جوليا اسعد جعفر
تحيَّةُ السَّادس من شُباط وبعد..
كانَ وجهُ لبنان وكان، مفخَرَةُ جميع الأوطان، لجماله تفرّد به “اللّي بيسوى واللِّي ما بيسوى” ومن فرطِ التفرُّدِ حطّموه، قسَّموا المناطق، فرَّقوا الكنائسَ والمساجِدَ ولمّا إستنزفوا طاقاتَهُ، طبَّعوا وأرادوا أن يُسلِّموه.
جاءهم فارسٌ يمتطي طائر الفينيق وعلى مبدأ “ما بعد شباط ليس كما قبله” نهض بلُبنان. إنتزع عزَّ الجنوب من أيدي من تتنكّر بلباس “إسرائيل” رغم معرفة العالم أنّ وجه الحقيقة إسمهُ “فلسطين”. راحَ يُشرِّع، فأعطى للمسيحيين حقّ الصّليب واعترف للإسلام بتقوُّس هلالهم، وللدُّروز حفظَ خمسُ حدود.
في أيّام معدودات أشرك جميع الطّوائف في الحُكم، هزَّ جبروت الطُّغاة بجهود الأبطال، برِّيٌّ شرَّفَ العرب واليهود وما بينهما بتحرير أرضٍ زرعها أثمرَ وطناً. بَرِّيٌّ بنى بين كلّ مدرسة ومسجد ومشفى.
وطنِيٌّ أغدق على جميع العوائل والجّرحى والكسرى بالخير، والعلم، والعمل، وجال بنا على أكتاف الأوطان ليُعِزَّ لُبنان بأهله وبالمقاومة سائلاً الله تسديد الخُطى، والسّلام.
لكُم ولجميع المُستفسرين، هذه لُبُّ انتفاضاتنا، فماذا جنت إنتفاضاتكم ؟