اعتبر رئيس الهيئة التنفيذية في حركة “أمل” مصطفى الفوعاني أن “شخصية الإمام الحسين عالمية تجاوزت إطار الزمان والمكان لتحضر في كل ميادين الإصلاح على امتداد تاريخ الأمة، وغدا الإمام الحسين ملهم الأحرار في العالم يستمد غاندي عنوان الانتصار: تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوما فانتصر، تتحرر البلاد، بعد أن يتأكد قادتها أن الصوت هو صوت الانتصار الذي لا يقيم وزنا لآلة القتل والتدمير، ينتصر الدم في كربلاء وينتصر في الجنوب، عندما استمد سماحة الإمام القائد السيد موسى الصدر تعاليم الإسلام القرآني، الذي رسم معالم الحياة الاجتماعية والسياسية”.
اضاف خلال ندوة فكرية لمناسبة ذكرى عاشوراء وتغييب الإمام السيد موسى الصدر عبر منصة zoom من الهرمل، “اعتبر الإمام الصدر أن مفهوم الحسينية حركي يغادر الزمان والمكان، ويصبح شهداء حركة أمل فوجا معاصرا للحسين… استشرف الإمام الصدر خطر إسرائيل الوجودي، فدعا إلى تحصين وحدتنا الداخلية والتمسك بمصادر القوة المتمثلة بالمقاومة والجيش والشعب، وأسقط فكرة أن العين لا تقاوم المخرز، من خلال رجال باعوا الله جماجمهم. من هنا، ندرك البعد الحقيقي لعاشوراء، وندرك أن حركة أمل حولت هذا الأمر إلى قوة مقاومة وجذوة حياة، وهذا صدى الإمام الصدر الذي اعتبر أن الحسين لا يحتاج إلى البكاء، بل إلى من يستلهم منه أفكاره في المقاومة والجهاد والإصلاح”.
وشدد على أن “لبنان اليوم بأمس الحاجة الى الوحدة الوطنية والتكاتف لمنع الانهيار، وعلينا الاستفادة من الاهتمام الدولي وعدم تضييع الفرصة أمام إعادة انتظام المؤسسات، عبر تشكيل حكومة يكون برنامجها معالجة الوضع الاقتصادي ومحاربة الفساد وإعادة إعمار ما دمره تفجير الرابع من آب، والانطلاق بورشة لمحاربة الفساد فعلا لا قولا، والوقت لم يعد يسمح بترف تسجيل نقاط في السياسة، مع التأكيد أن الأمر الأهم يكون بإقرار قانون انتخابي بعيد من كل أشكال الطائفية، ويأخذنا الى الدولة المدنية التي تعتبر الخلاص الحقيقي لما نعيشه، والقانون الأمثل، بأن يكون لبنان دائرة واحدة وعدم العودة الى التقسيمات الطائفية التي كانت سائدة سابقا، وهو ما أكده الرئيس نبيه بري مرارا وتكرارا”. وقال: “اليوم يجب أن يربح الوطن، لذا تسعى أمل لرأب الصدع ووأد الفتنة وتغليب المصلحة العامة والخروج إلى دولة المواطنة الحقيقية. اليوم، وعلى الرغم من تعدد الأخطار، يبقى التفشي الكبير لفيروس كورونا الخطر الأكبر، لكونه يهدد كل المناطق، لذلك ندعو الى التزام التعبئة التي أقرها مجلس الوزراء”.
ونوه بـ”الدور الوطني الكبير لجيشنا الباسل وكل المؤسسات الأمنية في إعادة ضبط الأمن بعد الأحداث الاليمة التي تتنقل من مكان إلى آخر”، آسفا لسقوط ضحايا، مشددا على “عدم خروج هذه الاشكالات عن طابعها الفردي إذ يجب وأد الفتنة قبل خروجها”.
وطالب الدولة بأن “تكون قضية الإمام الصدر ورفيقيه من الأولويات”. ودعا “العالمين العربي والاسلامي الى التمسك بالقضية الأساسية فلسطين، وعدم التفريط بأي حق من حقوق الشعب الفلسطيني”.