أشار مدير عام المجلس الإقتصادي الإجتماعي محمد سيف الدين، إلى أنّ “الدّعم العشوائي خلال السّنة الماضية طال الفقير والمقتدر، وهو في مكان ما شكّل دعماً للمستوردين وليس للمستهلك، فلم يصل للمستحقّين إلّا ما نسبته حوالي 20 بالمئة، وذهب المتبقّي منه إلى عدة مزاريب، معرباً عن أسفه لما آلت إليه الأوضاع جرّاء الشّحّ بالعملات الصّعبة في البلد، والخيارات المحدودة التي وُضعت أمامهم من قبل المصرف المركزي.
وفي حديث صحافي، تابع سيف الدين بأن “المجلس الإقتصادي الإجتماعي يستضيف ممثّلين عن كلّ الكتل النّيابية، وخبراء اقتصاديّين يمثّلون مختلف الأحزاب السّياسيّة، بالإضافة إلى خبراء مستقلّين وممثّلين عن البنك الدولي بحضور الوزراء المعنيّين أي الإقتصاد والشؤون الإجتماعية، حيث يتمّ عقد اجتماعات متكرّرة منذ أسابيع، وقد تمّ التّوصل قبل يومين إلى توافق بين الخبراء على ورقة على أن يتمّ مناقشتها وممثّلي الكتل، ومن المفترض ان يتمّ الإتّفاق عليها خلال أسبوع”.
وأوضح سيف الدّين، أنّه “عند صدور هذه الورقة ستقترح آليّة محدّدة لترشيد الدّعم، مع التّذكير بأنّها ليست ورقة المجلس الإقتصادي الإجتماعي بل هي خلاصة النّقاشات بين الخبراء وممثّلي الكتل، بحيث أن المجلس لعب دور الحاضن للحوار للوصول إلى توافقات وسهّل التّواصل بين الأفرقاء المعنيّين”.
وعن آليّة تمويل البطاقة، أكد سيف الدين أن “الورقة ستلحظ الحلول للتمويل”، متوقعاً انخفاض كلفة الدعم إلى ما يقارب الثّلثين.
وأضاف بأن “التّطبيق هو من مسؤوليّة الحكومة الّتي تكون موجودة حينها، وعليها أن تراقب بدقّة، والبحث يدور حول آليّة سهلة تشمل جميع المستحقّين وهم في الواقع غالبيّة الشّعب اللّبناني، والحديث عن 700 ألف عائلة تستفيد من البطاقة ليس مبالغاً فيه”.
وعن إمكانيّة إرتفاع سعر صرف الدولار في السوق السوداء بالتّزامن مع بدء رفع الدعم، شدّد سيف الدّين على أنّ “رفع الدّعم لن يسبّب بالضرورة ازدياداً على طلب الدولار من قبل المستوردين لأنّ الإستهلاك سينخفض، ومن جهة ثانية التّوصية الّتي ستصدر عن اجتماعات المجلس الإقتصادي الإجتماعي تطالب بدفع الأموال عبر البطاقة بالدولار النقدي، فإذا استفادت 700 ألف عائلة منها يعني أنّ أغلبيّة الشعب اللبناني سيحصل على “دولار كاش” وستكون مخصّصة للإستهلاك بطبيعة الحال وليس للإدخار، وهذا نوع من ضخّ للدّولار في السّوق”.
ورداً على سؤال حول دعوة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لسوق اقتصاديّة مشتركة مع سوريا والعراق والأردن، رأى سيف الدين أنّ “ما حصل في الفترة السّابقة من قطع أوصال البلد مع سوريا والعراق والمحيط العربي أضر بلبنان، وفي ظرف طبيعي من الممكن أن تكون هذه الخطوة مفيدة، ولكن لا أعلم مدى فعاليتها اليوم في ظلّ غياب حكومة أصيلة، وبالتّالي أرى أنّ الأولوية هي لتشكيل حكومة جديدة ليصار بعدها إلى البحث في كافة الخيارات الإقتصاديّة”.