- مقدمة نشرة اخبار” تلفزيون لبنان”
قبل السؤال عما بعد اعتذار الرئيس المكلف من خطوات دستورية أو سياسية وما ستكون عليه الردود المحلية والدولية الرسمية منها والشعبية يطرح السؤال الكبير نفسه: ماذا سيحل باللبنانيين القابعين سلفا في قعر جهنم ماذا سيحل برغيف خبزهم بوجع الموجوعين بأوكسجين المرضى ودوائهم والسؤال الأخطر ماذا عن الأمن وهل سيبقى مضبوطا في ظل اجتياح الجوع والحاجة كل المؤسسات العسكرية والأمنية في البلاد؟!
ولعل الأجدى بالمواطن التوجه الى القيمين على دولته بالسؤال الآن: جهنمكم وقد دخلناها من الباب العريض، فماذا تخبئون لنا بعد؟.
بأي حال حصل ما كان متوقعا اعتذر الحريري واعتبر بيان رئاسة الجمهورية أن الحريري رفض أي تعديل يتعلق بأي تبديل بالوزارات وبالتوزيع الطائفي لها وبالأسماء المرتبطة بها وأضاف البيان أن رفض الرئيس المكلف لمبدأ الاتفاق مع رئيس الجمهورية ولفكرة التشاور معه لإجراء أي تغيير في الأسماء والحقائب، يدل على أنه اتخذ قرارا مسبقا بالاعتذار وختم سيحدد رئيس الجمهورية موعدا للاستشارات النيابية الملزمة بأسرع وقت ممكن.
وفي انتظار تعليق كل من الخارجيتين الفرنسية والاميركية على الأنتكاسة في ملف التأليف فجر الاعتذار غضب الشارع فقطعت الطرق في مختلف المناطق وسجل توتر لافت في الطريق الجديدة في بيروت حيث تدخلت وحدات الجيش لضبط الوضع.
ماذا أولا في وقائع لقاء بعبدا الذي سبق الاعتذار مباشرة من بعبدا الزميلة نايلا شهوان والتفاصيل…
=======================
- مقدمة نشرة اخبار تلفزيون” nbn “
الله يعين البلد… لا تشكيلة… ببكيلك…
هو الإعتذار…
هكذا كتبت نهاية قصة تأليف الحكومة بعد مخاض دام تسعة أشهر تخلله مبادرة فرنسية وأخرى وطنية للرئيس نبيه بري وما خفي من تفاصيل المشهد الأخير يرويها الرئيس سعد الحريري في إطلالته التلفزيونية مساء.
أما ما رشح من معطيات دفعت المكلف الى خيار الإعتذار وفق الرواية الحريرية فهي بقاء موقف رئيس الجمهورية ميشال عون على حاله بلا تغيير وإبلاغه الرئيس الحريري انه لا إمكان للتوافق معه على رغم ان الأخير طرح عليه اخذ المزيد من الوقت للتفكير بالتشكيلة.
أما رواية بعبدا فتحدثت عن عدم استعداد الرئيس الحريري للبحث في أي تعديل يتعلق بأي تبديل بالوزارات وبالتوزيع الطائفي لها وبالاسماء المرتبطة بها أو الاخذ بأي رأي للكتل النيابية لكي تحصل الحكومة على الثقة وأصر على اختياره هو لأسماء الوزراء.
وما إن لفظ الحريري كلمة الإعتذار حتى حلق الدولار صعودا الى مستويات غير مسبوقة متخطيا في وقت قياسي عتبة ال21 ألفا في السوق السوداء فيما نزل محتجون إلى الشارع وقطعوا الطرقات في العاصمة والمناطق رفضا لما آلت اليه الأوضاع.
هكذا تبددت كل الآمال بتشكيل حكومة إنقاذ تضع البلاد على سكة المسار الإصلاحي والأنظار تتجه إلى الخطوة المقبلة تكليفا حيث سيحدد رئيس الجمهورية موعدا للاستشارات النيابية الملزمة في أسرع وقت ممكن وسط سلة أسئلة حول من يمكن أن يخلف الحريري تكليفا وهل سيحظى بمباركة بيت الوسط… وغيرها الكثير من التساؤلات التي يبدو أنها بحاجة لوقت كي يجد اللبناني إجابات عليها.
============
- مقدمة نشرة اخبار تلفزيون “ال بي سي”
بعد تسعة أشهر إلا أسبوعا على التكليف، وقبل خمسة عشر شهرا على انتهاء العهد، خرج الرئيس سعد الحريري من عهد الرئيس العماد ميشال عون.
عون الذي قال عن حكومة الحريري في اول العهد إنها ليست حكومة العهد الأولى، قال له في مناسبة تشكيل الحكومة ما قبل الأخيرة في العهد “ما رح نقدر نتفق”، فرد الحريري بالإعتذار، ليكون السؤال الاساسي: ماذا بعد الإعتذار؟
رئيس الجمهورية سيدعو إلى استشارات نيابية ملزمة للتكليف، هل ستسبق الدعوة “مشاورات” للتوافق على من سيتولى التأليف؟ هل سيسمي الرئيس الحريري أحدا؟ إذا امتنع، فماذا سيكون عليه موقف كتلة نواب المستقبل؟ ماذا عن موقف نادي رؤساء الحكومات السابقين؟
خرج الرئيس الحريري من الحلبة وهو على قطيعة مع المملكة العربية السعودية، فهل يكون خروجه مناسبة إلى عودة المملكة إلى الحلبة السياسية اللبنانية من موقع الفاعل والمؤثر والشريك ومن خارج بوابة “الحريرية السياسية”؟ هل من الممكن بعد اليوم تجاهل رأي المملكة؟
إذا كان أحد الدروس المستخلصة من هذه الأزمة أن لا حكومة من دون الوقوف على رأي المملكة، ولا حكومة من دون ضوء اخضر من حزب الله، فمن سيؤمن هذه “الخلطة السحرية” التي تنجب رئيسا مكلفا لا تضع المملكة فيتو على إسمه ولا يعترض عليه حزب الله؟ هل “خلاطة التكليف” ستكون تصنيعا أميركيا فرنسيا مصريا الصنع؟ هل من الشروط ألا يستفز الإسم حزب الله.
مرحلة جديدة بكل عناصرها ومعطياتها بدأت منذ اليوم، سيغيب عن المشهد الرئيس سعد الحريري، فمن هو الفدائي الذي سيتولى المهمة شبه المستحيلة في وقف التدهور والإنهيار؟ ومن هو رئيس الحكومة الذي سيكون من ضمن مهامه إجراء الإنتخابات النيابية المقبلة بعد قرابة التسعة اشهر؟
من المبكر تقديم إجابات عاجلة، لئلا تأتي متسرعة، لكن المؤكد ان الرئيس الحريري خرج من معادلة السلطة التنفيذية وقد يستعد لمعادلة، ومنازلة الإنتخابات النيابية، لكن وفق ما هو واضح فإن انتخابات الألفين لا تتكرر في 2022.
وإذا توسع “بيكار” الأسئلة: ماذا سيكون عليه موقف Sponsor الرئيس الحريري، الرئيس بري الذي ظل مطالبا الحريري بعدم الإعتذار حتى آخر رمق؟
مرحلة جديدة بدأت ولننتظر المشاورات ثم الإستشارات علما أن الدولار لم ينتظر أحدا فواصل ارتفاعه الجنوني.
====================
- مقدمة نشرة اخبار تلفزيون “المنار”
انتهى التكليف باعتذار بعد ان تكلف البلد اشهرا تسعة من الضياع ومزيدا من الخراب.
تنحى سعد الحريري بعد ان تكلف تجميع وترتيب المبررات لخطوته، فخطا البلد امتارا اضافية نحو المجهول، فيما المعلوم ان لا بديل عن حكومة عاجلة – امس قبل اليوم – عسى ان تتمكن من ابقاء لبنان على خارطة الدول القابلة للحياة، والا فلن يكفي السياسيين كل طقوس الاعتذار من الوطن واهله الذين قدموا الكثير لاعلاء ارزته المسيجة بكثير التضحيات، فيما تحرقها الطبقة السياسية بكثير من اللا مبالاة.
تسعة اشهر اهدرت، اختصرها الرئيس المكلف بعبارة انه لا يمكنه التعايش مع رئيس الجمهورية كما قال، ومشى سريعا من القصر الجمهوري الى المقابلة التلفزيونية التي اختارها محطة لرفع الاسقف والخطاب مساء اليوم.
لكن كيف سيكون صباح لبنان الذي ما ان اعلن الحريري استقالته حتى أحرقت الاطارات وتقطعت الطرقات إلا امام تحليق الدولار الذي فاق العشرين الف ليرة، فهل خطر ببال احد من المعنيين جواب عن هذا السؤال؟ وبات ابرز الكلام: الله يعين البلد.
بلد يحتاج باسرع وقت ممكن الى حكومة، وعد رئيس الجمهورية في بيان صادر عن مكتبه الاعلامي انه سيحدد موعدا للاستشارات النيابية الملزمة باسرع وقت ممكن لتكليف رئيس جديد لتشكيل الحكومة. بيان بعبدا راى ان الرئيس المكلف حضر للقاء رئيس الجمهورية متخذا قرارا مسبقا بالاعتذار، رافضا البحث باي تعديل من اي نوع كان في تشكيلته الحكومية للعودة الى الاتفاق الذي تم التوصل اليه سابقا من خلال مسعى الرئيس نبيه بري.
اما سعي الرئيس الحريري لاعطاء يوم اضافي لرئيس الجمهورية كي يقبل بالتشكيلة المقترحة، فلم يجد به الرئيس عون فائدة اذا كان باب البحث مقفلا.
======================
- مقدمة نشرة اخبار تلفزيون “الجديد”
وبعد تسعة أشهر على التكليف رفع رئيس التيار الأزرق الراية البيضاء، ومن القصر الذي دخله مكلفا خرج معتذرا وللحديث تتمة في المقابلة التلفزيونية الليلة على الجديد.
حيث سيخضع لعملية تفجير الحصى الذي تراكم في طريق التأليف حتى صار سدا منيعا في وجه كل المساعي الداخلية والخارجية لإخراج لبنان من عنق أزمته.
فهل يفعلها سعد ويفجر القنبلة ويحكي على المكشوف من ألفباء التكليف حتى لحظة إجهاض التأليف فالاعتذار؟ وهل يطلق من المنبر الإعلامي صاروخا مضادا في وجه ثنائي التعطيل ميشال عون وجبران باسيل؟
للحريري ما أراد باختياره أهون الشرين وتبعاته الخطيرة بحسب وصف ابو الغيط أما رئيس الجمهورية ففعلها عن سابق تصور وتصميم على مسافة أشهر من نهاية العهد، حيث البلاد ستبقى على الستاتيكو القائم لا تسمية بديل ولا تسهيل مهمة تأليف حكومة تجنبا لخوض الاستحقاق النيابي المقبل، وعليه فإن الفراغ هو سيد الموقف والطريق إلى جهنم باتت سالكة وآمنة.
قبل الاعتذار كانت الأحداث في سباق مع الوقت وشهدت العاصمة بيروت زحمة زوار ووفود يمثلون كل العالم، الروسي شغل خطوط الهاتف الساخنة والموفد الرئاسي الفرنسي صال وجال ممثلا الاتحاد الأوروبي الذي انضمت إليه هنغاريا الصديقة،أما سفيرتا أميركا وفرنسا فطلبتا موعدا مع الرئيس أراده غدا، لكنهما أصرتا على أن يكون اليوم ومنهما تسلم عون رسالة مشتركة من وزيري خارجية أميركا وفرنسا أكدا فيها اهتمام بلديهما بالوضع اللبناني، وبضرورة تأليف حكومة جديدة لمواجهة الظروف الصعبة في لبنان.
كل هذا الحراك لم يحرك في ساكن القصر ساكنا حتى إذا ما التقى الحريري كاد يقول له: “ضب تشكيلتك وفرجينا عرض كتافك”.
خرج الحريري من اجتماع العشرين دقيقة ليختصر مساعي الأشهر التسعة بقوله: أقدم اعتذاري والله يعين البلد.
والشكوى الى غير الله مذلة في بلد نزلت عليه لعنات أبالسة السياسة، بعد الاعتذار تقطعت الطرقات والدولار علا وطار والهيكل سينهار على رؤوس الجميع ليبقى العهد حاكما بأمره، يختصر وطنا بشخصه وبحاشيته يعزف منفردا على رؤوس المجالس ويدير الحكم بوزراء يصرفون أهداف العهد ومن بعدي الطوفان.
هزم عون المجتمع الدولي ولم يوقع على التشكيلة التي قدمها الحريري مستعيدا سيناريوهات الثمانينيات في حرب إلغاء جديدة للصلاحيات والرئاسات، وفي بيان ممجوج العبارات يتبع صفة المستشارين أزال الحمل عن كاهله، وبشرنا بجولة استشارات سريعة لتسمية البديل وتأليف حكومة قبل الرابع من آب، حيث ما بعد هذا التاريخ لن يكون كما قبله، حينذاك لن ينفع وزير بالزائد أو بالناقص ولا من يسمي وزيرين مسيحيين ولا عدل يدخل من طاقة ويخرج من داخلية.
فاهتمامات الناس صارت في مكان آخر ومصائب السياسة عند الشعب فوائد والشعب نفسه الذي جعلتموه رهينة مافيات الدواء والمولدات وطوابير الوقود ويشتهي فتات الخبز سيلاحقكم حتى مهاجعكم، وسينتزع بأظافره كل حصاناتكم وسيحاصركم في مربعاتكم الأمنية.
الرابع من آب أعلنتموه يوم حداد وطني وفي حقيقة الأمر هو يوم حداد كل لبنان على الوطن الذي سقط بضربات ترجيحات المسؤولين المجرمين المتحصنين وراء الحصانات
“هيدا لبنان” الذي أردتموه نسخة مطابقة لكم العرض النهائي كان اليوم وللعرض تتمة في كشف المستور الليلة من وسط البلد.
====================
- مقدمة نشرة اخبار تلفزيون “او تي في”
وبعد اللقاء العشرين، اعتذر سعد الحريري.
واعتذاره الذي كان متوقعا، مؤسف ومحزن لسببين:
السبب الأول، لأن نية التعاون معه كانت قائمة، بما ومن يمثل، والنيات كانت حسنة على عكس ما تم الترويج له، لو تم الالتزام بسقف الدستور والميثاق ووحدة المعايير.
والسبب الثاني، لأن تسعة أشهر تقريبا ضاعت من عمر الوطن، كان يمكن استثمارها بالتكافل والتضامن بين الجميع لبدء مسار الخروج من الأزمة، عبر تطبيق الإصلاحات المعروفة وتأمين الدعم المالي الخارجي.
أما وقد حصل ما حصل، فلا داعي للغوص في تفاصيل التحليلات والقراءات حول الأسباب الفعلية للاعتذار، إقليميا ومحليا، فالأيام المقبلة كفيلة بتوضيحها، بل نكتفي بعرض وقائع الساعات الاخيرة للتكليف:
فقد استقبل رئيس الجمهورية بعد ظهر اليوم الرئيس المكلف سعد الحريري، وخلال اللقاء عرض الرئيس عون على الرئيس المكلف ملاحظاته على التشكيلة المقترحة من جانبه أمس، طالبا البحث في اجراء بعض التعديلات للعودة إلى الاتفاق الذي تم التوصل إليه خلال الفترة الماضية من خلال مسعى الرئيس نبيه بري.
غير ان الرئيس الحريري لم يكن مستعدا للبحث في اي تعديل من اي نوع كان، مقترحا على الرئيس عون أن يأخذ يوما إضافيا واحدا للقبول بالتشكيلة المقترحة، بعدما كان حدد له قبل ظهر اليوم موعدا للاجابة.
وعليه سأله الرئيس عون ما الفائدة من يوم إضافي إذا كان باب البحث مقفلا، وعند هذا الحد انتهى اللقاء وغادر الرئيس الحريري معلنا اعتذاره، لتبدأ بعدها سلسلة تحركات في عدد من المناطق، تخللها قطع للطرق.
وفي سياق اللقاء، شدد الرئيس عون على ضرورة الالتزام بالاتفاق الذي تم التوصل إليه سابقا حول التشكيلة، إلا أن الرئيس الحريري رفض أي تعديل يتعلق بأي تبديل بالوزارات وبالتوزيع الطائفي لها وبالاسماء المرتبطة بها، أو حتى الاخذ بأي رأي للكتل النيابية لكي تحصل الحكومة على الثقة اللازمة من المجلس النيابي، وأصر على اختياره هو لأسماء الوزراء.
وعليه، وبعد اعتذار الرئيس المكلف، اعلن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية أن رئيس الجمهورية سيحدد موعدا للاستشارات النيابية الملزمة بأسرع وقت ممكن.
وقد خلص مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية إلى ان رفض الرئيس المكلف لمبدأ الاتفاق مع رئيس الجمهورية ولفكرة التشاور معه لإجراء أي تغيير في الاسماء والحقائب يدل على أنه اتخذ قرارا مسبقا بالاعتذار ساعيا إلى إيجاد أسباب لتبرير خطوته وذلك على رغم الاستعداد الذي أبداه رئيس الجمهورية لتسهيل مهمة التأليف إدراكا منه لدقة المرحلة والتزاما منه بضرورة الاسراع في تأليف حكومة قادرة على الاصلاح، فضلا عن الالتزام بما أبلغه رئيس الجمهورية إلى سائر الموفدين الاقليميين والدوليين الذين زاروا لبنان في الايام الماضية والمراسلات التي تلقاها من مسؤولين عربا وأجانب.
في الخلاصة، أن سعد الحريري اعتذر.
واعتذاره لم يكن مطلوبا، ولا كان الهدف.
فالمطلوب كان الاتفاق، والهدف كان الانقاذ.
ولكن في كل الاحوال، وفي انتظار الخطوة التالية، إذا كان الرفض متعبا، فالقبول مميت.
شعار قديم للجنرال المنفي، كم يختصر المشهد الحكومي اليوم.
===============
- مقدمة نشرة اخبار تلفزيون “أم تي في”
بعقولنا البسيطة الساذجة قلنا في أنفسنا مش معقول ، الشعب جائع ، الناس يموتون ، البلد يحترق بلا ماء ولا محروقات، الأطفال الرضع من دون حليب، والعجزة يموتون.
مش معقول ألا يكون الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية قد أخذا هذه الأوضاع المزرية في عين الإعتبار، فيتراجع كل منهما قليلا عن عناده ، تفاديا للأعظم الذي صار بيننا.
بعقولنا البسيطة الساذجة ، قلنا في أنفسنا الخائفة وبأنفاس مرتجفة، مش معقول ألا يستمع الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية إلى التحذيرات المنهمرة عليهما من رؤساء العالم ووزراء العالم وسفراء العالم بأن لبنان آيل إلى زوال.
مش معقول أن يفوتا الفرص الذهبية المعروضة من مساعدات ومؤتمرات دعم وإنقاذ تنتشل لبنان مما هو فيه من كوراث.
مش معقول ألا يعيران أهمية للتحذيرات الدولية من عظائم أمنية وعقوبات ستحل بلبنان، فيسرعان إلى تشكيل الحكومة الموعودة، ولو لم ترض التشكيلة كل رغباتهما وحصصهما وغلوائهما للاستئثار بالأثلاث المعطلة والوزارات المدهنة وحصص طائفتيهما التي هي في الحقيقة حصصهما.
لكن بكل أسف ، كل هذه الحسابات الوطنية سقطت عند صخرة العناد.
نعم وكأننا عشية 13 تشرين 1990 ميشال عون العسكري لم يتغير، يومها ظل يسقط المناشدات، ويناور المبعوثين ويعلي المراهنات حتى انهارت الجمهورية الأولى، وها هو التاريخ يعود.
قال شو، لقد تأمل العقلاء بأن الرئيس عون سيستغل الوضع ويلجأ الى القبول بالتشكيلة فيوقعها مع تدوين كل تحفظاته عنها ويحيلها الى المجلس النيابي لتخضع لامتحان الثقة، فيكون بذلك أعاد القيمة الى الدستور واستعاد هو دور رئيس كل السلطات وانقذ البلد من الجحيم ، لكنه صدق مع نفسه ونهجه وطير الفرصة السانحة.
أما الشريك اللدود، الرئيس المكلف فبدا وكأنه لم يتعظ من الأمثولات القاسية التي مرت عليه، و لم يتعلم التضحية بالقليل ليربح الكثير، ولا زالت تكتيكيات اللعب التي ينتهجها هي هي لا تتغير ولا زال نزق الشباب يحرمه تعلم حرفة تدوير الزوايا، وها هو يتقلب من زاوية حادة الى زاوية أكثر حدة والنزيف يستنزفه ويستنزف البلد معه.
من هنا الى أين؟، لا تبصير في الأمر، حكوميا نحن ذاهبون الى فراغ في التكليف لعدم قبول أي سني من نادي رؤساء الحكومات السابقين كرة النار، إضافة الى استحالة تعويم حكومة تصريف الأعمال والخزينة قد فرغت من المال.
اقتصاديا ماليا واجتماعيا وأمنيا ستدخل البلاد كل المحظورات، فبعد خسارتها المال والاستقرار ها هي تخسر الآمال وتفوت الآجال بفعل افتقارها الى الرجال الرجال.
أما عربيا ودوليا، فستبتعد البعثات ويختفي المبعوثون ويتضاءل الاهتمام بلبنان الذي لا يهتم بنفسه، ولن يبقى في بحرنا وأجوائنا غير طائرات الشفقة وبواخر الرأفة تحمل الطحين والدواء.
والكرم قد لا يدوم، إن استمرت المنظومة تصدر الخيرات المستجداة الى سوريا بحماية الدويلة.
بئسكم ، لقد خربتم لبنان وأذقتم شعبه الأمرين. الله يعين البلد؟ نعم ولكن الله يعينو عليكم وينجيه منكم.