ليبانون تايمز ـ نورا إسماعيل
بين المزاح وما شابه، بين التصديق بكورونا واللامبالاة فيه، بين كل الأعداد التي أمست ضحية الفيروس، كان له وقع خاص على حياة الشباب، ليصطاد بأنيابه الإعلامية خلود شحادة، ويحط بكل كاهله على جسدها، لتكللها في نهاية المطاف بالشفاء، وتكون قصتها عبرة لكل من لم يصدق حتى يومنا هذا وجود الفيروس الفتاك في العالم عامة ولبنان خاصة.
وفي حديث لموقع “ليبانون تايمز” روت خلود قصتها مع الفيروس، بداية الأمر، هي من الاشخاص الذين يأخذون كافة الاجراءات الوقائية التي أوصت بها من وزارة الصحة، من ارتداء الكمامة الى التعقيم، والتباعد الاجتماعي، ولكن بعد زيارتها للسوبرماركت نهار الجمعة، انهالت العوارض عليها نهار الأحد ولتتأكد من أنه وجع عادي، اختبرت نفسها بالشم والتذوق لتكتشف أنها فقدتهما، لتكون الخطوة الاولى هي حجر نفسها في الغرفة، والاعتذار عن الذهاب الى العمل، لتقوم بعدها باجراء فحص الـ PCR في اليوم التالي لتتأكد من الاصابة بكورونا من وزارة الصحة، وتتجه الى العزل.
العوارض التي مرت بها خلود كانت تزداد تدريجيا من السعال القوي، ضيق النفس الحاد، الى وجع المفاصل، قائلة: “وعن معركتي مع كورونا، من الصعب أن تتنفس بمقياس رأس الإبرة، وانت في عالم يتسع لكل هذا الكم من الناس”، وعند سؤالنا لخلود عن شعور مريض كورونا أكدت أن الوحدة التي يمر بها المريض تعادل الدنيا وما فيها، فالوسادة الفارغة يوميا، والرسائل النصية التي تواسي قلبها كانت كفيلة بأن تجعلها تبتسم لمدة قصيرة، نظرا الى أن أحبابها لم يبخلوا ابدا بأن يكونوا في وقت الضيق، إلا أنهم لم يستطيعوا أن ينزعوا ألم الخناجر من صدرها كلما تنفست. ليبقى السؤال الوحيد في مخيلتها: ” هل سيبقى اسمي بين مرضى كورونا فقط، ام سينتقل للوفيات في آخر المطاف؟”
وعند السؤال عن سبب إعلان خلود لإصابتها بفيروس كورونا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كان ردها: “إن الاعلان عن اصابتي كان عبارة عن رسالة لكل من لم يصدق بوجود الفيروس حتى اليوم أو يخاف منه، فهو ليس بعيب، أو ما يمكن أن نخبأه، فبطبيعة الحال هو بحاجة لمناعة جسدية يمكن تعزيزها عبر المناعة النفسية من خلال دعم المحيط لنا، وهذه المناعة لا يمكن أخذها الا عندما نكون في تصالح مع أنفسنا، فكل شخص معرض للإصابة بالفيروس، وحتى يعلم كل الأشخاص الذين احتكوا بي أنه من الواجب الاخبار والحجر المنزلي حتى تظهر النتيجة”.
وفي رسالتها الأخيرة من مركز العزل في الغبيري، قالت الاعلامية خلود، أو كما سماها الاصدقاء على مواقع التواصل الاجتماعي، “عروس الرسالة”: “علينا الالتزام بالاجراءات التامة التي وضعتها وزارة الصحة، لأنه كفكرة أن تكون لوحدك لا مؤنس لك، ولا حبيب تشكو له ألم الفراق أو الوجع، كفيلة بأن تجعلك تشعر بأن أي شيء كالذهاب الى المطعم، أو التجمعات، أو احتساء شراب في استراحة هو لا شيء أمام ما ستشعر به عند الاصابة بالفيروس، حتى لا تحمّل أهلك وأحبابك وجع الغياب عنك، حتى لا تشعر بأنك عاجز ولا تستطيع ان تفعل شيئا، حتى لا تجرح من أحبك… كن على حذر، فكورونا ليس مزحة”.
ختام كلامها كان، هل ستكون معاناتي مع كورونا طويلة؟ هل سأكون يوما في عداد الوفيات؟ لتنعكس الاجابات، بإعلان النصر في معركتها، والنصر كان الشفاء التام من كورونا، مع العودة للابتسامة من جديد، فالاعلامية خلود شحادة سطرت انتصارها على كورونا بالحبر العريض، وعادت أدراجها الى المنزل الذي رباها، لتحتضن من انتظرتها تسعة اشهر لتكون في الدنيا، ستة عشر يوما اضافيا… لتكون فرحة وعبرة.