- مقدمة نشرة أخبار “تلفزيون لبنان”
الهامش الزمني لمهلة إيمانويل ماكرون يضيق، فيما مروحة التكهنات تتسع بشأن التشكيلة الحكومية التي سيقدمها الرئيس المكلف مصطفى اديب في الحادية عشرة من صباح الغد إلى رئيس الجمهورية.
الأكيد حتى الساعة أن المبعوث الفرنسي بيار دو كان، سيزور بيروت، أما في حال تعثر انطلاقة الحكومة، فإن موفدا فرنسيا آخر سيتم إرساله إذا ما وصلت الأمور إلى طريق مسدود.
مكتب ماكرون أوضح أنه يضغط على الساسة اللبنانيين، للوفاء بوعودهم بتشكيل حكومة جديدة هذا الأسبوع، والعمل على انتشال البلاد من أسوأ أزمة تشهدها منذ الحرب الأهلية.
على أي حال، الساعات القادمة حاسمة لجهة معرفة مصير الفرصة الأخيرة التي ربط الرئيس الفرنسي رصيده السياسي بها. فهل يخسر ماكرون رصيده في زواريب السياسة اللبنانية، ويخسر معه اللبنانيون آمال الفرصة الأخيرة لحلم الدولة التي تؤمن أبسط حقوق مواطنيها، أم تسلك حكومة مصطفى أديب طريقها إلى السرايا الحكومية بعدما تتجاوز قطوع الثقة النيابية؟.
أسئلة كثيرة تدور في الكواليس الداخلية، لاسيما بعد إعلان الرئيس بري عدم الرغبة بالمشاركة في الحكومة، وقوله: أطلق عنوان واحد للحكومة الاختصاص مقابل عدم الولاء الحزبي وعدم الانتماء النيابي، وفيتوات على وزارات والاستقواء بالخارج وعدم إطلاق مشاورات. واستطرد: أبلغنا الرئيس المكلف استعدادنا للتعاون إلى أقصى الحدود.
في المقابل، النائب جبران باسيل أعلن أن مشاركة “التيار الوطني الحر” بالحكومة ليست شرطا لدعمها، وغامزا من قناة تمسك بري بوزارة المال، قال: إذا كان الهدف من حصول طائفة على وزارة عدة مرات هو تكريس التوقيع الثالث، فهذه مثالثة ونحن نرفضها حتما. لكنه لاقى الرئيس بري بسؤاله: لماذا الإصرار على تأليف حكومة من قبل فريق واحد، ومن دون تشاور مع أحد تحت عنوان الاختصاص وعدم الولاء الحزبي والاستقواء بالخارج؟.
توازيا، البطريرك الراعي كان واضحا في رفضه استملاك أي طرف بحقيبة تحت عنوان الميثاقية، مشددا على أن الميثاقية هي المناصفة.
ولبنان الذي يعاني أزمات اقتصادية واجتماعية ومالية، فاقمتها نكبة انفجار مرفأ بيروت، ينتظرالدعم الخارجي المشروط أولا وأخيرا بالإصلاحات ومكافحة الفساد. وفي جديد المواقف ما دعا إليه مفوض الاتحاد الأوروبي لإدارة الأزمات يانيز ليناريتش، إلى تشكيل حكومة “ذات صدقية” في لبنان بشكل عاجل، قبل إطلاق مرحلة ثانية من الدعم المالي للدولة الغارقة في الأزمات.
في الغضون، وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو دعا الاتحاد الأوروبي إلى تصنيف “حزب الله” منظمة إرهابية، وعدم التفرقة بين جناحي “حزب الله” العسكري والسياسي.
- مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أن بي أن”
الصورة الحكومية بدأت تتوضح أكثر فأكثر. إصرار من الرئيس المكلف مصطفى أديب على شروطه بفرض تشكيلة وزارية بشكل منفرد، ومن دون مشاورات مع أي جهة أخرى. مسار يبدو أنه محفوف بالمخاطر حيث ينتظر أن يقوم الرئيس المكلف بتقديم تشكيلته المبطنة والسرية، إلى رئيس الجمهورية عند الحادية عشرة من قبل ظهر غد الاثنين.
وعليه فإن الأمور ضبابية وغير محسومة. فهل يسير الرئيس ميشال عون بهكذا تشكيلة، من دون الأخذ بمواقف الكتل النيابية الرئيسية في البرلمان؟.
الرئيس نبيه بري رد اليوم على ما يشاع بشكل صريح، وأكد عبر مكتبه الإعلامي على أمور أساسية وجوهرية. وجاء في البيان ما حرفيته: المشكلة ليست مع الفرنسيين، المشكلة داخلية من الداخل. وأضاف: أطلق عنوان واحد للحكومة الاختصاص، مقابل عدم الولاء الحزبي وعدم الانتماء النيابي، وفيتوات على وزارات، والاستقواء بالخارج، وعدم إطلاق مشاورات.
وتابع الرئيس بري: لذا أبلغنا رئيس الحكومة المكلف من عندياتنا ومن تلقائنا، عدم رغبتنا بالمشاركة على هذه الأسس في الحكومة. وختم المكتب الإعلامي للرئيس بري: أبلغنا الرئيس المكلف استعدادنا للتعاون إلى أقصى الحدود، في كل ما يلزم لاستقرار لبنان وماليته، والقيام بالإصلاحات، وإنقاذ اقتصاده.
على المسار الحكومي أيضا، إعلان رسمي غير مفاجىء أطلقه رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، بشأن عدم مشاركة التيار البرتقالي في الحكومة العتيدة، منتقدا عدم التشاور مع الكتل التي ستنال الحكومة ثقتها. وأبدى خشيته من حشر رئيس الجمهورية، محذرا من سيناريو يقوم على قاعدة: إما تتألف الحكومة مثلما نريد، أو تفشل المبادرة الفرنسية وينهار البلد.
- مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “المنار”
إذا، أبلغ الرئيس المكلف أن الثنائي الشيعي لا يرغب بالمشاركة في الحكومة وفق الأسس التي أطلقها للتشكيل، فالمشكلة في لبنان ليست مع الفرنسيين بل هي مشكلة داخلية ومن الداخل، قال المكتب الإعلامي لرئيس مجلس النواب.
فعن أي داخل يتحدث مكتب الرئيس بري: هل عن داخل يضرب الميثاقية عرض الحائط ويستقوي بالخارج؟. لا شك أن اللبنانيين يتوقون لتشكيل حكومة تخرجهم من الأزمات التي تتكاثر كالفطر، لكن هل من أحد في الداخل يرغب بتشكيل حكومة تخرج الخارج من أزماته الداخلية، أو تزيد في أرصدة هذا الخارج الانتخابية؟.
ولا شك أن في لبنان من ما زال ولا يزال وسيبقى يرفض المساومة على حقوق وطنه ومصالحه وعلى أرضه وبحره، لا يستسلمون لسيف العقوبات الأميركية المصلت على رقاب من يخالف إرادة دونالد ترامب. ولا شك أن في لبنان رجالا يرفضون أن يقادوا إلى البيت الأبيض أذلة لتوقيع صفقات العار بأشكال مختلفة. والمجد لأيلول الشهداء في ذكرى مجزرة الثالت عشر من أيلول عام 1993 على طريق المطار، خلال تظاهرة ضد اتفاق التطبيع في اوسلو. التي قال فيها الأمين العام ل”حزب الله” وقتها، إنها كانت للدفاع عن الأرض والسيادة والأمة وعن مصير الأجيال.
الأجيال التي ستلعن ما يجري من تحضيرات في واشنطن، لاستقبال محنيي الرؤوس للتوقيع بحبر الذلة على تطبيع يتباهى بانجازه نتانياهو، ويتطلع الرئيس الأميركي لاستثماره انتخابيا. في وقت كانت المقاومة الشعبية الفلسطينية تطلق بيانها الأول، باعتبار الخامس عشر من أيلول يوم رفض شعبي تظلله راية فلسطين، ورفضا لرفع علم الاحتلال على سارية الذل في أبو ظبي والمنامة.
إلى شرق المتوسط حيث رصدت سفينة التنقيب التركية، وهي تغادر المنطقة المتنازع عليها بين اليونان وتركيا، المنطقة الغنية بالغاز الطبيعي، وذلك بعدما هددت أوروبا بالعقوبات، وأعرب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو عن قلقه من تحركات أنقره، في خطوة تراجعية تظهر على ما يبدو أن النشاط التركي المسموح به أميركيا في المتوسط تجاوز الحدود.
- مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أو تي في”
الأنظار نحو الحادية عشرة من قبل ظهر الغد. فماذا سيحمل رئيس الحكومة المكلف معه إلى قصر بعبدا؟، وما هي النتيجة التي سيخرج بها اللقاء؟. لن نسترسل في التحليل، ولن نغوص في التمني. لكن عرضا سريعا للمواقف عشية الزيارة المرتقبة، يمكن أن يفي بالغرض.
“المشكلة ليست مع الفرنسيين. المشكلة داخلية ومن الداخل”. الكلام للمكتب الإعلامي لرئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي تلقى أمس اتصالا من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. “أطلق عنوان واحد للحكومة”، تابع بيان مكتب بري: “الاختصاص مقابل عدم الولاء الحزبي، وعدم الانتماء النيابي، وفيتوات على وزارات، والاستقواء بالخارج، وعدم إطلاق مشاورات، لذا أبلغنا رئيس الحكومة المكلف من عندياتنا ومن تلقائنا، عدم رغبتنا بالمشاركة على هذه الأسس في الحكومة، وأبلغناه استعدادنا للتعاون إلى أقصى الحدود في كل ما يلزم لاستقرار لبنان وماليته والقيام بالاصلاحات وإنقاد اقتصاده”.
أما على خط “التيار الوطني الحر”، فإطلالة مفصلة للنائب جبران باسيل، جاء فيها حكوميا: “ما يهمنا هو الإصلاح، لهذا حددنا من اللحظة الأولى أن ما يهمنا هو أمر واحد، أن تكون الحكومة منتجة وفاعلة وإصلاحية، برئيسها ووزرائها وبرنامجها”. وأضاف: “في الاستشارات بلغنا هذا الموقف إلى رئيس الجمهورية، رئيس الحكومة، وقلته أنا في الإعلام في بعبدا وعين التينة، بأنَّ لا مطلب ولا شرط لدينا في الحكومة سوى قدرتها على تنفيذ البرنامج الإصلاحي المحدد، عندما نقول ليس لدينا شرط فهذا يعني أن مشاركتنا في الحكومة ليست شرطا لدعمها، لا بل أكثر من هذا، فنحن ليست لدينا رغبة في المشاركة بالحكومة، و”مش حابين نشارك”،…كثيرون يتكلمون معنا لضرورة مشاركتنا وأنَّ لا حكومة تتشكل من دوننا، ونحن نجيبهم أن رئيس الجمهورية بتمثيله وميثاقيته يغطينا ويغطي الحكومة ويعوض عنا في هذه الظروف الاستثنائية”،…قال باسيل.
حركة “أمل” و”التيار الوطني الحر” حسما موقفيهما إذا. فماذا عن سائر القوى المعنية بمنح الحكومة الثقة؟، وقبل كل شيء، ماذا سيدور في النقاش غدا بين رئيس الحكومة المكلف ورئيس الجمهورية، الشريك في عملية التأليف، والذي يشكل توقيعه على المرسوم معبرا إلزاميا للتشكيل؟.
تفاءلوا بالخير تجدوه. وعوِّلوا على الإرادات الوطنية والنوايا الطيبة، والحرص المشترك على المصلحة الوطنية العليا، التي تتطلب نجاح المبادرة الفرنسية، ومنع محاولي تعطيلها من تحقيق غايتهم.
والأهم، غضوا الطرف عن كلام الثرثرة في الإعلام وعلى مواقع التواصل، وتذكروا أن غالبية زاعمي الاطلاع على التفاصيل، لم يكونوا قبل دقائق من إعلان تكليف الرئيس مصطفى أديب قد سمعوا باسمه من قبل. وربما تتكرر معهم في التأليف، تجربة التكليف.
- مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أم تي في”
مدفوعا بوجع الناس وجوعهم والخراب الإقتصادي العميم والانتشار الرهيب لفيروس كورونا، وأخيرا، ونقول أخيرا بالضغط الفرنسي البناء والعقوبات الأميركية، يصعد الرئيس المكلف مصطفى أديب إلى قصر بعبدا الإثنين. والمعطيات المتوافرة تفيد بأن أديب قد يقدم تشكيلته لرئيس الجمهورية، تشكيلة حكومة الاختصاصيين الحياديين، ضمن مهلة الحث التي وضعها الرئيس ماكرون. والسؤال هل يوقع الرئيس عون مراسيمها، فتسلك البلاد طريق الفرج؟.
سبق هذه الخطوة ورافقها، تصعيد سياسي خلبي يوحي مطلقوه لناسهم وبيئاتهم قوة وصلابة، لكن حقيقة هذه المواقف، أنها قتال تراجعي يائس، ومن أصعد الحمار إلى المئذنة سيضطر إلى إنزاله عنها سريعا. فعندما يجزم الرئيس بري باسم الثنائي الشيعي أول من أمس أنه لن يتخلى عن حقيبة المالية و”لا تجربونا”، ويقول اليوم لمن يعنيهم الأمر شكلوا الحكومة من دوننا، فهذا ليس ردا تكتيكيا على الرئيس عون، بل قد يعني أن الحكومة ستتشكل بحسب المبادىء والشروط التي تكلف على أساسها مصطفى أديب.
والقنابل الدخانية هي سعي لإحياء زمن مات آخر ميتة في انفجار بيروت، وكان يقوم على الرفض العبثي وفرض غير الملائم ووضع الشروط من دون تقديم البدائل الصالحة، والبدائل الآن ليست أقل من تأمين الخبز والطحين والدواء والنهوض بالاقتصاد والمدارس للناس، فالشعب جائع غاضب والبلد مفلس حتى العظم.
في مقابل كلام الرئيس بري الغاضب الصارم، قدم باسيل نذور العفة والزهد ونكران الذات، في خطوة فاجأت من سمع مواقف “التيار” المتصلبة وتمسكه حتى الأمس بحكومة تقنيين مسيسين، أعلن باسيل عدم مشاركة “التيار” في الحكومة. وفيما اعتبر البعض أنه كان يتوجه إلى الرئيس المكلف فاتحا أمامه أبواب التأليف، كان باسيل بالفعل يقدم التعاون للفرنسيين وحسن النية للأميركيين. فبعد إعلانه عدم المشاركة في الحكومة ومطالبته بوزراء تقنيين حياديين استرضاء للرئيس ماكرون، هاجم باسيل زيارة اسماعيل هنية لبنان، وهو نقد مبطن ل”حزب الله”، وطالب بترسيم الحدود مع اسرائيل، ورفض تدخل “حزب الله” في سوريا. والمعلومات تشير بأن موقف باسيل هو استدارة نصحه البعض بأنها قد تجنبه سيف العقوبات الأميركية.
توازيا موقفان، بل مسماران في نعش السلطة الفاسدة، أطلقهما البطريرك الراعي والمطران عودة، فإذ طالب الراعي بتحقيق دولي في انفجار المرفأ والحريق المشبوه الذي تلاه، واتهم السلطة ببعثرة الثورة وبث المخربين في صفوفها لتفكيكها، داعيا إلى التعجيل في تشكيل حكومة التقنيين الحياديين، دان المطران عودة السياسيين الذين أدمنوا الرقص على الجثث، ولا يأبهون إلا لجيوبهم وحصص أحزابهم وتياراتهم.
توازيا، الكورونا ينتشر كالنار بلا ضابط طبي ولا رادع، وقد سجلت حالات عدة في سجن رومية، وتسعون إصابة في عديد قوات اليونيفيل.
- مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أل بي سي آي”
هذه المرة، تشكيل الحكومة يبدو مختلفا عن تشكيل كل الحكومات، منذ أول حكومة ما بعد الطائف، وصولا إلى حكومة الرئيس حسان دياب.
من التسعين إلى 2004، كان السوري يشكل الحكومات. يأتي الوحي من قصر المهاجرين، تأتي كلمة السر من عنجر، فتولد الحكومة. من العام 2005، وبعد الانتخابات النيابية إلى انتهاء عهد الرئيس ميشال سليمان، لا حكومة من دون موافقة “حزب الله”. بدءا من عهد الرئيس ميشال عون، لا حكومة من دون ختم الثنائي الشيعي ومشاركة رئيس “التيار الوطني الحر”، شخصيا أو من يسميه، حتى حكومة الرئيس حسان دياب تشكلت وفق هذه المعايير، فكان الإختصاصيون والمستقلون إسما على غير مسمى: اختصاصي ولكن غير مستقل، أو لا اختصاصي ولا مستقل.
آلية تشكيل حكومة الرئيس مصطفى أديب مختلفة: الاليزيه حل محل قصر المهاجرين، مع فارق أن الرئيس ماكرون يقول إن فرنسا طرحت مبادرة لكنها لا تسمي ولا تطرح أسماء وزراء، ومع ذلك هناك من يقول إن رئيس المخابرات الفرنسية برنار إيمييه يملك كلمة السر، تماما كما كان اللواء غازي كنعان وبعده اللواء رستم غزالي يملكان كلمة السر، وكان الجميع يمشي، ففي الحقبة السورية وتحديدا في عهدي الرئيس الياس الهراوي واميل لحود كان وزراء المال من غير الطائفة الشيعية، حتى تسميتهم لم تكن تأتي من عين التينة أو من حارة حريك، ولم يكن الرئيس بري يقول: شكلوا ولكن من دون الثنائي الشيعي. فلماذا عدم الإعتراض مع السوري يقابله اعتراض مع الفرنسي؟.
هل كان الرئيس بري، على سبيل المثال لا الحصر، يقول للرئيس حافظ الأسد ما يقوله للرئيس ماكرون، من أنه يرفض طرح أسماء على الثنائي الشيعي لتوزيرها في حقيبة المالية؟، هل كان ليقول للرئيس حافظ الأسد وبعده للرئيس بشار الأسد: إذا قادرين تشكلوا بلانا- أي الثنائي الشيعي- شكلوا؟.
بعيدا من المقاربات والمقارنات، هل يذهب “حزب الله” بعيدا في إسقاط المبادرة الفرنسية؟، هل يخاطر بالأوراق التي بدأ يجمعها والتي كانت أولها جلوسه إلى الطاولة مع الرئيس ماكرون؟.
وأخيرا وليس آخرا، إذا صعد الرئيس المكلف مصطفى أديب إلى قصر بعبدا غدا، وعرض تشكيلته على رئيس الجمهورية، فماذا سيكون عليه موقف رئيس الجمهورية؟، هناك ثلاثة سقوف: إما الموافقة، وإما الاستمهال لدرس الأسماء، وإما الرفض. فأي السقوف سيكون مرجحا؟، وهل يكون الاستمهال، في هذه الحال، ماذا سيكون عليه موقف الرئيس المكلف؟، كيف ستتلقى باريس الإستمهال. أربع وعشرون ساعة مفتوحة على كل الاحتمالات، ولكن من يخاطر بنسف المبادرة الفرنسية؟، ومن يتحمل ثمن نسفها؟.
فعلا تشكيل الحكومة مختلف هذه المرة.
في الموازاة، يستمر رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل في إطلاق مواقف الداخل ليسمعها الخارج وتحديدا الأميركي. ركز اليوم على ما يهم الأميركي: “حزب الله” في سوريا، ترسيم الحدود، والقرار 1701: ذكر بان الحزب بدأ يفكر بالعودة من سوريا “ونحن علينا احتضان هذا القرار”. قال إن اللبنانيين مرتبطون بالقرار 1701، وليسوا مستعدين أن يرجع لبنان منطلقا للعمليات الفدائية من أرضه.
تحدث عن “إنهاء ترسيم الخط الأزرق برا بالنقاط العالقة فيه”. لكن السؤال: هل يعني “ترسيم الخط الازرق” ترسيم الحدود؟، ويقول باسيل في هذا المجال: “أنا من يلي بيشوفوا مصلحة كاملة للبنان بإنهاء ملف الحدود على أساس ترسيم عادل إلها”.
لكن ما لم يتطرق إليه باسيل، وتطرحه واشنطن بإلحاح، هو سلاح “حزب الله”، فهل تكتفي واشنطن بهذا القدر من الاستجابة، أم تعتبر أن القفز فوق سلاح “حزب الله” خطوة غير كاملة؟.
- مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “الجديد”
تبعا لنشرة التحكم المروري السياسي، فإن طريق بعبدا سيسلكها غدا الرئيس المكلف مصطفى أديب، يقدم تشكيلته إلى رئيس الجمهورية، الذي إما أن يوافق عليها وعندها تشق دربها إلى جلسة الثقة، وإما يرفضها ولا يصدر المراسيم الثلاثة المتعلقة بها، ويطلب من أديب إعادة “الخلطة” بما يؤمن المعايير.
وفي ساعات ما قبل الإقلاع إلى بعبدا، كانت المساعي متوقفة، والمسارب إلى عين التينة مسدودة بعد إعلان الرئيس نبيه بري الخروج من التشكيلة، قائلا إن المشكلة ليست مع الفرنسيين بل من الداخل، وقد أبلغنا رئيس الحكومة المكلف من “عندياتنا” ومن تلقائنا عدم رغبتنا في المشاركة.
وإذ أخذ بري على التأليف اتباعه فيتوات على وزارات والاستقواء بالخارج وعدم إطلاق مشاورات، كان رئيس “التيار الوطني الحر” يشكو الاستقواء نفسه، لكنه يضرب الجميع بعصا واحدة، فيدور المداورة ويعارض المثالثة ويهجم على “النحس” المتمثل في سمير جعجع، ويقزم حركة الثوار إلى مستوى الميليشيات، ويعلن أن لا رغبة ل”التيار” في المشاركة: “وما حابين نشارك فيها، كتير عم يحكوا معنا وإنو ما بتتشكل حكومة من دوننا، ونحن نجيبهم أن رئيس الجمهورية بتمثيله وميثاقيته يغطينا ويغطي الحكومة ويعوض عنا في هذه الظروف الاستثنائية”.
وعلى هذا المسار، وما لم تجر اتصالات اللحظة الأخيرة، فإن أديب يذهب بتشكيلة العزف المنفرد إلى بعبدا، ليكون في مواجهة مع شريكه دستوريا، إذ يتقاسم مع رئيس الجمهورية المادة الثالثة والخمسين من الدستور، والمتعلقة بفقرتها الرابعة بإصدار المراسيم. وسيكون مصطفى أديب عالقا كرئيس مكلف، من دون أن يبلغ مرحلة تصريف الأعمال.
هذا في الدستور، أما في الوقائع فإن الجميع فوض قصر الصنوبر صلاحية إصدار التأليف والمراسيم، وأعطى الرئيس الفرنسي ما لم يعط لكبار المنتدبين عن لبنان عبر التاريخ، ولما ارتضوا بملء إرادتهم تأليف حكومة بخمسة عشر يوما بعيدة عن السياسيين، ولما وافقوا، فهذه المرة “صدق” وعلى الطريقة الفرنسية، ولا دور لمطرقة رئيس مجلس النواب لأنه تنازل عنها بتاريخ لم يمر عليه الزمن.
وبتمرد كل من بري وباسيل على دخول الحكومة، يطرح السؤال: من دعاكم؟، من عزمكم؟، فكلاكما اتفقتما مع الدولة الفرنسية على تفويض باريس ومنحها صلاحية التدبير الوزاري. وإذ بالرئيس بري اليوم يرتدي gilet jaune ويعلن التحاقه بالسترات الصفر التي عاد وجهها إلى السبت الفرنسي. الآن أفقتم على الاستقواء بالخارج؟، فظهر باسيل رافضا، وكتب بري متحسسا من التدخل، وفاضت “بحصات” ارسلان على المكب السياسي، منتقدا الكيدية الداخلية في حكومة الأمر الواقع عبر الاستقواء بالخارج.
جميعكم من أعطى الخارج براءة اختراع في الاستقواء، ووافق على حكومة تمنح اللبنانيين الأمن والاستقرار، وكان ممنوعا على أي منكم الاقتراب صوبها. هي بتأليف فرنسي؟، نعم بتأليف فرنسي وبرفع الأيدي عبركم، وهي بلإجماع الاتحاد الأوروبي وبدعم أميركي وبنأي نفوس عربية بالها اليوم ليس معنا ولا عندنا.
وبات على كل محارب ضد التشكيلة، وكل مشارك في التوليفة، أن ينظر إلى مدينة مات أهلها وقل فيها الدين. والويل لأمة لبنانية كل منها يصرخ وينادي: أنا أمة. وعلى الأقل استمعوا لأصوات رمتكم اليوم بحجارة النقد من على رؤوس الكنائس في أربعين ضحايا المرفأ، فقال البطريرك الراعي إنه لا يمكن بعد الآن القبول بحكومة على شاكلة سابقاتها التي أوصلت الدولة إلى ما هي عليه من انهيار، لا لحكومة يكون فيها استملاك لحقائب وزارية لأي طرف أو طائفة باسم الميثاقية. أما المطران الياس عودة فقد خاطب سياسيي بلادنا بعبارة يستحقون معناها: إنهم أدمنوا فن الرقص على الجثث.