أشار مفتي صور وجبل عامل القاضي الشيخ حسن عبدالله الى “اهمية ان ندرك حجم الأخطار الدينية والوطنية التي نتعرض لها”، مؤكدا أنه “على المستوى الديني نواجه انحرافات عقائدية واضحة المعالم من تشكيك وادخال افكار ضالة، وتأجيج الغرائز والعصبيات المذهبية والطائفية”.
وأوضح عبدالله خلال كلمة وجهها من دار الإفتاء الجعفري لمناسبة دخول الاشهر الحرام في التقويم الهجري( رجب، شعبان ورمضان) أنه “يحتم على كل فرد منا تحمل مسؤوليته الشرعية و التصدي للأضاليل والانحرافات، وتصحيح العقيدة لترسيخها بشكل صحيح يبنى من خلالها منظومة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدعوة الى الله بالحسنى والكلمة الطيبة، وحوار الاخر المختلف معه بالدين لترسيخ الايمان الابراهيمي الجامع للأديان”.
وأفاد عبدالله “بضرورة تأكيد مفهوم المواطنة ببعدها الوطني الذي يتطلب منا قراءة المواقف السياسية بعيدا عن الغرائز الطائفية والمذهبية والحزبية، ومعالجة المسائل من الجانب الوطني الذي يعود بالمصلحة العامة على كل اللبنانيين”.
ورأى المفتي عبدالله أنه “من الواجب ايقاف التراشق الاعلامي والمواقف السياسية الحادة التي اضرت بلبنان واهله وأساءت للجميع، اما آن الوقت لنعود لخطاب الامام المغيب السيد موسى الصدر اعاده الله الذي يرشدنا الى الوطن المتنوع القادر على مواجهة التحديات في الداخل والخارج، والحفاظ على سيادته بدلاً من الارتهان للخارج باي عنوان من العناوين”، معتبرا أنه “من غير الجائز تحت عنوان الحياد أن نلجأ الى مؤتمر دولي يُفقد لبنان سيادته واستقلاله”.
واعتبر عبدالله ان “الاول من شهر رجب الهجري يشكل نقطة تأمل لكل شخص مؤمن وعاقل في الارادة الحقيقية لله عز وجل، و عليه تحسين الاداء الإيماني والفكري والانساني في هذه الايام الفضيلة ليكون مدخلا لتحسين الاداء الوطني”، مضيفا ” علَّ بدخولنا في ايام الشهر الحرام ، نستفيد روحيا واخلاقيا كما ورد عن النبي واهل البيت عليهم السلام، فهذه المناسبة تجعلنا أكثر تمسكا بالله في ظل الجائحة الخطرة، فهي مناسبة للمناجاة نعيش فيها لحظات الرقي الايماني مع الله، هذا الرقي العبادي يلزمنا بان نكون اكثر وعيا بالتعامل مع الانسان، سواءً نشترك معه بالدين او الوطن، والشعور بحس المسؤولية الدينية والوطنية”.
ودعا عبدالله أن يكون شهر رجب “مناسبة لقراءة المواقف الدينية والسياسية بما يتلاءم مع عقيدتنا الايمانية وانتمائنا الوطني، ونحن مدعون جمعيا لتحمل المسؤولية لا التهرب منها، والا لن يرحم التاريخ، وسيطول الوقوف بين يدي الله”.