربصين مع أحقادهم بهذا البلد وأهله.
فيما السؤال الخطير، لماذا هذا التجسس وما هي أهدافه؟، ولماذا ضد الموالين لهم قبل المعارضين؟، هل هو مقدمة للتلاعب الأمني في لبنان عبر اغتيالات وتفجيرات؟، وهل من نوايا للتصعيد بعد أن صمد اللبنانيون في الحرب الاقتصادية المفروضة عليهم الى الآن؟. لعل عند مساعد وزير الخارجية الأميركية السابق ديفد شينكر الجواب، الذي دعا قبل أيام أتباعه في لبنان، للاستعداد للتحركات كما في العام 2005..
- مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أو تي في”
إذا تريث رئيس الجمهورية في الدعوة الى استشارات التكليف، إفساحا في المجال أمام المشاورات بين الكتل، قالوا إنه يعطل تسمية رئيس جديد للحكومة ويتجاوز الصلاحيات ويخالف الدستور ويضرب الطائف ويؤسس لنظام رئاسي لا برلماني. أما إذا سارع إلى الدعوة، لأن الظرف لا يحتمل مزيدا من إضاعة الوقت، ولوضع الكتل أمام مسؤولياتها الدستورية، فموعد الاستشارات بالنسبة إليهم “إرتجالي”، والهدف من الدعوة ليس “التكليف” بل “حشر”الكتل.
إنها بكل بساطة حكاية “إبريق الزيت” لدى بعض القوى السياسية، التي لا تعمل، ولا تدع أحدا يعمل، ولا تحيد من درب الذين يرغبون بالعمل.
فالكسل السياسي لدى هؤلاء بلغ مداه، والنتيجة أنهم بعد سنة ونصف السنة على بدء الأزمة الحالية، تراهم إما يتفرجون أو يثرثرون.أما التصدي للمشكلات، فطريقه الوحيد بالنسبة إليهم هو الهرب الى الامام، وتفادي الخوض في مسار الإصلاح، على أمل مساعدات خارجية قد تأتي لتمدد لهم ولأبنائهم وأحفادهم وأقاربهم من بعدهم، الإقامة في مراكز السلطة، التي استطابوها منذ ثلاثين عاما على الأقل.
لكن في كل الحالات، فليقولوا ما يقولون وليثرثروا ما يشاؤون. فلرئيس الدولة في لبنان صلاحيات واضحة محددة في الدستور الذي أقسم عليه. وصلاحياته سيمارسها حتى آخر فاصلة، تحت سقف الميثاق الوطني والتفاهم بين اللبنانيين والوحدة بين المكونات.
والمطلوب عوض الثرثرة اليوم، أن تسمى شخصية جديدة لتشكيل الحكومة، وأن تشكل الحكومة الجديدة بأسرع وقت يمكن، لأن الأوضاع المعيشية لم تعد تطاق، وليس مقبولا تحميل الناس مسؤولية النهب المتواصل على مدى ثلاثة عقود، وأن ينتقل الناهبون المعروفون من ممارسة السرقة، الى التنظير في الإصلاح.
ومجددا نقول، إذا كان المطلوب حكومة تطيل الأزمة الوصفة جاهزة، إذ تكفي العودة الى تركيبة معظم الحكومات المتعاقبة منذ عام 1990، لإدراكها.
وإذا كان المطلوب حكومة تتعايش مع الأزمة، فالوصفة أيضا جاهزة، ولا يتطلب تطبيقها أكثر من استنساخ تركيبة حكومة تصريف الأعمال الحالية.
أما اذا كان المطلوب حكومة تطلق مسار الخروج من الازمة، عبر تحقيق الاصلاحات المعروفة، وهذا ما يأمل فيه جميع الناس، فالوصفة ايضا وايضا جاهزة: دستور وميثاق ووحدة معايير لناحية التشكيل، وكفاءة ونظافة كف ومشروع محدد لناحية العمل والانجاز.
رئيس الجمهورية حدد الموعد اذا. فتحملوا مسؤولياتكم وهلموا الى التسمية. وليكن التعاون بين اللبنانيين عنوان المرحلة المقبلة، لأن الخلافات لن تنتج إلا مزيدا من الغرق والفشل، وفي هذا السياق تصب كل الجهود المبذولة لبنانيا وفرنسيا ودوليا في في هذا الوقت بالذات.
- مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أم تي في”
أضحى مبارك، بالرغم من أن أهل المنظومة طيروا البركة من الجيوب والمعاجن والقلوب، وبلغت بهم السادية حد توفير خواريف العيد، وتقديم اللبنانيين ذبائح وأضاحي في هياكل جشعهم، ولم يرف لهم جفن، تماما كما شوهوا الدولة وفككوا أوصالها ونهبوها ببشرها وحجرها والمؤسسات.
في هذه الأجواء المناقضة لمفاهيم السماء والأرض ولمفاهيم قيام الدول، تدار شؤون لبنان. فعلى خط البحث عن تكليف بديل من الرئيس الحريري، لا تزال دعوة الرئيس ميشال عون إلى الاستشارات الاثنين المقبل، تثير التساؤلات، ليس لجهة تحديد الموعد، وهو في صلب مهمات رئيس الجمهورية وصلاحياته، ولكن لجهة الواقع الضبابي غير المهيأ الذي نجم عن اعتذار الرئيس الحريري، والذي خلق إرباكا كبيرا لدى القوى السياسية على اختلافها، على ضفتي المواجهة.
فقد أظهرت الساعات التي تلت الإعتذار، أن الحريري الذي كان مكلفا التشكيل دستوريا بحسب الطائف، لا يزال هو الرئيس المكلف بحسب طائفته، ولكن من دون أن يرتب عليه الدور الجديد أي مسؤولية تجاه أحد. “فالزلمة حتى الساعة حردان”، لن يشارك في الإستشارات، وإن شارك فلن يسمي أحد، وبالتالي هو لن يسهل ولن يغطي أي شخصية سنية من بعده، وطائفته تبصم وتؤيد.
وعندما يواجهه خصومه بأن مسؤوليته معنوية ومفاعيلها ثقيلة على الوضع الداخلي المتدهور، تجيب أوساطه بأن جل ما يفعله هو الرد على الرئيس عون وصهره بالأسلحة التي طالما استخدماها ضده، طيلة فترة سعيه إلى التشكيل، وآخرها مواجهتهما تشكيلته الأخيرة التي قصمت ظهر التكليف.
مختصر الأمر إذا، أن الحريري يقول لعون وباسيل: “إذا كنتما قادرين على التأليف لا تتأخرا”. هذا الواقع بدد زهوة الانتصار التي دفعت بالرئيس عون الى التعجيل في الدعوة الى الاستشارات، وها هو يصطدم بغضب سني وبعدم استعداد “حزب الله” لاستفزاز السنة بدعمه ترشيح أي سني، وفي عدم حماسة بري الى مكافأة عون وباسيل الذين سفحا شريكه الحريري وأطاحا مبادرته.
من هنا يتوقع مراقبون، سيناريو من اثنين ستتظهر فصولهما في الأيام المتبقية الفاصلة عن الإثنين: الأول، أن يواصل الرئيس عون وباسيل اندفاعتهما المغطاة بقشرة دستورية واهية، ومن شأن هذا أن يوصل مستنسخا غير معدل وغير محسن لحسان دياب.
والسيناريو الثاني، أن يكون الرئيس عون وباسيل يسعيان من خلال مناورة الدعوة الى الاستشارات الى استرضاء الدول الكبرى، والى تحميل القوى السياسية كلها، مسؤولية عدم انصياعها لتلبية رغبتهما برد التراب على الحالة الحريرية. عندها يوقف الرئيس الاستشارات، ويذهب الى المشروع الدفين الأحب الى قلبه: تفعيل حكومة تصريف الأعمال بقيادته مترئسا المجلس الأعلى للدفاع.
اكتشاف محاذير السيناريو الأخير سهلة، فأفلامه الترويجية نشاهدها بأم العيون في الشوارع، جوعا ومرضا وشحا في كل أسباب الحياة، واضطرابات أمنية متنقلة سترتفع وتيرتها لتبلغ الذروة في يوم الغضب الوطني الكبير في الرابع من آب، هذا اليوم الذي تسعى مجموعات نيابية كبيرة ومرجعية الى تجهيل مفتعلي بركانه القاتل وحمايتهم بعريضة عار تعطل عمل القضاء.
- مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أل بي سي آي”
أضحى مبارك … اللبنانيون لم يعيدو، فكيف للضحية أن يعيد في عيد الأضحى؟.
أفاق يوم العيد على قرار من وزير الإقتصاد راوول نعمة برفع سعر ربطة الخبز إلى 4500 ليرة … وكأن المواد التي تدخل في صناعة الخبز ارتفعت يوم العيد.
أفاق على أزمة بدأت تأخذ منحى تصاعديا هي أزمة عدم توافر الدواء، وإذا توافر فبأسعار فاحشة …
وزير الإقتصاد مع أصحاب الأفران، تماما كما وقف مع مستوردي المواد الغذائية وأصحاب السوبرماركت … إختفى المدعوم ثم ظهر بعدما رفع الدعم عنه.
وزير الصحة طرح حلا رفضه الأطراف الثلاثة المعنيون به: المستوردون والصيدليات والمريض. إذا تم الإستيراد على دولار 22 الفا، فكيف يباع الدواء للصيدليات على 12 ألف، وحتى على 12 ألفا كيف سيستطيع المواطن تأمين ثمنه الذي يراوح بين 1500 ليرة للدولار أو 3900 ليرة؟.
وإذا كانت العيون شاخصة على ال 860 مليون دولار من صندوق النقد الدولي، فكيف ستوزع هذه الملايين على الدواء والمحروقات والطحين، إذا كانت كل هذه السلع ما زالت تهرب إلى سوريا؟.
وإذا كانت الضغوط متواصلة على حاكم مصرف لبنان لفتح اعتمادات من الاحتياط الإلزامي، فكيف سيصمد هذا الإحتياط؟.
هكذا مر اليوم الأول من العيد، حزينا، حمل الغصات للأهالي أكثر مما حمل الهدايا والألعاب والثياب الجديدة للأطفال.
وفي اليوم الأول للعيد، غاب أي خبر عن الملف الحكومي فيما ازدهرت التكهنات: تبقى الاستشارات في موعدها؟، من المتقدم بين الأسماء؟، هل الدور هذه المرة لعاصمة الشمال؟، هل الرئيس ميقاتي هو المتقدم؟، ووفق أي شروط؟، هل ما زال النائب فيصل كرامي مطروحا في هذه الحال؟، ومن يزكيه؟.
هل يعود الرئيس الحريري عن قراره عدم التسمية في حال هبت رياح زميله في نادي رؤساء الحكومات السابقين نجيب ميقاتي؟. ماذا عن الموقف السعودي من الذي ستتم تسميته؟، هل من دور لواشنطن وباريس؟، ماذا سيقرر “حزب الله” بعد كل هذه البانوراما؟. الإثنين المقبل لناظره قريب.
عداد كورونا قفز اليوم قفزة كبيرة إذ بلغ عدد الإصابات 632 إصابة، فيما سجلت حالة وفاة واحدة.
- مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “الجديد”
خضت تسريبات “بيغاسوس” العالم ما عدا لبنان ..البلد الواقع على فيلق تجسس بالعين المجردة ومن دون وسطاء وتقنيات بالغة التعقيد ..والمسؤولون هنا “يشربحون” لبعضهم البعض مباشرة ومن فوق السطوح ..
أما في ما خص اسم رئيس مجلس إدارة “الجديد” تحسين الخياط الوارد ضمن عمليات التنصت فلا “يتعبوا” قلبهم ويخسروا أموالا على استراق السمع، لأن كل ما يدار خلف الهواتف الذكية سيرونه مباشرة على الهواء.
لكن هذه الفضائح هزت العالم وقلبت كيانه وشرعت دول بفتح تحقيقات عن استخدام واسع النطاق لبرنامج تجسس من قبل 20 بلدا على الأقل، وهذا ما اعتبرته الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية أنييس كالامار هجوما كبيرا على الصحافة الناقدة، فيما تحدثت
المفوضة العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، ميشيل باشليه عن أخطار كثيرة لترهيب المنتقدين وإسكات المعارضين.
وفي تسريبات “بيغاسوس” الحكومية فإن الأمور ستدار عالمكشوف، لكن لغاية اللحظة لا زلنا في مرحلة البحث عن رئيس .. وقد اجتزنا العقبة الأولى في وضع إعلان نطلب فيه رئيسا لحكومة لبنان، ومن المتوقع أن تبدأ السير الذاتية بالوصول الى قصر بعبدا لتشريحها وسحب “الخزعة” السياسية.
وفي التفاف نيابي على الحصانات، برزت اليوم عريضة بتوقيع 26 نائبا تطلب إحالة القضية الى المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء. ووقع على العريضة كتلتا التنمية والتحرير والوفاء للمقاومة وعدد من نواب المستقبل. لكن التصويت على الإحالة سوف يستلزم أصوات ثلثي أعضاء مجلس النواب أي ب 86 نائبا.
ربما كانت هذه المعجزة متوفرة إذ كانت النيات تتجه نحو “ركلة الى الأعلى” واخضاع النواب المتهمين الى محاكمة بين أياد أمينة..إذ إن نصف أعضاء المجلس الأعلى هم نواب، والنصف زائدا واحدا هم من القضاة الذين تم تعينهم مناصفة في مجلس النواب والحكومة.
وبهذه الحالة، فإن المجلس النيابي يصبح سيد نفسه..رفع الحصانة من هنا.. ومنحها من هناك.. ويا بيروت ما دخلك شر.
على أن محاكمة المتهمين ستكون في شارع الرابع من آب، أما العراقيل التي يتم وضعها أمام قاضي التحقيق طارق البيطار فلم يتاثر بها حتى تاريخه، وهو يستند الى القانون وحكم الشعب في آن .. ويتسلح بحق عائلات الشهداء والمصابين وكل من خسروا منازلهم، وما زالت بيوتهم مشرعه للريح صيفا كما الشتاء.
ولن يخفى على القاضي بيطار أن طبول الحرب السياسية عليه قرعت ولا تزال.. وأنه يواجه عصيانا من كل متضرر سياسي وفي طليعة هؤلاء: مجلس النواب بمن حضر متهما.. ووزير الداخلية و”حزب الله” والعهد .. لكن ذكرى المئتي شهيد ستغلب قوى الأمر الواقع .. والرابع من آب لشهدائه قريب.