أصبحت سنة 2020 السنة الأعلى حرارة على الإطلاق عالميا بالتساوي مع 2016، على ما كشفت الجمعة خدمة “كوبرنيكوس” الأوروبية لمراقبة الغلاف الجوي، مما يشكّل مسك الختام لعقد شهد درجات حرارة قياسية تعكس ظاهرة الاحتباس الحراري.
وانتهت سنة 2020 بمعدل حرارة أعلى بـ1,25 درجة مئوية من ذلك المسجّل ما قبل العصر الصناعي، وهو المعدّل نفسه الذي سجّل عام 2016، إلّا أن الفارق أن 2016 شهدت ظاهرة “إل نينيو” قوية، وهي ظاهرة طبيعية تتسبب بارتفاع درجات الحرارة، ولو شهدتها 2020 لكان ارتفع معدل الحرارة فيها بما بين 0.1 و0.2 درجة، بحسب العلماء.
وتهدف اتفاقية باريس إلى وضع حد للارتفاع في درجات الحرارة دون درجتين مئويتين “بشكل واضح”، والاقتراب قدر الإمكان من 1.5 درجة مئوية؛ لتجنب الآثار المدمرة لتغير المناخ.
وقالت فريا فامبورج كبيرة علماء كوبرنيكوس: “الحل هنا هو… تقليل كمية الانبعاثات”.
وسُجلت في العام الماضي أعلى درجة حرارة يتم قياسها بشكل موثوق، عندما رفعت موجة حر في كاليفورنيا في آب/ أغسطس، درجة الحرارة في وادي الموت بصحراء موهافي إلى 54.4 درجة مئوية (129.92 درجة فهرنهايت).
وقالت وكالة كوبرنيكوس؛ إن القطب الشمالي وشمال سيبيريا استمرا في الاحترار بسرعة أكبر من الكوكب ككل في عام 2020، مع وصول متوسط درجات الحرارة في أجزاء من هذه المناطق لأكثر من 6 درجات مئوية، فوق المستوى المستخدم كخط أساس للقياس، وهو متوسط حرارة 30 عاما.
واستمر غطاء الجليد البحري في القطب الشمالي في التآكل، وسجل تموز/ يوليو وتشرين الأول/ أكتوبر أرقاما قياسية لأدنى رقعة من الجليد البحري.
وقال علماء لم يشاركوا في الدراسة؛ إنها تتفق مع الأدلة المتزايدة على أن تغير المناخ يسهم في زيادة حدة الأعاصير والحرائق والفيضانات، وغيرها من الكوارث.
وقال آدم سميث، عالم المناخ في الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي في الولايات المتحدة؛ إن التكلفة في الأرواح والأضرار المادية تتزايد بسرعة.
قال سميث، الذي يتتبع كوارث المناخ التي تسبب أضرارا تزيد قيمتها على مليار دولار: “أصبحنا بحاجة إلى قاموس آخر لمساعدتنا في توصيف استمرار ظهور هذه الظواهر المتطرفة وزيادتها عاما بعد آخر”.