خاص ليبانون تايمز ـ بتول فواز
وتيرة الأحداث في المشهد السياسي اللبناني إرتفعت مع وصول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى بيروت، بعد أن كلّف رئيس الجمهورية ميشال عون سفير لبنان في ألمانيا مصطفى أديب تشكيل الحكومة الجديدة، بتأييد 90 نائباً من أصل 128، خلفاً لحكومة الرئيس حسان دياب المُستقيلة.
الضغط الغربي المُتجسّد بصورة فرنسية، أحدث فارقاً في تعاطي القوى السياسية اللبنانية مع الملف الحكومي، فقد توافقت بطريقة فجائية على شخصية خارج القُرعة السياسية مما أثار تساؤلات كثيرة.
ترشيح أديب للحكومة “المُعجزة” حاز على الرضا الأولي من رؤساء الحكومات السابقين، وتم التبني الفوري له من قبل العديد من الأطراف، وفي طليعتهم حركة أمل، ح ز ب الله والتيار الوطني الحر الذي تعهد بالإلتزام بأي إسم يطرحه الرئيس الأسبق سعد الحريري.
لم يلقَ الترشيح كامل القبول، في ظل مخاوف داخلية وعربية على وجه الخصوص، من أن تكون حكومة أديب نسخة مُنقّحة من حكومة دياب، توازياً مع الطروحات الغربية والفرنسية تحديداً بضرورة الذهاب إلى عقد جديد في لبنان.
في هذا الصدد، أكد الصحافي والكاتب السياسي جوني منيّر في حديث خاص لموقع ليبانون تايمز، حداثة الصيغة الحكومية، فالرئيس المُكلف تشكيلها قدُم من خلفية دبلوماسية، والتأثير الغربي لم يقتصر فقط على إسم الرئيس بل تركيبتها، هيكليتها، شكلها ومهامها، كاشفاً عن وجود إهتمام فرنسي بالحقائب الوزارية التي تلعب دوراً مهماً على الصعيد الإصلاحي.
وتابع: اليوم سيتعهد خطّياً الفرقاء السياسيين، مُجتمعين، في قصر الصنوبر، المُضي بالخطوات الإصلاحية التي ستُستهلّ بمجموعة قوانين قيد الصدور في هذا الخصوص.
وإستبعد منيّر عرقلة القوى السياسية تشكيل الحكومة من قبل بعض الأطراف بسبب الحقائب السيادية، بحيث أن البصمات الفرنسية تشكل حجراً أساساً في هذه العملية، قائلاً: لا أعتقد أن يُعيق التيار الوطني الحر عملية التشكيل إذا خسر حقيبة الطاقة، لأن لا قدرة له على ذلك، في ظل التلويح الأميركي-الأوروبي بعقوبات على مختلف الشخصيات اللبنانية.
وإعتبر أن ولادة الحكومة هذه المرة ستكون “سريعة إلا إذا طرأ ما ليس في الحسبان”، مضيفاً: العرقلة ليست واردة ما دامت القوى السياسية تُظهر حسن نوايا قولاً وفعلاً في عملية ولادتها، وتجاوز العقبات التي من الممكن أن تعترضها.
وشدد على سلبية الموقف العربي نظراً لغياب التصريحات التي عقبت عملية التكليف، مردفاً: هذه الحكومة هي نتيجة تقاطعات فرنسية-شيعية، الأمر الذي يُعزز السلبية في الموقف الخليجي، خاصة وأن السعودية أوفدت سفيرها وليد البخاري لزيارة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع قبل 48 ساعة من عملية التكليف، ما عكس رغبة الدول العربية في تسمية “القوات” السفير نواف سلام رئيساً مُكلفاً.
ترحيب أميركي-أوروبي بتسمية أديب رئيساً للحكومة، رغبة خليجية في عدم تسمية أي رئيس مُرجّح له أن ينال وسام الرضا الإيراني، توافق لبناني على إنتشال لبنان من بؤرة المجهول، وتوقعات بولادة مُسهّلة لحكومة تضم وجوه جديدة في التوزير.
ينتظر لبنان الأكثر تعقيداً، فقد دخل اليوم مرحلة التشكيل، مع وصول ماكرون إلى بيروت، الذي سيضع بصماته حكماً على الحقائب السيادية.