توجه المفتي الجعفري الممتاز سماحة الشيخ أحمد قبلان برسالة الجمعة لهذا الأسبوع إلى اللبنانيين معتبراً أن “البلد الآن في أسوأ مرحلة تاريخية، لا دولة ولا مؤسسات ولا إدارات، فيما الأزمات تتوالى، والفساد لا زال على أشدّه، وكأن البلد بألف خير والملفات تفتح لا للمحاسبة، إنما لتعميق الانقسام بين اللبنانيين، وكأن المطلوب هو انهيار البلد. وهذا ما يجري الآن وبكل وقاحة، سياسة وعَهر ليس بعده عهر، والتعطيل سيد الموقف بكل شيء، ليس من أجل الإصلاح، بل من أجل الكيد والتحدي، من أجل الحصص، وسط انعدام الحس الوطني والشعور بالمسؤولية الوطنية تجاه البلد والناس الذين انقطع أملهم، وانعدمت ثقتهم بكل هذه الطبقة السياسية، وباتوا على قناعة تامة بأن لا دولة ولا إصلاح ولا محاسبة ولا استرجاع أموال ولا اقتصاد ولا إنماء، وقد لا يكون هناك مستقبل لهذا البلد طالما هذا النهج السياسي هو الذي يحكم البلد، ويتحكّم بالناس، وطالما هناك من يلعب لعبة الأدوات المقنّعة في مشروع تدمير الدولة وإنهاء البلد لصالح الخارج الذي يصرّ على دفعه نحو القعر، حيث لم يعد سراً أن هناك دولاً إقليمية اتخذت قراراً بالشراكة مع واشنطن على محاصرة البلد وتجويع شعبه والوصول به إلى الانهيار الشامل”.
وأشار المفتي قبلان إلى “أن البلد مكشوف ومهدد أمنياً واقتصادياً واجتماعياً، وهناك من يرعى ويموّل وينظّم ويدير شبكات وظيفتها منع قيام الدولة والوصول بالبلد إلى الفتنة، لهؤلاء نقول: إذا كنتم تعتقدون بأن التجويع والاستنزاف المالي واللعب بالسوق السوداء وإطباق الحصار أكثر والتهديد بالويل والثبور يدفع بحواضن المقاومة للتخلي عنها، فأنتم واهمون، فالمقاومة تعني لبنان الكرامة والسيادة، تعني الأمن والأمان، تعني الانتماء الوطني الحقيقي وليس المقنّع، تعني الضمانة الضرورة لا بل الواجبة في ظل هذه العاصفة الأمريكية الإقليمية التي تتعامل مع لبنان وشعبه بعقلية الدواعش”.
ودعا سماحته “إلى عدم المقامرة، والتأكيد اليوم وغداً وفي كل حين على ضرورة إنقاذ البلد وحماية مشروع الدولة، وتأكيد العيش المشترك والسلم الأهلي، فالأوضاع كارثية، والبلد مقبل على أصعب مما نحن فيه، لا ماء ولا كهرباء ولا محروقات ولا دواء ولا طحين ولا مستشفيات ولا أدوات طبية، البلد في مهب الريح، والناس تحت عصف المجاعة، في حين أن من سرق البلد، وصادر أموال المودعين، وحوّلها إلى حسابه وحساب أزلامه يصرّ على رفع الدعم وخنق الناس”.