انطلقت الساعات الذكية في الأسواق قبل عدة أعوام، بداية على شكل ساعات لمتابعة التمارين الرياضية والاستماع إلى الموسيقى، وصولاً إلى ساعات ترتبط بالهاتف لاسلكياً وتعرض التنبيهات وتجري المكالمات الهاتفية وتستشعر الوقوع وتخطر جهات محددة بحدوث ذلك. فما الذي يجب أخذه بعين الاعتبار قبل شراء ساعة ذكية، خصوصاً مع وجود اختلافات كبيرة بينها؟ سنستعرض في هذا الموضوع مجموعة من العوامل المهمة قبل اتخاذ قرار الشراء لساعة ذكية.
عوامل أساسية:
توافق الساعة مع هاتفك الجوال هو العامل الأول، حيث إن ساعات «آبل» متوافقة مع أجهزة «آيفون»، بينما تدعم الساعات التي تعمل بنظام التشغيل «وير» (Wear) -كان يعرف باسم «وير أو إس» (Wear OS) سابقاً- نظامي «آندرويد» و«آي أو إس»، إلى جانب الساعات التي تصنعها «سامسونغ» و«غارمن» و«فيتبيت». وتجدر الإشارة إلى أن الساعات التي تدعم الترابط مع أكثر من نظام تشغيل واحد تحتاج إلى تحميل تطبيق خاص بها لدعم مزاياها الخاصة.
عمر البطارية العامل الثاني الذي يعد من أكثر العوامل أهمية في عالم الساعات الذكية، حيث إن استخدام ساعة تعمل لبضع ساعات، ومن ثم تحتاج إلى معاودة شحنها، هو أمر مزعج غير عملي، ولا تستطيع الشركات زيادة وزن الساعة بإضافة بطارية أكبر لأنها ستصبح ثقيلة على رسغ المستخدم. وتأتي هنا أهمية تطوير نظام التشغيل الخاص بالساعة الذكية، ورفع فاعليته في إدارة الموارد وتوفير الطاقة. وتستطيع الساعات الحديثة العمل لعدة أيام أو أسابيع دون شحن، على حساب قطر الشاشة وجودة عرض الصورة.
ومن المهم أخذ تقنيتي الاتصال اللاسلكي وعرض الرسائل بعين الاعتبار، ذلك أن الساعات الذكية تهدف إلى تسهيل حياة المستخدمين، خصوصاً بسهولة اتصالها بالهاتف لقراءة التنبيهات الواردة بنظرة سريعة نحو شاشة الساعة، إلى جانب تسهيل الاتصال بالآخرين من خلالها، والرد على الرسائل دون الحاجة لإخراج هاتفك من الجيب. وتساعد تقنية الاتصال عبر المجال القريب (Near Field Communication NFC) في عمليات الدفع اللاتلامسي، ويمكن إكمال عمليات الدفع في المتاجر من خلالها بمجرد تمرير الساعة بالقرب من وحدة قراءة بيانات المستخدم في المحافظ الرقمية المرتبطة بحسابه المصرفي، لتتم عملية الدفع بسرعة وسهولة وأمان. وتدعم بعض الساعات خدمات الدفع الخاصة بالشركة المصنعة لها، مثل دعم ساعات «آبل» خدمة «آبل باي» للدفع، بينما تدعم ساعات «سامسونغ» خدمة «سامسونغ باي» وغيرها.
اللياقة البدنية
المتابعة الصحية: وفيما يتعلق بالصحة، فكثيراً ما تكون العامل الأهم لمن يبحث عن ساعة ذكية، حيث إن الساعات الحديثة تستطيع مراقبة معدل نبضات قلب المستخدم، وحالة تنفسه (معدل تشبع الدم بالأوكسجين)، ودرجة إجهاده في أثناء ممارسة التمارين الرياضية، ومتابعة جودة نومه، وتنبيهه لدى جلوسه لفترة طويلة، وضرورة السير قليلاً. يضاف إلى ذلك قدرتها على التعرف على نوع النشاط الرياضي الذي يمارسه المستخدم، وتقدير عدد السعرات الحرارية المحروقة جراء السير أو الجري أو الهرولة أو السباحة (كثير من الساعات الذكية مقاوم للمياه أو البلل) أو ركوب الدراجات الهوائية، وغيرها.
الترفيه: وإن كنت تبحث عن الترفيه، فتستطيع كثير من الساعات حفظ الملفات الموسيقية المفضلة وتشغيلها عبر السماعات اللاسلكية المرتبطة بها دون الحاجة لوجود الهاتف بالقرب منك، أو من خلال تشغيلها عبر السماعة المدمجة فيها. وتجدر الإشارة إلى أن بعض الساعات تدعم الاتصال بالإنترنت عبر شبكات الاتصالات (وليس عبر الهاتف)، الأمر الذي يعني أنه بإمكانك الاستماع إلى الموسيقى من خدمات البث عبر الإنترنت أو الاستماع إلى محطات الراديو الرقمية في أثناء ممارسة الرياضة، مع ترك هاتفك في المنزل، أو للتركيز على العمل.
السعر: ويبقى عامل السعر مهما، حيث إن كثيراً من الساعات ذات الجودة العالية (تدعم ميزة الاتصال عبر المجال القريب، وعبر شبكات الاتصالات، ومقاومة المياه، والملاحة الجغرافية «جي بي إس»، وتقديم سعة تخزينية مدمجة لحفظ الملفات الموسيقية) متوافرة بأسعار تتراوح بين 200 و400 دولار أميركي، بينما يتراوح سعر الساعات الاقتصادية بين 100 و200 دولار.
ساعات مختارة
ومن الساعات الموجودة في السوق التي تستحق الذكر ساعة «آبل ووتش» التي أُطلقت في عام 2015. ويقدم الجيل السادس منها مزايا تتبع الصحة، وقياس نسبة تشبع الدم بالأكسجين، وأداء فحوصات كهربائية القلب (ECG)، والاتصال بجهة ما في حالات الطوارئ (مثل سقوط شخص كبير السن). كما تدعم هذه الساعة الاتصال عبر المجال القريب، وتقديم سعة تخزينية مدمجة لتخزين الموسيقى، وكثير من التطبيقات التي تقدم وظائف إضافية إلى الساعة. ويبلغ سعر الساعة 399 دولاراً، مع توفير إصدار خاص منها اسمه (Apple Watch SE) أقل تكلفة، لكنه لا يدعم فحوصات كهربية القلب أو خاصية (Always on Display) التي تسمح ببقاء الشاشة تعمل بشكل دائم، مع دعم نمط توفير الطاقة، بسعر يبلغ 279 دولاراً.
أما إن كنت تبحث عن ساعة تدعم نظامي التشغيل «آندرويد» و«آي أو إس»، فنذكر ساعة «غالاكسي ووتش أكتيف 2» (Galaxy Watch Active 2) من «سامسونغ» التي تتميز بتصميمها منخفض السماكة، ومزاياها الرياضية التي تشمل: متابعة التمارين آلياً، ومراقبة حالة ومعدل وجودة النوم. ويتراوح سعر هذه الساعة بين 200 و250 دولاراً. وتجدر الإشارة إلى أن «غوغل» تتعاون حالياً مع «سامسونغ» لتقديم مزايا جديدة إلى نظام التشغيل «ووير» الخاص بالساعات الذكية، خصوصاً المزايا الحصرية لساعات «سامسونغ». وكانت «غوغل» قد أكملت استحواذها على شركة «فيتبيت» المتخصصة في صناعة الساعات الذكية، الأمر الذي يعني قدوم المزايا المتقدمة الموجودة في تلك الساعات إلى نظام التشغيل «ووير».
ولكن إن كنت تبحث عن ساعة من الفئة الاقتصادية، فنذكر ساعة «فيتبيت فيرسا 2» (Fitbit Versa 2) التي يتراوح سعرها بين 150 و180 دولاراً، وهي تحتوي على كثير من المزايا المتقدمة للساعات الذكية، مثل قياس نسبة تشبع الدم بالأوكسجين، وتتبع حالة وجودة النوم، يضاف إليها مقاومة المياه، وتقديم بطارية تعمل لنحو 6 أيام في الشحنة الواحدة. كما تدعم هذه الساعة التفاعل مع مساعد «أليكسا» من «أمازون»، والدفع لاسلكياً عبر تقنية الاتصال عبر المجال القريب، والملاحة الجغرافية «جي بي إس».
جدير بالذكر أنه توجد كثير من الساعات الذكية ذات التصميم الكلاسيكي الذي يحاكي ذلك الخاص بالساعات التقليدية، مثل ساعات شركتي «فوسيل» (Fossil) و«سكاجين» (Skagen).