في ظل الواقع المرير الذي يمر به بلده الأصل لبنان، قام اللبناني المقيم في بريطانيا، عباس جابر، بتقديم حاوية مليئة بالأطنان من الملابس الى موطنه الأم في سبيل التخفيف من وطأة الأزمة الاقتصادية التي يعانيها البلد العربي الصغير منذ حوالي السنة.
وقال جابر أن الأرقام والصور الصادرة من لبنان عن الأزمة الاقتصادية وارتفاع معدلات الفقر، بالأخص عقب انفجار مرفأ بيروت الكارثي، أثّرت به كثيراً لدرجة أنه أراد إرسال حقيبة أو اثنتين الى بلاد الأرز لمساعدة المحتاجين، ولكن بعد أن وضع أرقام للتواصل معه على مواقع التواصل الاجتماعي انهالت عليه المساعدات من الجاليات العربية وحتى السكان المحليين والآسيويين في بريطانيا، إلى حدّ استأجر حاوية ضخمة تساع الأطنان وتمّ توضيبها ونقلها بالمجان من قبل الشركة التي تعامل معها جابر، في بادرة من الشركة نفسها لمساعدة اللبنانيين.
ويشهد لبنان أزمات متتالية من انهيار اقتصادي متسارع فاقم معدلات الفقر، إلى قيود مصرفية مشدّدة على أموال المودعين، وتفشّي وباء كوفيد-19 وأخيراً انفجار مرفأ بيروت المروع الذي حصد أكثر من 190 قتيل وآلاف الجرحى وألحق أضراراً جسيمة بعدد من أحياء العاصمة والنشاط الاقتصادي.
قدر البنك الدولي أن الخسائر الناتجة عن الانفجار الضخم الذي وقع في مرفأ بيروت تصل إلى حوالي 4.6 مليار دولار في المنازل والبنية التحتية، وقال فريد بلحاج نائب رئيس البنك الدولي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا إن ذلك يجب أن يحفز على تنفيذ إصلاحات في لبنان للإفراج عن أموال لإعادة الإعمار.
ولجأ لبنان مرارا إلى المجتمع الدولي طلبا للمساعدة أثناء عملية إعادة بناء اتسمت بالبطء منذ الحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990 لكن إخفاقه في إصلاح نظام موبؤ بالفساد وسوء الإدارة تسبب في ردع الجهات المانحة عن الاستثمار هناك.
وأضاف التقرير للبنك الدولي أن الخسائر الأخرى مثل الانخفاض في الناتج الاقتصادي تتراوح بين 2.9 مليار و3.5 مليار دولار.
وناشد لبنان، الذي يرزح بالفعل تحت وطأة دين خارجي ضخم، المجتمع الدولي تقديم العون له.
ويطالب المانحون، بقيادة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بتشكيل حكومة جديدة قادرة على معالجة فساد مستشر في أجهزة الدولة وتطبيق إصلاحات أخرى للحصول على دعم.
وقالت لجنة الأمم المتحدة الاجتماعية والاقتصادية لغربي آسيا (الإسكوا) إن “نسبة الفقراء من السكان تضاعفت لتصل إلى 55 في المئة في عام 2020 بعد أن كانت 28 في المئة عام 2019، وارتفعت نسبة الذين يعانون من الفقر المدقع بثلاثة أضعاف من ثمانية إلى 23 في المئة”.