قالت الكاتبة الأميركية، أليسون وير، إنه من المذهل أن القليلين في أميركا يعرفون بشأن حركة سياسية كبيرة عمرها أكثر من قرن، في إشارة إلى “الحركة الصهيونية العالمية”، رغم تسببها بالحروب، وتشريد الناس، وحالة عدم الاستقرار في العالم.
وأكدت المديرة التنفيذية لمنظمة “لو أن الأميركان علموا” أن الحركة تمارس نفوذا هائلا في العالم بشكل عام، وعلى الولايات المتحدة الأميركية خصوصا.
ولفتت إلى أن الصهيونية، التي تعرف بأنها حركة يهودية تنتشر حول العالم وهي التي أثمرت تأسيس وتطوير الكيان الاسرائيلي، نجحت في ارتكاب واحدة من أكبر الخدع في القرن العشرين صورت الضحايا (الفلسطينيين) على أنهم معتدون بينما صورت المعتدين (المستعمرين الصهاينة) على أنهم ضحايا.
وقالت أليسون التي ألفت كتاب “التاريخ الخفي لكيفية استخدام الولايات المتحدة من أجل إقامة إسرائيل” إن هذه الحركة تشتمل على عدد كبير من الكيانات الدولية القوية.
وأشارت إلى أن اللوبي المناصر للكيان الاسرائيلي في الولايات المتحدة من أقوى مجموعات الضغط وأكثرها اختراقا للدولة.
وأكدت أن مناصري الكيان الاسرائيلي أصبحوا أصحاب نفوذ كبير في الحزبين السياسيين الرئيسين في الولايات المتحدة، وتمكنوا من انتزاع كم كبير من التأييد لإسرائيل، ولعبوا دورا مركزيا في دفع الولايات المتحدة لغزو العراق نيابة عن كيان الاحتلال، واليوم يقومون بشيطنة إيران.
وتاليا المقال كاملا كما نشرته على “إنفورميشين كليرينغ هاوس”:
نعم، هناك مؤتمر صهيوني عالمي
في بعض الأوقات تذهلني حقيقة أن حركة سياسية كبيرة عمرها أكثر من قرن مازالت معرفة الناس بها في أميركا قليلة جداً، وخاصة أنها تمارس نفوذاً هائلاً في العالم بشكل عام وعلى الولايات المتحدة بالذات، وتسببت في العديد من الحروب، وتشريد عدد كبير من الناس، وأوجدت حالة من عدم الاستقرار في العالم.
خلال جولاتي في أرجاء الولايات المتحدة وجدت أن معظم الأميركيين لا يعلمون إلا النزر اليسير عن الصهيونية. وأخمن أن الغالبية العظمى من الأمريكيين لا يملكون القدرة على تعريف المصطلح (وكان ذلك هو حالي معظم حياتي)، بل إن عدداً كبيراً جداً من الأمريكيين لم يسمع بالمصطلح أصلاً.
ومن بين من سمعوا بالمصطلح، قد يظن الكثيرون بأنه يشير إلى نوع من نظرية المؤامرة المعادية للسامية.
إلا أن الحقيقة هي أن الصهيونية – وكما وردت في القاموس من كونها “حركة يهودية تنتشر حول العالم وهي التي أثمرت تأسيس وتطوير الكيان الاسرائيلي وتدعم الآن الكيان المحتل باعتبارها وطناً يهودياً – هي حقيقة واقعة وبالغة الأهمية.
نجحت الصهيونية في إقامة الكيان الاسرائيلي في عام 1948 بعد عقود من الجهود التي كانت أحياناً علنية وفي أحيان أخرى سرية. وروجت بنجاح لشعار باطل يقول “أرض بلا شعب لشعب بلا أرض”، ونجحت في ارتكاب واحدة من أكبر الخدع في القرن العشرين صورت الضحايا (سكان البلاد الأصليين الفلسطينيين) على أنهم معتدون بينما صورت المعتدين (المستعمرين الصهاينة) على أنهم ضحايا (كما وثق ذلك العديد من الكتاب وتم ارتكابه من خلال صمت الكثيرين).
واليوم تشتمل هذه الحركة على عدد كبير من الكيانات الدولية القوية (انظر إلى القائمة أدناه)، بينما تبقى إلى حد كبير غير مرئية بالنسبة لملايين المواطنين في بلد يمنح الكيان الاسرائيلي كميات هائلة من المال، ويوفر لها الحماية الدولية، وخاض هذا البلد حرباً واحدة على الأقل (ضد العراق) نيابة عن إسرائيل.
ما يقدمه التعريف الذي في القاموس هو أبسط المعاني المرادفة للكلمة، ولكن لا يقول شيئاً عن تأثيرها العميق: لا كيف أنشىء الكيان الاسرائيلي ولا ما الذي يترتب اليوم عن دعم الكيان المحتل.
كما وثق عدد كبير من المؤرخين، تأسس الكيان الاسرائيلي من خلال حرب من التطهير العرقي، وكما قال مؤرخ إسرائيلي كبير، تم في هذه الحرب طرد ما يقرب من 750 ألف رجل وامرأة وطفل بالقوة من ديارهم، ودمرت تماماً مئات القرى، وشرد معظم أهل البلاد الأصليين، وصودرت بيوتهم وأراضيهم التي ورثوها عن آبائهم وأجدادهم وتحول مالكوها إلى لاجئين لا حول لهم ولا قوة.
واليوم، ومن أجل تحقيق الهوية اليهودية التي وردت في التعريف، يستمر الاحتلال في مصادرة الأرض الفلسطينية، وتمارس التمييز ضد من تبقى من السكان غير اليهود الذين مازالوا يعيشون في المنطقة، وتحتجز أربعة ملايين ونصف المليون من الفلسطينيين الذين يعيشون في الأجزاء الأخرى من الأرض (الضفة الغربية وقطاع غزة) في سجنين افتراضيين، بينما قدرتهم على مغادرة بيوتهم والعودة إليها يتحكم بها الكيان الاسرائيلي بشكل كامل.
تتعرض القرى الفلسطينية للغزو بشكل يومي، ويتعرض الناس للترهيب والخطف، وتتعرض بيوتهم ومحاصيلهم للتدمير بشكل منتظم. ولما يزيد عن عام تنظم مظاهرات أسبوعية حاشدة تطلق خلالها القوات الإسرائيلية النار وتقتل عدداً من المتظاهرين العزل كل أسبوع.
الحركة الصهيونية في الولايات المتحدة – قرن من العمل النشيط
كما أصف في كتابي (الذي صدر بعنوان “على عكس ما تقتضيه الحكمة: التاريخ الخفي لكيفية استخدام الولايات المتحدة من أجل إقامة إسرائيل”) بدأت الحركة الصهيونية في الولايات المتحدة في أواخر القرن التاسع عشر ولعبت دوراً في الأحداث التي أفضت إلى إقامة الكيان الاسرائيلي.
واليوم ربما كان اللوبي المناصر للكيان الاسرائيلي أقوى مجموعة من مجموعات المصالح الخاصة في الولايات المتحدة وأكثرها اختراقاً للدولة. يحمل أعضاؤه رؤى متنوعة وفي بعض الأوقات يختلفون فيما بينهم حول بعض الجوانب ولكنهم جميعاً يشتركون في نفس الهدف، ألا وهو دعم إسرائيل.
غدا مناصرو إسرائيل أصحاب نفوذ كبير في الحزبين السياسيين وتمكنوا من انتزاع عدد كبير من السياسات الأميركية المؤيدة للكيان الاسرائيلي. ولقد عملوا مؤخراً من أجل تمرير مشروع قانون يقضي بإنفاق 19 مليون دولار في اليوم نيابة عن إسرائيل. بالمجمل تم تقديم تسعين مشروع قانون لصالح إسرائيل في الكونغرس الحالي وحده. بالإضافة إلى ذلك، تتواتر الأدلة على أن أنصار إسرائيل لعبوا دوراً مركزياً في دفع الولايات المتحدة نحو غزو العراق، وأن الكثيرين منهم يقومون بشكل مشابه بشيطنة إيران.
نظرية المؤامرة
نظراً لأن القليل مما ورد أعلاه معلوم لدى عامة الناس في أميركا (إذ أن وسائل الإعلام الأمريكية نادراً ما تنشر شيئاً عن ذلك)، فقد تشكل الانطباع لدى بعض الأميركيين بأن مجرد القول إنه يوجد شيء اسمه “الحركة الصهيونية العالمية” يعتبر نوعاً من نظرية المؤامرة المعادية للسامية. (في الحقيقة، حتى مناقشة موضوع اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة قد يشكل خطراً على سمعة ووظائف من يتكلمون في الأمر. فعلى سبيل المثال، تعرض الأستاذان المحترمان جون ميرشايمر وستيفين والت للهجوم والاتهام بمعاداة السامية على عملهما الأكاديمي الذي يتحدثان بالتفصيل فيه عن نفوذ اللوبي الإسرائيلي.).
والحقيقة هي أن منظمة الصهيونية العالمية موجودة منذ أواخر القرن التاسع عشر، وما هي إلا واحدة فقط من العديد من المنظمات العالمية التي تعمل بالنيابة عن إسرائيل.
والأدهى من ذلك أن هذه جميعاً علنية ولن يجد من يبحث عنها صعوبة في الوصول إليها لو عرف أين يبحث. فعلى سبيل المثال، تعقد حالياً منظمة الصهيونية العالمية مؤتمرها الثامن والثلاثين عبر الأونلاين من الكيان الاسرائيلي، وهو المؤتمر الذي ينعقد كل خمسة أعوام.
منظمة الصهيونية العالمية
بينما تخفق وسائل الإعلام السائدة حتى في مجرد ذكر المنظمة أو الحدث، تعج الصحافة الإسرائيلية والصحافة اليهودية في أمريكا بأخبارهما، بل واستبقت تلك الوسائل الإعلامية الحدث بنشر العديد من التقارير عنه. ومن أمثلة ذلك تقرير نشرته صحيفة “الأخبار اليهودية في شمال كاليفورنيا” مرفقاً به صورة كتب عليها: “صوتك في إسرائيل: ها هم يهود منطقتك يسارعون الخطى لحضور المؤتمر الصهيوني العالمي.”
تأسست منظمة الصهيونية العالمية في عام 1897، وتتكون من عدد من الكيانات بما في ذلك المؤتمر الصهيوني العالمي، والمجلس الصهيوني العام، والتنفيذي الصهيوني، والمحكمة الصهيونية العليا. كما أنها تشتمل على دائرة مختصة بموضوع “العودة” – مهمتها تشجيع اليهود على ترك البلدان التي ولدوا فيها والانتقال إلى إسرائيل. بالإضافة إلى ذلك هناك قوائم بالعديد من المؤسسات الرديفة والشريكة حول العالم.
بالأمس، عقدت منظمة الصهيونية العالمية مؤتمرها الثامن والثلاثين بحضور 720 مندوباً ومراقباً مما يزيد عن 30 بلداً، يشاركون في المؤتمر الذي يستمر على مدى ثلاثة أيام. انطلاقاً من إسرائيل كالعادة، ينعقد مؤتمر هذا العام عبر الأونلاين بسبب الجائحة، ويتم ترتيب الجلسات لتأخذ بالاعتبار فروق التوقيت بين الكيان الاسرائيلي وأميركا الشمالية وأميركا اللاتينية وأوروبا وأستراليا وجنوب أفريقيا. يخصص المؤتمر الصهيوني العالمي ما يقرب من مليار دولار في العام لتنفق على مختلف المشاريع، وبات يعرف على نطاق واسع بأنه “برلمان الشعب اليهودي.”
قالت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية إنه ستجري أثناء المؤتمر انتخابات لاختيار قيادات المؤسسات الوطنية، ومنها منظمة الصهيونية العالمية، كيرين كايميت لازرائيل (الصندوق القومي اليهودي)، وكيرين هايسود، وهي منظمة لجمع الأموال على مستوى العالم، تأسست في لندن في عام 1920، لكي تكون بمثابة الذراع المتخصص في جمع التبرعات لصالح الشعب اليهودي والحركة الصهيونية. وقال التقرير إن المؤتمر سيناقش عدداً من القضايا المدرجة على الأجندة اليهودية العالمية.
ومن القضايا التي سيتم تداولها كيفية “تخصيص 5 مليارات دولار للمنظمات والبرامج اليهودية في الكيان الاسرائيلي وحول العالم.”
يتم بث وقائع المؤتمر على الإنترنيت، ومن رغب في المتابعة فيمكنه ذلك من خلال الرابط التالي: https://www.facebook.com/watch/WZOisrael/
منظمات صهيونية أخرى:
ليست منظمة الصهيونية العالمية المنظمة الوحيدة التي يشتمل اسمها على كلمة “صهيونية”. ومن بين المنظمات الأخرى ما يلي:
1) منظمة الصهيونية العالمية للنساء، والتي تأسست في عام 1902، وتضم حالياً ربع مليون عضو من مختلف أنحاء العالم.
2) مزراحي، الحركة الصهيونية الدينية العالمية، والتي ورد في تعريفها أنها الحركة الصهيونية الدينية العالمية التي تعمل على نشر توراة أرض إسرائيل في أنحاء العالم وتقوية الرابطة بين المجتمع اليهودي الدولي والكيان الاسرائيلي. تأسست هذه الحركة في عام 1902، ومقرها القدس ولديها فروع حول العالم. تعارض الحركة الدولية المناصرة للحقوق الفلسطينية والتي تعرف اختصاراً بحركة بي دي إس. وتقول إن قمة مزراحي العالمية انعقدت في الثامن عشر من أكتوبر / تشرين الأول.
3) المنظمة الصهيونية في أميركا، والتي تأسست في عام 1987، وهي أقدم منظمة مؤيدة للكيان الاسرائيلي في الولايات المتحدة. لديها 25 ألف عضو ولها فروع في مختلف أنحاء الولايات المتحدة.
4) حداسه، منظمة النساء الصهيونية، وعمرها يزيد على القرن. تقول إن رؤيتها تتمثل في تعزيز الارتباط بالكيان الاسرائيلي، وتصف نفسها بأنها أضخم منظمة صهيونية نسائية من حيث عدد الأعضاء في الولايات المتحدة. وتعمل على تعميق التزام وتعلق أعضائها بأرض وشعب إسرائيل. (روث بادر غينزبيرغ كانت عضواً مدى الحياة)
5) الحركة الصهيونية الأميركية، تعمل من أجل الصهيونية وتروج لها وتدافع عنها في الولايات المتحدة، وتسعى إلى تعميق وتوسيع العلاقة الفاعلة للمجتمع اليهودي الأمريكي مع الصهيونية في سياق معاصر، وتيسير الحوار والتعاون بين المنظمات الصهيونية من خلالها وبها، وتهدف لأن تشكل النقطة المركزية للموارد الصهيونية في أمريكا.
(معلومة تاريخية مثيرة للاهتمام: كان زعماء الصهيونية في 1948 يفكرون بإطلاق اسم “صهيون” على الدولة الجديدة ولكنهم في النهاية قرروا تبني اسم “إسرائيل”.)
والمزيد من المنظمات الصهيونية
هناك أيضاً عدد من المنظمات الدولية الأخرى التي تعمل لصالح إسرائيل. تقريباً جميع هذه المنظمات لديها طواقم كبيرة من الموظفين، ومنشآت ضخمة وميزانيات بملايين الدولارات.
توفر مواقعها على الإنترنيت معلومات وافية حول علاقاتها ونشاطاتها المنوعة حول العالم. وكثير منها تذكر صراحة ضمن مهامها أنها تعمل ضد الحركة العالمية لمقاطعة الكيان الاسرائيلي، والتي نشأت أساساً بسبب انتهاكات إسرائيل لحقوق الإنسان، والتي تم توثيقها على مدى فترة طويلة من الزمن. يُذكر أن حركة بي دي إس (حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات) تعمل انطلاقاً من مبدأ بسيط ألا وهو أن الفلسطينيين ينبغي أن تكون لهم نفس حقوق البشر في كل مكان.
فيما يلي قائمة بعدد محدود من المنظمات:
1) المؤتمر اليهودي العالمي: وهو مؤتمر دولي آخر يدعم إسرائيل. وحسبما هو مذكور في موقعه على الإنترنيت، يمثل المؤتمر اليهودي العالمي الجاليات والمنظمات اليهودية في 100 بلد حول العالم. ومهمته أن ينوب عنها جميعاً لدى الحكومات والبرلمانات والمنظمات الدولية والأديان الأخرى. يحوز المؤتمر اليهودي العالمي على كم هائل من المال حول العالم. كانت حفلته السنوية التي عقدت في نيويورك في العام الماضي، كما ذكرت في مقال مفصل لي، قد حضرها أصحاب المليارات، وعدد من الأوليغاركيين الروس والسفراء والممولين الدوليين، وأفراد من عائلة روثتشايلد، وتشكيلة أخرى من المشاهير.
2) منتدى الهولوكوست العالمي، وهو كيان دولي آخر يدعم الكيان الاسرائيلي. مقره في الكيان الاسرائيلي نفسه وأسسه ويديره الأوليغارك الروسي الإسرائيلي فياتشيزلاف موشيه كانتور. شارك في نشاطه الخامس في العام الماضي ما لا يقل عن خمسة وأربعين من زعماء العالم، فيما وصفته صحيفة هآريتز بـ”جسر جوي من الرؤساء ورؤساء الوزراء وأفراد العائلات الملكية من مختلف أنحاء العالم.” وكانتور هذا، الذي يشتهر بممارساته التجارية المجردة من القيم والأخلاق، هو نفسه رئيس المؤتمر اليهودي الأوروبي، كما يترأس شبكة من الكيانات الدولية الأخرى المناصرة للكيان الاسرائيلي.
في مقابلة مع مطبوعة صهيونية، سئل كانتور: “لماذا أنت مهتم جداً بتعليم الهولوكوست وبإقامة مناسبات للتذكير بالهولوكوست؟” أجاب كانتور: “كان الهولوكوست أداة أساسية استخدمت من أجل التمكين من إقامة دولة إسرائيل. وفي عام 2006، غدا الهولوكوست الأداة الأكثر فعالية في قتالنا ضد معاداة السامية ومن أجل حماية إسرائيل.”
3) اللجنة اليهودية الأمريكية (إيه جيه سي)، وهي أيضاً بالرغم من أن اسمها منظمة دولية، فلديها ثلاثون مكتباً حول العالم في أوروبا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا الباسيفيكية والكيان الاسرائيلي. كما أن لديها مكاتب إقليمية عديدة منتشرة داخل الولايات المتحدة.
4) الوكالة اليهودية للكيان الاسرائيلي، وهي موجودة منذ تسعين عاماً، ولها فروع حول العالم، وتعمل على تشجيع الناس على الانتقال إلى إسرائيل. لديها فرع في الولايات المتحدة من يتبرع له تخصم التبرعات من ضرائبه. وتنص صراحة على أنها تعمل ضد حركة بي دي إس.
5) بناي بريث الدولية، ومضى على وجودها 175 عاماً، ولديها ارتباط بإسرائيل منذ السنوات الأولى لتأسيس الدولة. ومثل الكثير من المنظمات الأخرى، تعمل باستمرار على إعاقة المناسبات التي تنظم دعماً للحقوق الفلسطينية.
6) اتحاد ماكابي العالمي، ومقره الرئيسي في إسرائيل، وله فروع في خمس قارات وثمانين دولة. لديه 450 نادياً وما يقرب من 450 ألف عضو. ينص موقعه على الإنترنيت على أنه منظمة صهيونية تستغل الرياضة وسيلة لتقريب الشعب اليهودي من كل الأعمار من اليهودية ومن إسرائيل. لديه العديد من البرامج التي تركز على إسرائيل وتحارب في نفس الوقت حركة بي دي إس.
7) الصندوق القومي اليهودي، والتي تأسس عام 1901 ولعب دوراً أساسياً في نقل الأراضي الفلسطينية إلى الكيان الاسرائيلي. يعقد حالياً مؤتمره الوطني. ومثله مثل هذه الكيانات، لديه حضور في الولايات المتحدة وتمكن من الحصول على امتياز الخصم الضريبي.
8) الاتحاد العالمي لليهودية التقدمية، ومقره إسرائيل. يخدم 1200 جماعة مجمل عدد أعضائها 1.8 مليون يتوزعون في أكثر من خمسين بلداً. اتخذ قراراً ينص على أن المنظمة وجماعاتها “سوف تعمل ضد الإجراءات الشعبية والسياسية التي تستهدف التشكيك في شرعية ووجود إسرائيل كدولة ديمقراطية بما في ذلك حركة بي دي إس للمقاطعة.”
9) الاتحاد العالمي للطلبة اليهود، والذي يبرم شراكة مع منظمة الصهيونية العالمية ويمثل الطلبة اليهود في 55 بلداً. لديه 225 فرعاً حول العالم. يعقد المؤتمر السنوي للاتحاد العالمي للطلبة اليهود في الكيان الاسرائيلي. ومن الأمور التي يتعهد بها معارضة بي دي إس.
والقائمة تطول وتطول.
ما الذي يعنيه كل ذلك وما الذي لا يعنيه؟
في الواقع هناك عدد كبير من المنظمات القوية، جيدة التمويل وجيدة التنظيم، التي تعمل دولياً في دعم الكيان الاسرائيلي، وكجزء من ذلك تعمل ضد الحقوق الفلسطينية.
رغم أنني لم أحاول هنا الخوض في ميزانيات المنظمات وفي ثروات من يتبرعون لها، ما من شك في أن المجموع الكلي يعد بالمليارات. ومع ذلك من النادر أن تخبر وسائل الإعلام في الولايات المتحدة المواطنين الأميركيين عن الشبكة القوية والبارزة جداً من المنظمات الدولية التي تدعم إسرائيل وتعمل ضد ما يبذل من جهود للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني.
في نفس الوقت من المهم تذكر أن تلك المنظمات، على الرغم من أسمائها، لا تمثل جميع اليهود.
مع أن الصهاينة سعوا منذ الأيام الأولى لحركتهم إلى الدمج بين الصهيونية واليهودية – وخدعوا كثيراً من الناس حتى تهيأ لهم بأن الاثنين شيء واحد – إلا أن الأمريكيين اليهود ولعقود لم يدعموا الصهيونية، بل إن كثيراً من اليهود في فلسطين نفسها يعارضونها، واليوم هناك الكثير من الأمريكيين اليهود وغيرهم حول العالم ممن ينتقدون أفعال إسرائيل.
بالإضافة إلى ذلك، بعض – بل ربما الكثير – من أعضاء المنظمات المذكورة أعلاه قد لا تتوفر لديهم معلومات حول ما فعلته الحركة الصهيونية في الماضي وما تساهم فيه حالياً مما يرتكب ضد الفلسطينيين.
ربما يُتحدث لهم باستمرار عن الصواريخ المتساقطة من غزة، ولكن لا يقال لهم شيء عن العنف الإسرائيلي الرهيب الذي سبق هذه المقذوفات المصنعة محلياً ولا عن الأسلحة الإسرائيلية التي تفوق بمراحل شاسعة التأثير البسيط جداً لهذه الصواريخ.
سمعوا حكاية أن الجيوش العربية أعلنت الحرب على الكيان الاسرائيلي، ولكنهم لم يعلموا شيئاً عن القوات الصهيونية التي كانت من قبل قد ارتكبت العديد من المجازر المرعبة لكي تخرج أعداداً كبيرة من الفلسطينيين من ديارهم وظلت تعمل من أجل إخراج من بقي منهم.
على الرغم من صدور أعداد كبيرة من التقارير التي وثقت عبر السنين انتهاكات إسرائيل لحقوق الإنسان والممارسات العنصرية الإسرائيلية المستمرة، إلا أن أعضاء هذه المجموعات إما أنهم لم يعلموا بشيء من ذلك أو أنه يقال لهم بأنها من صنع المعادين للسامية.
والحقيقة هي أن هذه المنظمات، بما يتوفر لديها من ميزانيات ضخمة وبرامج معدة ببراعة في العادة، تعمل تحديداً على تلقين أعضائها بالأساطير المنسوجة حول إسرائيل والأباطيل المرتبطة بواقعها. (والمحزن، كما أشرت أعلاه، أنها تحظى في ذلك بمساعدة وسائل الإعلام الأمريكية التي تقدم لنا على الأغلب تقارير معدة من وجهة النظر الإسرائيلية، تم التلاعب بمحتواها حتى لا تتضمن شيئاً من الحقائق الأساسية.).
آن الأوان لأن يعلم المزيد من الأميركيين حقائق الحركة الصهيونية.
آن الأوان لأن يبادر الأميركان – من كل الأديان والأعراق والأصول – بالانضمام معاً لمناهضة هذه الحركة الدولية الشوفينية والهدامة، والتي تسببت فيما لا يحصى من المآسي والأضرار. إن الدمار الذي تسببت به هذه الحركة غير مقتصر على فلسطين، لقد عم ضررها كل الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بل وامتد إلى أوروبا، وها هو يلحق الضرر بالولايات المتحدة أيضاً، إذ تسببت بالحروب وعدم الاستقرار العالمي.
ليس من معاداة السامية أن يتحدث المرء عن الصهيونية العالمية. بل هذا ما يستدعيه الواجب.
أليسون وير هي المديرة التنفيذية لمنظمة “لو أن الأميركان علموا” ورئيس “مجلس المصلحة الوطنية” ومؤلفة كتاب “على عكس ما تقتضيه الحكمة: التاريخ الخفي لكيفية استخدام الولايات المتحدة من أجل إقامة إسرائيل”.