زهراء شرف الدين – ليبانون تايمز
كعادته اللبناني بمجرد سماعه بإمكانية ارتفاع سعر سلعة معينة حتى يسارع إلى شرائها وتخزينها، وهذا ما حدث فعلا في الآونة الاخيرة بعد اقتراب رفع الدعم، وتحديدا عن الادوية، حيث قام المواطنون بشراء الأدوية التي يحتاجونها خشية من زيادة أسعارها أو فقدانها، وكون أن معظم الأدوية صلاحيتها تفوق السنة لجأ من يقدر إلى تخزينها، ويقول أحد المواطنين عن سبب تخزينه للدواء “احتياط مش ناقصنا مصيبة جديدة”.
بالرغم من أن المعنيين قاموا بضبط حركة البيع، إلا أن ذلك لا يكفي، فالمطلوب طمأنة الناس بأن صحتهم ليست بخطر، فهي ما يكافحون لأجلها في هذا البلد البائس بعدما فقدوا الأمل بالعيش الكريم.
يقول أحد الصيادلة أن “أدوية عديدة فقدت، كما فقد بديلها، والمواطنون من صيدلية إلى اخرى بحثا عنها، وأحد الأدوية المفقودة يستخدم لعلاج أمراض مزمنة، لا يستطيع المريض الإستغناء عنه، ولا نعلم متى ستؤمّن”.
في هذا السياق أشار رئيس هيئة “الصحة حق وكرامة” اسماعيل سكرية لموقع “ليبانون تايمز” إلى أن “الدواء حاجة يومية، وقصة رفع الدعم عنه قد تكون وسيلة ضغط، ممكن ضغط من شركات الأدوية، وأيضا ضغط مخفي من نقابة الصيدلة لرفع السعر بعد الوضع القائم في البلد وما أصابهم جراءه..”
وأوضح أنه “في عام 2019، سجلت فاتورة الدواء اللبناني مليار و 950 مليون دولار، 8% صناعة وطنية داخلية، و 92% مستورد ، اذا تم وقف الدعم سيحل كارثة على الوطن، خاصة أنه ليس لدى لبنان صناعة وطنية كبيرة”.
وأفاد مصدر مطلع لموقع “ليبانون تايمز” أن البنادول يتم دعمه سنويا بمليون دولار، فإذا توقف الدعم، ستحل كارثة، ليس على الصعيد المادي، بل لجهة الأدوية المزوّرة والمهرّبة التي ممكن أن تحل مكان الأدوية الصحيحة، إضافة إلى تهديد الصيدليات وشركات الأدوية وغيرها بالإغلاق”.
أما عن سعر الدواء فأكد سكرية أنه “سيلحق سعر صرف الدولار، أي أنه من الممكن زيادة سعر الدواء خمسة أضعاف وأكثر”، موضحا أن “الجميع ينتظر الحلول من الأعلى، أما كمقامات ليس بمقدورهم حل هذه المعضلة.”
ورأى سكرية أنه “إذا تم رفع الدعم، سيدخل الضمان بأزمة كبيرة، بين شهر وشهرين سينهار، وصندوق المرض والأمومة لن يستطيع تغطية الدواء، مفيدا بأن 30% على الأقل من تعويضات نهاية الخدمة سحبت لصالح صندوق المرض والأمومة”.
واعتبر انه يجب ايجاد حل لمسألة الدعم للدواء لأن هذه المسألة قد تتسبب بتهديد الأمن الاجتماعي في البلد.
فكرة تطمين المواطنين متعذرة حاليا والسبب عدم صدور بيانات رسمية متعلقة برفع الدعم، ولا أحد يعرف ماذا سيحصل، وكأن الشعب لا يكفيه ضياعه الحالي، فكل شيء يمكن الاستغناء عن استعماله إلا الدواء، ورفع الدعم سيمنع الفقير من شرائه، وكون أكثر من نصف سكان لبنان يعيشون تحت خط الفقر، هذا يعني أن أكثر اللبنانيين صحتهم مهددة، وعلى الدولة أن تجد الحل في أسرع وقت، وإلا الموت سيخيم على أبنائها.