دخل اللبنانيون صباح الجمعة مرحلة جديدة من الاغلاق جراء التفشي المتزايد لفيروس كورونا المستجد، في الأسبوعين الأخيرين، وسط أزمة اقتصادية ومعيشية خانقة فاقمها انفجار المرفأ المروع.
ويستثني القرار أعمال رفع الأنقاض والإغاثة في الأحياء المتضررة من انفجار المرفأ، وكذلك الوزرات والمؤسسات العامة على ألا تزيد نسبة حضور موظفيها على 50 في المئة. ولا يسري القرار على مطار بيروت.
وتحاول السلطات الحدّ من الازدياد في عدد الإصابات الذي تضاعف خلال الأسبوعين الأخيرين، ليبلغ اجمالي المصابين 10952 حالة بينها 113 وفاة. ويخشى المسؤولون من تكرار النموذج الايطالي، خصوصاً بعدما أخرج الانفجار عدداً من المستشفيات الكبرى من الخدمة. وتخطى عدد المصابين الخميس عتبة الـ600 في معدل غير مسبوق.
وضاعف الانفجار الذي أوقع 181 شهيداً وأكثر من 6500 مصاباً الضغوط على المستشفيات والطواقم الطبية المنهكة أساساً من الأزمة الاقتصادية في البلاد وتفشي الفيروس.
وقد حذّر وزير الصحة حمد حسن مطلع الأسبوع من أنّ معظم مستشفيات بيروت امتلأت بمصابي كوفيد-19، منبهاً من أن البلاد وصلت “إلى شفير الهاوية”.
ودعا في بيان الخميس المستشفيات إلى “الامتناع عن إدخال الحالات الباردة الى المستشفيات لمدة 15 يوما وحصرها بالحالات الطارئة، والعمل على إفراغ أسرة المستشفيات من الحالات المتماثلة للشفاء” حفاظاً “على صحة المرضى والطاقم الطبي من انتشار العدوى”.
ويتلقى اللبنانيون منذ الخريف الماضي ضربات متتالية في خضم الانهيار الاقتصادي الأسوأ في تاريخ البلاد، ووسط أزمة سيولة وقيود مصرفية مشددة. وخسر عشرات الآلاف مصادر رزقهم أو جزءاً من مداخيلهم.
ومن المرجّح أن تفاقم تداعيات الانفجار وتدابير الاغلاق الوضع المعيشي سوءاً.
وقالت لجنة الأمم المتحدة الاجتماعية والاقتصادية لغربي آسيا (الإسكوا) إن “نسبة الفقراء من السكان تضاعفت لتصل إلى 55 في المئة في عام 2020 بعد أن كانت 28 في المئة عام 2019، وارتفعت نسبة الذين يعانون من الفقر المدقع بثلاثة أضعاف من ثمانية إلى 23 في المئة”.
وكان حزب الله وحركة أمل قد قررا في بيان مشترك الشهر الحالي، إلغاء مجالس العزاء بمناسبة ذكرى عاشوراء التي اعتادا تنظيمها في المناطق ذات الغالبية الشيعية، ومن ثمّ المسيرات الضخمة يومي التاسع والعاشر.
وقال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الثلاثاء إن وضع كورونا “خرج عن السيطرة”، داعياً إلى احياء المجالس عبر “التلفاز ومواقع التواصل الاجتماعي وأشكال الإحياء الأخرى”. وأضاف “لا حضور أو تجمعات في المجالس العامة، مسيرة يوم العاشر غير واردة.. هذا كله اتفقنا على أن نتجاوزه هذه السنة بسبب كورونا”.