اعتبر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان أن “الرئيس الفرنسي ماكرون يسقط نفسه غرائزياً، حين يخلط بين الإبداع والحرية وبين أعظم الأنبياء، الذي جاء بأكبر وأعظم المبادئ الحقوقية الإنسانية. وهو حين يقدّم الزخم المعنوي السلطوي لمن أراد الطعن بأكبر الأنبياء وأعظمهم، إنما يفعل ذلك بخلفية أحقاد لا خلفية ثقافة وحرية وتنوّع، ويفعله على طريقة الترياق المسموم. كان يفترض بالرئيس الفرنسي أن يقرأ مبادئ الثورة الحقوقية التي أسّس لها نابليون بعد غزوات الشرق، ليعرف أن فرنسا بل الغرب كلّه مدينون بشدة لأكبر أنبياء الله حقوقياً ومعرفياً، إلا أن ماكرون للأسف على طريقة الغرب يرى بعين الطاعون الثقافي والحقد المقيت ليس أكثر”.
ولفت المفتي إلى أن “ما يشربه ماكرون والغرب اليوم هو نتيجة داعشيتهم الاستخباراتية وليس العكس وما يعانون منه اليوم هو نتاج أمسهم، ومن أفخر ماركاتهم التي عملت على دعوشة الإسلام وتقديمه للعالم على طريقة السم المطبوخ، وطابخ السم آكله؛ وليس سوريا والعراق وليبيا وأفغانستان عن ماكرون وحلفاء الغرب الدموي ببعيد”. وأضاف: “إننا إذ ندين عقلية الغرب الانتهازية وثقافة آلة الإعلام والاستخبارات والسياسة الغربية التي عملت على إنتاج شتى النماذج الداعشية فكرياً وميدانياً، نؤكّد أن زمن التاريخ الاستعلائي انتهى، وأن زمن الغرب القائد بطوره للسقوط، وأننا واثقون جيداً بأنفسنا ولا نحتاج شهادة من أحد، وأن ما زرعه الغرب يحصده اليوم، وما يسلّفه اليوم يردّ عليه غداً، ونحن لسنا بمقام إدانة أنفسنا، بل نفاخر بأننا أتباع أكبر أنبياء الله، وأعظمها إنسانية ورحمة وشرفاً وعقلاً ورسالة ونبلاً وثباتاً”.
وقال: “ها هو الغرب يحصد ويلات حروبه ممن غيّر جيناتهم الثقافية وقاتل بهم وقدّمهم كنموذج إسلامي، ليكونوا عبئاً على الإسلام ونبيّهم الأعظم فإذا بهم يقضّون مضاجع الغرب ويردّون الصاع صاعين، حتى لا ينسى الغرب ما قدّمت يداه، (وما ربك بظلام للعبيد)”.